وقع صراع بين رجلين على «فتاة جميلة» أمام أحد الفنادق التي تحتوي على ملهى ليلي، ليتحول الصراع بسرعة كبيرة إلى مشادة كلامية انتهت بعراك الطرفين وسقوطهما على الأرض أمام كل من وجد في المنطقة.
الرجل الأول برر علاقته بالفتاة بأنه «صادقها داخل الملهى الليلي»، فيما أكد الثاني أن «الغيرة» أصابت الأول بالجنون، لأنه كان يتحدث معها...، وبين سطور الروايتين حدثت تفاصيل الواقعة التي اطلعت «كل الأسرة» عليها من حكم محكمة الجنايات وتحقيقات النيابة العامة اللتان أخذتها بمصداقية رواية أحد الطرفين فقط.
بدأت تفاصيل القضية، حينما توجه الرجل الأول إلى أحد الفنادق في إمارة دبي ثم إلى الملهى الليلي في المكان لتناول المشروبات ومشاهدة العروض الموسيقية التي يقدمها الملهى لرواده.
أثناء وجوده في الملهى، شاهد فتاة، فأعجب بها، ثم اقترب منها وشرع في الحديث معها، والتعرف إليها إلى أن وصلت الساعة الثالثة والنصف صباحاً... روى الأول «قررت مغادرة الملهى الليلي فخرجت برفقة الفتاة، لكن قابلت أمام الفندق حارس أمن الملهى الذي أعرفه، فألقيت عليه التحية ودار حوار بسيط بيننا».
وأضاف «أثناء حديثي مع الحارس تحركت الفتاة وابتعدت عن مكان وقوفنا كونها لا ترغب في سماع الحديث الذي يدور بيني والحارس، وبالتالي أصبحت تقف منفردة بعيدة عن مكان وجودي».
وتابع «أثناء حديثي مع الحارس، التفت نحو الفتاة، وإذا برجل (الثاني) يقف أمامها ثم سمعته وهو يتحدث معها بنبرة صوت عالية وصراخ».
يزعم الرجل الأول أن صوت الصراخ الذي سمعه جعله يتجه مسرعاً نحو الفتاة والرجل الثاني ثم دخل في حالة مجادلة معه حول ما يحدث، «سألته عن سبب صراخه وحديثه مع صديقتي بهذه الطريقة، فرد علي قائلاً "توكل على الله"، وهو ما يعني أن لا أتدخل وأبتعد».
احتد النقاش بين الرجلين أمام الفتاة ثم تحول النقاش إلى صراخ وصراع بينهما، يكمل الأول في روايته «أثناء النقاش فوجئت به وهو يباغتني بأن وجه لي لكمة قوية بقبضة يده نحو جسمي، فسقط هاتفي النقال على الأرض، ثم أقدم على ركل الهاتف، فتعرضت شاشته الأمامية للكسر».
وتابع «أثناء عراكنا كنت أسمع صوت صراخ الناس الموجودين في المكان، وقد تدخلوا لفض الشجار حتى أنني لم أعد أراه، لكن علمت أنه بعد قيامه بضربي فر من المكان، ولم يتمكن حراس أمن الفندق من استيقافه».
ووفقاً للرجل الأول، فإنه بعد العراك حضرت دورية الشرطة إلى المكان، وكذلك سيارة الإسعاف ونقلته إلى المستشفى جراء تعرضه إلى إصابات.
شهادة الحارس
قدم حارس الأمن إفادته في التحقيقات حول ما حدث، والتي جاءت مؤيدة للرجل الأول، وذلك بعد التأكيد على معرفتهما ببعضهما، حيث روى الحارس «أنه وبعد حديثه مع الأول كونه لم يلتق به منذ فترة طويلة، شاهده يتحدث إلى الرجل الثاني وأصبح كلاً منهما في مواجهة بعضهما، ثم وبعد مضي ثوانٍ قليلة، تفاجأ بالثاني، الذي لا يعرفه، وهو يقوم بتوجيه لكمة بواسطة قبضة يده على وجه "الأول"، والتي بسببها اختل توازنه وسقط على الأرض».
وتابع «بعدها حاول الأول النهوض إلا أن الرجل الثاني أخذ يجري، فتبعته وبرفقتي 3 حراس أمن آخرين من أجل اللحاق به، إلا أنه وصل إلى مركبته وأقدم على تشغيل محركها ولاذ بالفرار، فدونت رقم لوحتها وزودت الشرطة به».
