ربما تختلف العادات والتقاليد، وتتباين الألوان والخامات، إلا أن زي العروس التقليدي في الشعوب العربية يظل واحداً من ناحية استحضاره للرموز التراثية وترسيخه للموروثات الشعبية. ونستعرض هنا جانباً من زي العروس في بعض البلدان العربية:
العروس الإماراتية
عهدت المرأة الإماراتية كغيرها من النساء بالاهتمام بحليها وخاصة الذهب، باعتباره زينة وخزينة للزمن، حيث كانت ترتدي العروس قديماً ثوب (الميزع) وتتحلى بالذهب وهو عبارة عن قلادة (النكلس) و(الطاسة على الرأس) المرتعشة ونوع من أنواع القلادات بالإضافة (للبرقع بو نجوم) يوضع على وجهها كما يتم تجهيز أنواع العطور المختلفة والدخون للزينة.
العروس السعودية
كانت العروس السعودية قديماً ترتدي المرشده، وهو فستان أسود طويل مصنوع من الصوف الناعم ومطرز بالذهب والكرستال، أما حالياً فتلبس العروس السعودية فستان زفاف أبيض معظم الأوقات ولكن هناك ليلة في احتفالات الزفاف تعرف بليلة الغمرة تلبس العروس فيها زياً سعودياً تقليدياً وتلبس الكثير من المجوهرات الذهبية وتضع الحناء على يديها.
العروس العمانية
العروس في عمان لها زي خاص بها، فيه العديد من الألوان والتطريزات المميزة والمختلفة، وأبرز الألوان التي ترتديها اللون الذهبي والأبيض والأخضر، كما تضع شالاً على رأسها يطلق عليه لحاف أو حجاب يغطي رأسها ويكون مزيناً بالترتر والخرز الملون كالكرستال وغيره، كما كانت ترتدي الكندورة وتتكون من الردون أي الأكمام التي تطرز يدوياً بالسيم والغولي، أما الشق الذي يتوسط الصدر فتستخدم في تطريزه السفة والسنجاف وهي أنواع من النقوش الجاهزة وعادة ما تكون باللون الأحمر والبنفسجي، كما ترتدي سروالاً ويكون واسعاً من الأعلى وضيقاً من الأسفل عند القدمين مع تنوع النقش والتطريز.
العروس المغربية
اللبس الفاسي المغربي وهو أحد التقاليد المغربية الذي ترتديه العروس، وهو خليط من الفخامة والأصالة والإبداع. يتكون لبس العروس الفاسي المغربي، الملقب بـ«الكسوة د الجوهر»، من (قفطان ضوء الصباح ) وهو رداء طويل يتم شد حزام فاسي معه على خصرها لكي لا يأخذ ثقلاً على ظهرها. ويأتي القفطان المغربي بعدة ألوان وأشكال وهو عالي الجودة ويعرف أيضاً (بفستان الخريب) بعد ذاك ترتدي قصبة بركاتو وهو وشاح ينسدل من رأسها كما يسدل على جانبي العروس مع المسيلكة وهي عبارة عن ثوب أبيض مطرز من الجوانب، مرفق بآخر أحمر يجب أن تأتي بشكل متواز مع (قصبة بركاتو).
بعدها ترتدي أكماماً على يدها تسمى (كمام المانوص) ويتم تثبيتها جيداً، ثم ترتدي التاج ليثبت مع نواسي المشبك الذي يكون قرب التاج وينسدل على جبين العروس، كما ترتدي الجواهر وتتزين.
العروس الفلسطينية
كانت العروس قديماً ليلة الحناء تلبس لباساً لونه أخضر يغطي جميع جسدها ما عدا يديها ورجليها لتحنيهما.. في رام الله في جنوب فلسطين ترتدي العروس الفلسطينية الزي التقليدي، الذي كان مصنوعاً من الكتان غير المصبوغ على عكس الفساتين في معظم المناطق الأخرى، يتم تزيين هذا الفستان بشكل أساسي بدرجات مختلفة، من خياطة الصليب من الحرير الأحمر، حيث يقتصر عموماً على لوحة الصدر وفرعين رأسيين ضيقين يؤطران الجزء الأمامي والخلفي من تنورة الفستان. الفستان مزين بنمط «علقة» على شكل حرف S يحيط بصفوف متعددة من «أشجار النخيل الطويلة» وزخارف على شكل نجمة ثمانية الرؤوس. أما غطاء الرأس فهو مطرز بشدة على شكل حدوة حصان، والجانب مزين بصف من العملات المعدنية التي تمثل مهر المرأة، وهناك سلسلة بعملة ماريا تيريزا تتدلى من غطاء الرأس.
العروس العراقية
الزي الشائع في العراق هو فستان الزفاف الأبيض المزخرف، لكن في كردستان، شمال العراق، يتكون زي العروس أحياناً من فستان طويل مع سترة فيست ملتصقة معه، كما ترتدي معه أكسسوارات ملونة وحزاماً في الخصر وأحذية ملونة مطرزة بالخرز والأحجار الكريمة. العروس الكردية دائماً تفضل أن ترتدي فساتين بألوان زاهية كالأحمر والبرتقالي والأصفر، مع زينة ذهبية يظهر جمال إطلالتها.
العروس اللبنانية
الفستان الشائع في لبنان حالياً هو الفستان الأبيض، كل عروس تبحث ليومها المميز عن فستان زفاف أبيض يُتوّجها كملكة على عرش قلب زوجها. ورغم اختلاف العادات والتقاليد الخاصة بيوم الزفاف إلاّ أنّ الزي الموحّد للعروس بين معظم الدول هو اللون الأبيض، حيث كانت ترتدي قديماً العروس في لبنان العباءة إضافة إلى الطنطور الذي هو عبارة عن غطاء للرأس مخروطي الشكل، يتم تثبيته بواسطة عدة أشرطة بلفها حول الرأس، كما يوضع وشاح من الحرير حول قاعدته، وحجاب أبيض متصل برأس المخروط، وارتبط شكل وارتفاع الطنطور غالباً بمكانة وثروة من ترتديه، وأحياناً كان يُزخرف بالذهب أو يرصّع باللؤلؤ والأحجار الكريمة.
العروس السودانية
الجرتق السوداني، وهو طقس من الطقوس التي تمارس في الأعراس السودانية في أغلب مدن شمال السودان، وهو من إحدى العادات والتقاليد المهمة في السودان، حيث تغطي العروس وجهها بالقرمصيص، وهي قطعة قماش ذات ألوان زاهية وترتدي فستاناً أحمر والثوب سوداني، وهو ثوب حريري أحمر موشح بالزخارف الذهبية مع طاقية من الدوائر الذهبية تسمى الجدلة، كما يثبت في أنفها قطعة من الذهب تسمى الزمام وتكون ممتدة من الأنف للأذن، وتزين قدميها ويديها بالحنة السودانية المسماة بالصبغة السودانية السوداء، وترتدي الحجول أو الخلخال على قدميها كما ترتدي على يدها خاتماً من ذهب يسمى خاتم الجنية وهو خاتم غالي الثمن ويعتبر أحد الطقوس المهمة في الجرتق.