مجلة كل الأسرة
01 يونيو 2023

سالي سعيد: برنامج "نسيج" عزز حالة الانسجام والتعايش على أرض الإمارات

فريق كل الأسرة

سالي سعيد: برنامج

رسالة تسامح بين الجاليات التي تعيش على أرض الإمارات، نجحت الإعلامية سالي سعيد من توثيقها وإيصالها إلى مشاهدي قناة سما دبي، عبر برنامج «نسيج» الذي تسلط الضوء فيه على المصطلح الدارج بأن دبي هي كل العالم في مدينة، فقد تألقت سالي في العديد من أزياء الدول التي تناولتها حلقات البرنامج من حيث الثقافة والأكلات والأزياء التقليدية، والأماكن الخاصة بها في دبي، فحققت نجاحاً كبيراً، وإشادة من الجمهور الذي زاد تعلقه بالحياة في دبي، كما زاد انتماؤه لها كمدينة حاضنه لكل الجنسيات والثقافات.

سالي سعيد: برنامج

حدثتنا الإعلامية سالي سعيد في حوارها مع الزميلة هويدا عثمان حول مراحل إعداد وتصوير برنامج «نسيج»، والذي حققت من خلاله جماهيرية كبيرة، عزز مسيرتها الإعلامية في قناة سما دبي:

سألناها في البداية عن السبب الذي جعل برنامج «نسيج» يحظى بكل هذا النجاح من بين العديد من البرامج التي قدمتها، فأجابت «أبدع وأحلق في البرنامج الخارجية الميدانية التي يتم تصوريها خارج حدود الاستوديو، خاصة البرامج السياحية التي تجيب على العديد من التساؤلات حول طبيعة وسحر الحياة السياحية في دبي، ولهذا السبب نجح برنامج «نسيج» الذي كان من المقرر تقديمه خلال فعاليات «إكسبو 2020»، ولكن بسبب زخم البرامج حينها، فضلنا التأجيل حتى يأخذ حقه لدى المشاهد، فقد لمس البرنامج جانباً عاطفياً للجمهور خصوصاً عندما تعلق الأمر بدولهم، التي لم يحرموا من تفاصيلها على أرض الإمارات، فلا يشعرون بغربة بل تزيد غربتهم عن دبي عندما يبتعدون عنها لفترة طويلة».

بالزي العراقي قدمت سالي واحدة من أنجح حلقات البرنامج
بالزي العراقي قدمت سالي واحدة من أنجح حلقات البرنامج

تؤكد سالي أن فكرة برنامج «نسيج» مستنبطة من حقيقة أن دبي اليوم باتت ملتقى العالم بأسره ، وشرحت لنا دلالات تسمية البرنامج «عنوان البرنامج «نسيج» له دلالتين، الأولى هو النسيج الثقافي للدول التي تحتضنها إمارة دبي، والثانية هي الزي التقليدي للدول التي سلطنا الضوء عليها في البرنامج، والترابط بين أفراد المجتمع الإماراتي والذي يعيش فيه أكثر من 200 جنسية، وعلى الرغم من ذلك فهم لا يشعرون بالغربة بسبب توفر كل شيء متعلق بالدول كافة على أرض الإمارات، وبما أن البرنامج تم تصويره في دبي، فقد كشفنا عن العديد من الوجهات السياحية للجاليات المختلفة، التي تبيع بضائع ومنتجات جميع الدول التي تحتضن إمارة دبي المئات من مواطنيها على أرضها، وهذا هو الهدف الرئيسي من البرنامج، بأن دبي هي العالم كله في مدينة».

كما رغبنا أن نعرف من خلالها بعض كواليس البرنامج لا سيما من ناحية تحديد أماكن التصوير والزي الذي ترتديه سالي لكل مكان وحلقة ، فكشفت لنا جانب من تفاصيل شيقة وبدأتها بشرح أول مرحلة في البرنامج «الإعداد وتحضير المعلومات التي نستهل بها الحلقات، كنبذة تعريفية عن كل دولة، وأماكن الجذب السياحية بها، ومن ثم الأماكن الخاصة بهذه الدول في دبي من مطاعم وفنادق ومحال تجارية، ومن هنا أثمن دور الإعداد والإنتاج، فهذه المرحلة لم تكن سهلة على الإطلاق، فهناك أمكان لم تدخلها جهة إعلامية من قبل، وأماكن كنا ننتظر طويلاً للحصول على تصريح للتصوير بها، فقد تطورت الفكرة من التركيز على الأكلات التي تشتهر بها شعوب العالم، إلى حالة من المعايشة لحياة تلك الشعوب، وكذلك التعريف بهويتها من خلال استعراض الزي التقليدي لتلك الدول، الذي يعكس عاداتهم وتقاليدهم وحتى طبيعة الموقع الجغرافي لكل دول، والذي يؤثر بكل تأكيد في اختيار أنواع الأقمشة والألوان عند صناعة الأزياء التي يرتدونها وتعكس طبيعة حياتهم».

