في هذه الأثناء، يعمل المخلصون من أهل السينما، بعيداً عن النظريات والنقاشات وينجحون، على: مهرجان البحر الأحمر يعين أشهر مخرجي أستراليا (باز لورمن) رئيس لجنة التحكيم.
نقابة الكتاب الأمريكيين أبرمت عقداً مع استوديوهات هوليوود بعد إضراب استمر نحو خمسة أشهر. غولدن غلوبز تضيف جائزتين لحفلتها المقبلة: جائزة أفضل فيلم فني وجائزة أفضل فيلم جماهيري. المخرج مارتن سكورسيزي يدعو لإنقاذ السينما من أفلام الكوميكس.
هذه هي بعض المسائل المهمة التي تقع في غمار أيامنا الحالية. وأضيف من عندي ظاهرة انتشار الكتاب السينمائي أو عودة الروح إليه بعد نكسات متوالية.
هيئة الأفلام السعودية في سبيلها لإطلاق أكثر 20 كتاباً سينمائياً لأكثر من 20 ناقداً ومؤلفاً في العام المقبل. هذا جهد من يريد للثقافة السينمائية أن تستمر ويصمم على أن السينما المنشودة لابد لها أن تحتوي على كل النشاطات الإبداعية من مهرجانات وإنتاجات وإحياء كتب ومجلات.
عدد مجلة «سينياست» الأمريكية (واحدة من قلة ما زالت تصدر بلا توقف منذ إطلاقها سنة 1967) الأخير ضم نقداً لعشرة كتب جديدة عن السينما، وفي كلمة رئيس تحريرها «هذا قليل مما يتم إصداره من كتب في هذا المجال». لو جمعنا هذه العشرة لجانب العشرات التي تصدر شهرياً في فرنسا وبريطانيا واليابان وسواها لوجدنا عدداً يدحض ما يشاع عن نهاية تأثير الكتاب السينمائي.
في المقابل، أصدر مهرجان «أفلام السعودية» عدداً كبيراً من الكتب المختلفة في العامين الماضيين (بينها كتابان لهذا الناقد) مكملاً ما كانت مهرجانات عربية سابقة له بدأته ثم توقفت.
في الصميم، هناك نفس لا يتوقف: السينما مثل الطيور الجميلة التي تعرف كيف تدافع عن نفسها ضد المخاطر المختلفة. تعيش وتتوالد وتثري حياتنا على الأرض وبل بعضها يغني... والأهم أنه لا ينظر..