رواية الثاني
أما الرجل الثاني، فقدم روايته عن ما حدث، قائلاً: «كنت أنتظر أحد أصدقائي أمام باب الفندق، وأثناء ذلك كان الرجل الأول وبرفقته الفتاة يخرجان من باب الملهى الليلي، ثم توجهت الفتاة نحوي بمفردها، وكانت تحاول خلع حذائها، فسقطت حقيبتها بالقرب مني».
وأضاف «تناولت الحقيبة عن الأرض، وسلمتها لها وكلمتها، وعندها شعر هو بالغيرة، وحضر مسرعاً وتحدث معي ثم أقدم على الاعتداء علي بصفعي على رقبتي من الخلف، وشتمي بعبارات نابية بحقي وبحق الدولة التي أنتمي إليها، وكان تحت تأثير المشروبات الكحولية».
وواصل «أمسكني من رقبتي ثم ركل رجلي اليمنى بقوة، فسقطت معه على الدرج أمام الفندق، وعندها بدأ ينادي على أصحابه، فحضروا نحوي، فخفت وهربت من المكان ثم تحدث مع المحامي وطلب مني مراجعة المستشفى، وإحضار التقرير الطبي حول حالتي، وبعدها توجهت إلى مركز الشرطة لفتح بلاغ وتم ضبطي فيه لمعرفة ما حدث».
الرواية التي قدمها الرجل الثاني، دعمها برواية صديقه والذي شهد أن الفتاة قامت فعلاً بالمرور أمامه ثم سقطت حقيبتها على الأرض، ما دفع صديقه إلى التقاطها وتسليمها لها.
وبين أنه شاهد صديقه وهو يتحدث مع الرجل الأول والذي تبين أن الفتاة كانت برفقته، مشيراً إلى أنه شاهد الأول يضع كف يده على رقبة صديقه من الخلف ثم يقدم على ضربها، وأيضاً شاهده وهو يقدم على ركل صديقه على أحد قدميه، ومن ثم سقط الاثنان على الأرض، وتحديداً على الدرج الموجود في ذات المكان.
الرواية الصحيحة
بعد التحقيقات في القضية، تبين أن الرجل الأول هو من اعتدى على الثاني، وأن الرواية الثانية هي الصحيحة، فرفعت النيابة العامة لائحة اتهام بحق «الأول» إلى الهيئة القضائية في محكمة الجنايات بتهمة الاعتداء على سلامة جسم الثاني بأن «وجه له ثلاث ضربات بقبضة يده على رقبته من الخلف بقوة، ومن ثم قيامه بركله على قدمه اليمنى، محدثاً به الإصابات التي أعجزته عن القيام بأعماله الشخصية لمدة تزيد على عشرين يوماً».
ووجهت النيابة العامة إلى الرجل الأول تهمة «سب المجني عليه الثاني بعبارات نابية»، فيما وجهت إلى الرجل الثاني، تهمة "إتلاف هاتف نقال الأول والتسبب في كسر شاشته والبالغ قيمة تصليحها 1300 درهم، مطالبة بمعاقبتهما عملاً بالمرسوم بقانون مكافحة الجرائم والعقوبات".
حكم المحكمة
وبعد نظر محكمة الجنايات القضية، رأت أنها تطمئن إلى أن ثمة مشادة كلامية أعقبها مشاجرة دارت رحاها بين المتهمين، وقيام الأول بتوجيه ثلاث ضربات بقبضة يده على رقبة الثاني من الخلف بقوة، ومن ثم ركله على قدمه اليمنى وسبه، وأنه على إثر تلك المشاجرة، أتلف الثاني هاتف نقال الأول وأحدث به كسراً.
وقضت محكمة الجنايات بمعاقبة الأول بالحبس لمدة شهر عن تهمة الاعتداء، وتغريمه مبلغ 3 آلاف درهم عما أسند إليه في تهمة السب مع إبعاده عن الدولة، فيما قضت بتغريم الثاني مبلغ 3 آلاف درهم لتسببه بإتلاف هاتف الأول... في حين لم تتدخل الفتاة وتقدم أي إفادة في عراك الطرفين.