شخصية ذات ملامح هادئة، بحثت لها عن هواية وصفتها بالمتنفس الذي يفصلها عن ضغوط الحياة، وأصبحت من المؤثرين الذين يقدمون لمتابعيهم محتوى هادفاً، إذ تعد مدوناتها مرجعاً لمتذوقي الطعام، جاء اهتمامها بهذا المجال بعد أن زاد ترددها على المطاعم وتذوق أكلاتها والإعجاب بطريقة تقديمها، ليلقى اقتراح إحدى صديقاتها بأن تضع لها بصمة في عالم «البلوجرز» استحساناً لديها.
هي الشيخة البحرينية حصة بنت خليفة آل خليفة، المدونة الشهيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التقيناها لنتحدث معها عن تلك التجربة الممتعة.
عبرت عن تجربة اكتشاف المطاعم بأنها وسيلة للتخلص من ضغوط الحياة، فهل لديك أوقات محددة تشبعين فيها شغفك هذا؟
لا يخلو أسبوع من زيارة مطعم أو اثنين لتدوين ما لدي من أفكار تفيد الناس وتسهل عليهم اختياراتهم ووجهاتهم، ويعد نهاية الأسبوع محطة رئيسية لابد وأن أذهب فيها لزيارة مطعم جديد واستعراض ما لديه من أشياء مبتكرة سواء في طريقة التقديم أو الأطباق أو النكهات المختلفة.
هل واجهت اعتراضاً من أحد أفراد الأسرة للفكرة، أم كان هناك قبول ودعم لها؟
منذ لحظة إعلاني عن فكرة التدوين وأنا أتلقى دعماً كبيراً من جانب عائلتي، بل كان هناك من يرشح لي أماكن معينة زاروها بالفعل كي أتحدث عنها وأستعرض تجربتها في الأكل، وها أنا أمارس تدوين المطاعم منذ عدة سنوات وأتلقى نفس الدعم والاهتمام سواء من أفراد عائلتي أو صديقاتي ومعارفي.
الكاميرا رفيقة دربي وناقلة شغفي بالطعام للمتابعين
هل لديك فريق عمل يقف وراء الكاميرا عند زيارتك للمطاعم؟
في الغالب أحمل الكاميرا وأتوجه بها إلى المطعم الذي أقصده بمفردي، فهي رفيقة دربي ومن تدون شغفي أثناء تذوق الطعام، فكثيراً ما أشعر وكأن بيننا لغة مشتركة تحدثني بها رغم صمتها، لتنقل ما يجول بخاطري بكل شفافية، ولكن عندما يكون معي صديقة تشاركني طاولة الطعام ففي أحيان كثيرة تساعدني في ترتيب الأطباق فقط.
تأخذين على عاتقك نقل ثقافة المطابخ لمتابعيك، فهل ترصدين قلة في مطبخ معين بالإمارات؟
ربما قبل 5 سنوات مضت كان هناك قلة في نوعية بعض المطاعم التي تحمل ثقافات شعوب معينة، مثل تلك الخاصة بأطباق أمريكا اللاتينية وروسيا وأوزبكستان، ولكن حالياً وبعد أن أصبحت الإمارات وجهة فريدة لسياحة المطاعم لم تعد هناك ثقافة مطبخ معين إلا ولها أكثر من مكان يستمتع فيه متذوقي الطعام.
صنفت الطعام الخليجي بأنه مصدر سعادة بالنسبة لك، فما السبب؟
لما يحتويه هذا الطعام من مكونات باعثة للسعادة، فقد أثبتت بعض الدراسات العلمية أن الزعفران على سبيل المثال، والذي يدخل في كثير من الأكلات الخليجية، يحتوي على مادة تفرز هرمون السعادة، كما أن كثيراً من الحلويات الخليجية مرتبط تناولها ببعض المناسبات السعيدة كالأعياد والأعراس، وحتى إذا وضعت على طاولاتنا في الأوقات العادية نتذكر لمة العائلة والبهجة المرتبطة بها.