حلقة البرتغال
حلقة البرتغال

توضح لنا سالي بعض ردود أفعال الجمهور في أماكن التصوير ، وتفاعل المشاهدين مع البرنامج وحصده للإعجاب من كل متابعيه «في الحقيقة تلقيت العديد من ردود الأفعال، سواء من الأشخاص الذين قابلتهم أثناء تصوير البرنامج أو غيرهم، فعلى سبيل المثال أثناء تصوير حلقة البرتغال، أخبرني الشيف الذي كنا نصور معه بمدى إعجابه بفكرة البرنامج، وكيف ستعبر عن مشاعر الكثير من المقيمين على أرض هذه الدولة، فقد وصف إقامته في دبي بأنها جعلته يعيش حياة العالم كله على أرضها، وهنالك ردود أفعال من المشاهدين الذين تفاعلوا مع فكرة البرنامج وأهدافه، فمن أروع الردود كانت من مشاهدين من الجزائر والسودان الذي أعجبوا بالفكرة وطالبوا بأن تخصص حلقات عن الشعبين في الموسم الجديد، وكذلك ردود الأفعال الإيجابية من صناع المحتوى الإعلامي، التي فاجأتني، لأنه من الصعب إرضاء هذه الفئة، والتي كانت مشجعة وداعمة، وبدوري أشكر المنتج المنفذ رفيع الحمادي، والمخرج أنس سيف، وإدارة سما دبي وبالأخص الأستاذ حامد بن كرم، الذين كانت لهم هذه الرؤية لتقديم برنامج سياحي غير تقليدي».

التركيز على أدق التفاصيل سبب نجاح حلقة إسبانيا
التركيز على أدق التفاصيل سبب نجاح حلقة إسبانيا

رغم أن جميع حلقات برنامج «نسيج» متميزة ، إلا أننا آثرنا من سالي معرفة أي من الحلقات حققت نجاحاً ملحوظاً ، فردت «حصدت حلقة موريتانيا ردود أفعال رائعة في الحقيقة، وأرى أنها الأنجح حتى الآن، وقد استغرقنا وقتاً طويلاً في إعدادها خصوصاً أنه لم يكن لدينا مواد مصورة، وتواصلنا مع التلفزيون الموريتاني الذي أرسل لنا تلك المواد التي استعنا بها، تليها حلقة إسبانيا ومصر والعراق».

زي كليوباترا
زي كليوباترا

من الأشياء البارزة في برنامج «نسيج» هي الملابس الرائعة التي تظهر بها سالي في كل حلقة، ولا بد أن نتساءل عن مرحلة اختيار الأزياء الخاصة بكل دولة ، وفيما إذا كانت هناك صعوبات في تحديد كل زي.. وشرحت لنا سالي كل ذلك بقولها «الأزياء هي نقطة القوة في البرنامج، وقد تعاونت مع خيرة المصممات الإماراتيات دار «إبريز كوتور»، وعملنا على تصميم الأزياء قبل ستة أشهر من إنتاج البرنامج، فقد بحثنا كثيراً في الأزياء التي سأمثل من خلالها ثقافة وهوية الشعوب التي تناولتها حلقات الموسم الأول من البرنامج، وهذا الأمر لم يكن سهلاً على الإطلاق، خصوصاً أن هنالك دولاً لديها أكثر من زي رسمي، مثل دولة مصر لأن كل محافظة لديها زي رسمي، فقررت اختيار الزي الفرعوني لأنهم يرتدونه في المناسبات الوطنية، خصوصاً زي كليوباترا، ومن الصعوبات الأخرى أننا اكتشفنا أن هنالك أزياء تقليدية اندثرت في بعض الدول، ولكنها لا تزال تعبر عن تاريخها وهويتها».

القليل هم من يعرفون بأنني تخصصت في دراسة الأزياء في فرنسا

ثم انتقلنا في حوارنا مع سالي سعيد إلى سؤالها عن تخصصها الأكاديمي وطموحها في المستقبل ، وهنا كشفت لنا عن مفاجأة «الجميع يعلم بأنني درست صحافة وإعلام في جامعة الشارقة، ولكن القليل هم من يعرفون بأنني تخصصت في دراسة الأزياء في فرنسا، وهذا كان شغفي منذ الصغر إلى جانب شغفي وعشقي للإعلام، والسبب وراء ذلك هو إيماني بأن المرأة تبرز قوتها في اختيار الملابس التي ترتديها، فالأزياء واختيارها جزء من شخصيتها، وهذا ما لفتني في الملكات اللواتي عرفهن التاريخ مثل الملكة كليوباترا، خصوصاً في اختيار الحلي الذي يعزز الإطلالة ويبرز جمال المظهر والشخصية، وهذا ما تخصصت في دراسته تحديداً، وهذا الأمر ساعدني كثيراً في مجال عملي، وأطمح في المستقبل أن يكون لدي «براند» باسمي».

اختارت سالي نوعاً أنيقاً من الزي التركي
اختارت سالي نوعاً أنيقاً من الزي التركي

في نهاية حديثنا وقبل البدء في التحضير للموسم الجديد من برنامج «نسيج»، أردنا أن نعرف كيف تخطط سالي لإجازتها الصيفية، فأجابت «في الحقيقة أنا لا أحب التخطيط قبل السفر، أحب أن يتم كل شيء بعفوية ومن دون الكثير من الترتيبات، حتى لا أصاب بالإحباط إذا فسد أي شيء في المشاريع التي خططت لها في السفر والسياحة، ولكن بشكل عام هناك دولتان لا أكل ولا أمل من زيارتهما، وهما مصر وتركيا».