شعارها «إذا أردت أن تغير نفسك وترتقي بها للأفضل، عليك أن تدرك أن أولى خطوات التغيير تبدأ من داخلك، ثم يكون التغيير من حولك»، من هذا المبدأ انطلقت العالمة الإماراتية جميلة المسعود في رحلتها العملية وهي في السابعة عشرة من عمرها للدراسة في الخارج.
عرفت جميلة المسعود عام 2020 كأصغر عالمة إماراتية تلتحق بدراسة الدكتوراه من دون الحصول على درجة الماجستير، في كلية دبلن الجامعية بإيرلندا.
وفي حوارها مع «كل الأسرة»، أكدت جميلة أنها تبعت شغفها نحو البحث والدراسة والتحليل والتجارب العلمية، من أجل نشر السعادة وتخفيف آلام الشعوب والأمم، خصوصاً أن تخصصها في علم الوراثة ومادة الجينات قد دفعها للبحث من أجل إيجاد علاج لأمراض السكري، السرطان، الزهايمر، كأسباب خلل الجينوم المكون لها.
في البداية، لماذا قررت السفر للدراسة في إيرلندا؟
درست البكالوريوس في إيرلندا تخصص علم الوراثة والأعصاب والأحياء المجهرية، وقد اتخذت القرار بأن أدرس خارج الدولة لأن حلمي كان منذ الصغر أن أدرس في كلية دبلن الجامعية، حين أيقنت بأنني أقدم أفضل ما عندي عندما أبتعد عن منطقة الأمان والاستقرار التي أعيش فيها، وتخرجت كأصغر عالمة بسبب تفوقي، وأنا أدرس اليوم الدكتوراه في مرض السرطان من دون الحصول على درجة الماجستير.
ففي إيرلندا شعرت بقوتي الخاصة بعد مواجهة أكبر نقاط ضعفي، علمتني دروساً مهمة لكي أعيش حياة سعيدة، من بعد هذه المواقف شعرت فيها أنني بحاجة لتغيير موقعي والناس من حولي ونظام حياتي، كي أطور من نفسي وأستمر في النجاح، بل والحصول على مرتبة الشرف الأولى في جميع المستويات.
حدثينا أكثر عن تجاربك العلمية؟
أدرس دكتوراه في السنة النهائية، وحالياً أجري تجاربي العلمية على الحيوانات، وأقوم بالتشريح والصباغة وتحليل الصور المجهرية، وقد توصلت لاكتشافات علمية مهمة، أبرزها نوعان من الجينات التي تسبب السرطان وأمراض أخرى مثل أمراض القلب، لكن تركيزي على مسببات السرطانات بشكل عام، وبحثي يكمن في إيجاد علاج لجميع أنواع السرطان وليس نوعاً واحداً فقط، وبالإضافة لمرض السرطان أبحث لإيجاد علاج لمرض السكري والزهايمر لأنهما أمراض وراثية، والبحث في التسلسل الجيني للمرضى، الذي يؤدي لإيجاد العلاج لهذه الأمراض الوراثية.
كما تركز أبحاثي العلمية على دراسة نموذج جديد عن جسم الكائن الحي للشلل النصفي التشنجي الوراثي، وأبرز إنجازاتي هو مشروع تخرجي البحثي حول استخدام نموذج «إتش إس بي» لذبابة الفاكهة السوداء «البطن» لدراسة ما إذا كان إنتاج الدهون المتقطع قد يساهم في حدوث المرض.
هل لديك إنجازات غير مسبوقة؟
من أهم الأبحاث والتجارب التي أسعى لتوثيقها قريباً، أنني اكتشفت نوعين من الجينات يمكن أن تسبب السرطان وأمراض القلب وأمراضاً أخرى متعلقة بالأعصاب والمفاصل، كما أعمل على البحث في تأثيرات الدهون في الجسم.
ومن المعروف أن الدهون تسبب العديد من الأمراض ومنها السرطان، وفي سابقة علمية اكتشفت أن جهتي الدهون في الجسم لهما دوران مختلفان في الجسم، وهذا الأمر الذي عارضني عليه العديد من العلماء والدكاترة، لكنني اكتشفت أن الجزء النافع من الدهون له دور في عملية علاج الجروح، ومن خلال البحث اكتشفت أن هذه الدهون تتحرك باتجاه الأورام السرطانية، ونعمل حالياً على دراسة السبب والتأكد من الدور الذي تقوم به، وإمكانية استخدامها في علاج بعض الأورام وخصوصاً الأورام السرطانية.
واكتشافي لنوعي دهون الجسم، والدور الإيجابي في مساعدة الجسم على الاستشفاء والعلاج، سيكون من ضمن الأمور التي سوف أعلن عنها في مؤتمر عالمي للسرطان في فرنسا خلال الشهر الحالي وسأقوم خلاله بالكشف عن نتائج أبحاثي التي ستساهم بشكل كبير في دفع وتعزيز جهود علاج كافة أنواع السرطان من خلال علاج مسبباته الرئيسية، وسوف أعلن عن ذلك أيضاً في الإمارات.