عبق بيت الحكمة في الشارقة بأجواء شهر رمضان المبارك. فهذا الصرح الذي يزاوج بين الأصالة والحداثة واكب الشهر الفضيل بفعالية «رمضانيات بيت الحكمة»، في مبادرة لإحياء التقاليد الثقافية العريقة لشهر رمضان بأبعاده وروحانياته وما يعمر به من عادات وتقاليد راسخة.
استقطبت الفعالية التي تستمر حتى 2 أبريل، الكثير من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمتاجر والمحال، إلى جانب مشاركة عدد من المطاعم والمقاهي، بحيث شكلت الأجواء مساحة تفاعلية جمعت بين السوق في الهواء الطلق وبين التجمعات العائلية التي وجدت في المكان فرصة للقاء وقضاء بعض الوقت في أجواء مفعمة بالجماليات وبالأخص في الحديقة الشمالية لـ«بيت الحكمة» التي ازدانت بالفوانيس الرمضانية.
في جولة سريعة على الفعالية، تتوزع الأكشاك المتنوعة في أركان المكان وتبرز بعض المشاريع الإماراتية لشباب مواطنين آثروا العمل ليل نهار للانطلاق في طموحاتهم وبينهم من باشر بمشاريع عائلية نجحت وتحولت إلى مشاريع لها أكثر من فرع في أكثر من إمارة في الدولة، إضافة إلى توفر فعاليات تتيح للأطفال اكتساب مهارات جديدة في ركن «القارئ الصغير» إلى ركن «المجلس» في معرض الخوارزمي الذي يفسح المجال أمام الزوار لتبادل النقاشات وممارسة الألعاب اللوحية.
من خلال هذه الفعالية السنوية، يترجم بيت الحكمة دوره بحرفية متقنة صرحاً ثقافياً معرفياً يقام على مساحة 12 ألف متر مربع وتبرز هندسته المعمارية عاملاً مساعداً على جذب هذه الفعالية، وبما يشكله من مفهوم جديد للتفاعل بين كافة الفئات المجتمعية، حيث تبدأ الفعاليات يومياً من الساعة الثامنة مساء حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وسط أجواء حافلة بالثقافة والتسلية والمعرفة في آن.
تواكب ريم الكعبي، من فريق البرامج، الحدث قائلة «هذا الموسم الجديد من رمضانيات برعاية مركز الشارقة لريادة الأعمال«شراع» ومجلس سيدات الأعمال في الشارقة تحت شعار «العطاء» حيث يتم عقد العديد من البرامج المتنوعة تحت مظلة «حديث الحكمة» وتشمل مواضيع متنوعة لترسيخ القراءة لدى أفراد المجتمع وحثهم على اكتساب عادة القراءة والحصول على حياة صحية ومتوازنة، إضافة إلى ورش للأطفال التي تنمي عدة مواهب لديهم منها الطبخ، صناعة الفخار، إلى ورش للسرد القصصي بالتعاون مع المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ارتقاء بدور «بيت الحكمة» مركزاً يهدف إلى نشر المعرفة وتزويد الأطفال والأسر والشباب بدعائم الارتقاء بالمجتمع".
وتلفت الكعبي إلى «أنه من المقرر تنظيم سباق دواثلون الشارقة الخيري بتاريخ 8 أبريل بالتعاون بين «بيت الحكمة»ومجلس الشارقة الرياضي ويتم تخصيص جزء من ريع السباق لدعم مبادرة "تبن مكتبة" والتي أطلقتها مؤسسة كلمات».
وفي هذا الصدد، تم توفير حقيبة توعوية لحث المشاركين على استثمار أوقاتهم بالشكل الصحيح خلال شهر رمضان المبارك، حيث تحوي الحقيبة كتاب «رمضانيات» وعلى جدول تفاعلي يواكب الأنشطة اليومية.
الفعالية أفسحت المجال للكثير من أصحاب المشاريع لإظهار مواهبهم والكشف عن منتجاتهم. تعبر إحدى المشاركات من صاحبات المشاريع عن سعادتها بمشاركتها الأولى «أحببنا الأجواء كثيراً، حيث التواصل مع الناس والإقبال على المعرض. نعمل في مجال العباءات ويتميز مشروعنا باعتماد التطريز اليدوي ويركز على الألوان الترابية والألوان البارزة».
أتاحت الفعالية للكثير من مرتادي «بيت الحكمة» إبراز مواهبهم، تعرض ظبية الرميثي، خريجة فنون جميلة من جامعة الشارقة، تصاميم مجوهراتها التي استوحتها من التراث، وتقول لـ«كل الأسرة»، «وظفت شغفي في الرسم في تصميم المجوهرات وباشرت في تأسيس «براند» خاص بي مستوحى من تراث وطبيعة دولة الإمارات وأتمنى أن يصل ليكون ماركة عالمية تمثل الدولة في المحافل العالمية وتقدم اللمسة والبصمة الإماراتيتين، وبالأخص أني دعمت دراستي في مجال الفنون الجميلة بالتعمق، عبر دورات مختصة، في المجوهرات والأحجار الكريمة واستتبعته بالحصول على ماجستير في إدارة الأعمال لتمثيل دولتي بأفضل مستوى».
* تصوير: السيد رمضان