والدتي هي الشيف الأول في حياتي دون منازع ولا يمكن أن أنافسها في ذلك
هل تعد الشيخة حصة آل خليفة طاهية ماهرة أم متذوقة للأكلات فقط؟
أنا متذوقة من الدرجة الأولى وعلاقتي بالمطبخ لا تزيد على تجربة أكلة معينة فقط، فوالدتي هي الشيف الأول في حياتي دون منازع ولا يمكن أن أنافسها في ذلك، بل أدخل المطبخ على استحياء خشية أن أضايقها في عالمها الذي تحبه وتتقنه كثيراً.
هل يمكن أن تدفعك الرغبة في تذوق طبق معين للبحث عن مكان يقدمه ولو اضطرتك الظروف للسفر إليه؟
أنا شغوفة بتذوق الطعام، وكثيراً ما ينتابني الفضول للسفر إلى بلد معين لزيارة مطعم يقدم طبقاً أردت تذوقه، وقد فعلتها أكثر من مرة، إذ زرت على سبيل المثال روما وبرشلونة لتجربة حلويات معينة مشهورة بها هاتين المدينتين، زاد من هذا الشغف دخولي عالم تحضير «المنيو» وهو ما يتطلب أن أكون متذوقة جيدة.
منذ متى وأنت تعملين في مجال تدوين المطاعم؟
منذ حوالي 10 سنوات وأنا أعمل في هذا المجال، فبعد أن بحثت فيه وقرأت كثيراً عما تعنيه هذه الكلمة في المدونات الأمريكية والبريطانية أردت أن أكون من المؤثرين فيه وأن أقدم محتوى هادفاً لمتابعي في كل مكان.
لك تجارب في تحضير «المنيو»، هل لك أن تعرفينا أكثر عن دورك في ذلك؟
تحضير «المنيو» يعد شغفاً جديداً بالنسبة لي، إذ أشارك غيري بما اكتسبته من خبرات إعداد القائمة الخاصة بمطعمه والحمد لله استطعت أن أفيد غيري كثيرا، ولي تجارب مع مطاعم في الإمارات وخارجها.
ما أكثر ما يلفت انتباهك عند تقييم أي مطعم تزورينه؟
عالم المطابخ توجد به تقنيات كثيرة، والشعوب العربية محبة للتنوع، فهي عاشقة للبهارات والنكهات القوية والحامضة والحلوة والحارة، ودمج كل هذا مع بعضه يعد تميزاً لمن ينجح فيه، فهذا بالفعل ما يلفت انتباهي كثيراً في أي مطعم أزوره.
تظهر ثقافات الشعوب من مطابخها، فما أكثر المطابخ التي تحبين تذوق أطباقها؟
المطابخ الخليجية بالدرجة الأولى والعربية بشكل عام التي تولف البهارات في أكلاتها بشكل جيد، يلي ذلك المطبخ الياباني الذي يتمتع بجودة مقاديره وقدرته على خلط أكثر من 10 بهارات حارة مع بعضها.
هناك مجموعة كبيرة من المشاهير في عالم الطبخ حول العالم، ما أكثر النماذج التي تبهرك؟
أحب الشيف الذي لا يتقوقع على نفسه في المطبخ ويخرج للعالم كي يبرز عمله أمام الجميع، ففي منطقة الخليج أتابع الشيف الكويتي أحمد الزامل كونه من الطهاة الذين استطاعوا أن يطورا من أنفسهم ومن طبخاتهم كثيراً، وعالمياً غوردن رامزي وهو طاهٍ حصلت مطاعمه على أكثر من 14 نجمة من «ميشلان»، وهو مقدم برامج تلفزيوني وكاتب ورجل أعمال، استطاع أن يبني إمبراطورية من المطاعم، ويعد هذا النموذج الذي أفضل متابعته كونه ملهماً لغيره.
ما الذي تأملين تحقيقه في المستقبل ويتعلق بشغفك بالمطاعم؟
أحلم بالتوسع في عالم تحضير «المنيو»، الذي بدأته منذ حوالي 3 سنوات، إذ أعددت قوائم لمطاعم في الإمارات وفي بريطانيا، وهي تجربة ملأى بالتحدي وآمل أن أتوسع فيها وتكون لدي خبرة أكبر أفيد بها غيري من محبي هذا المجال.