السينما بين الأمس واليوم.. رحلة في البدايات
مشهد من فيلم «المحادثة»
بعضنا يعي، وبعضنا الآخر لم يكن وُلد بعد قبل خمسين سنة، السينما في ذلك الحين، اختلفت عما أصبحت عليه سابقاً. كانت لا تزال تشهد العديد من أفلام الأكشن، لكنها في الوقت ذاته كانت تضمن حضور المخرج كسينمائي فاعل يؤول إليه النجاح، وليس إلى سواه.. التالي رحلة نوستالجية عن كيف كانت السينما عليه في ذلك الحين.
لقطة من فيلم Towering Inferno
1- سينما الكوارث
كان 1974 مناسبة لإطلاق تيار من الأفلام الكوارثية التي تناولت كل الاحتمالات المريعة، براً وجواً وبحراً. بات كما لو أنه من الأسلم لو أن الأمريكي مشى من نيويورك إلى كاليفورنيا، عوض أن يأخذ طائرة، أو سبِح من كاليفورنيا إلى هاواي عوض ركوب باخرة. وفي الواقع رصدت إحصائية في ذلك العام تقول إن 68 في المئة من سكان الولايات الغربية لا يمانعون في الانتقال منها إلى الوسط الأمريكي. 20 في المئة قالوا إنهم في سبيل فعل ذلك.
أربعة أفلام في هذا الشأن تم إطلاقها تباعاً في ذلك العام: «مطار 1975»، حول طائرة مدنية يموت قائدها وهي في الأجواء، ما يعرّض حياة الجميع إلى الخطر. الطريقة الوحيدة لإنقاذها قيام شارلتون هستون، بالوصول إليها وهي في الأجواء، ودخولها، واحتلال القيادة قبل فوات الأوان.
لم يكن «طائرة 2» الفيلم الكوارثي الوحيد، بل صاحَبه في التنافس على محبي المخاطر من الجمهور «جوغرنوت»، كما أخرجه رتشرد لستر مع عمر الشريف (كابتن الباخرة)، ورتشرد هاريس، وآنطوني هوبكنز من بين آخرين. المعضلة هنا هي وجود باخرة بحجم «تايتانك» زرع فيها إرهابي (أبيض) ست قنابل، ستنفجر واحدة تلو أخرى، إلا إذا قامت الحكومة الأمريكية بدفع فدية مالية ضخمة.
لكن الفيلم الكوارثي الأنجح أكثر من سواه كان «جحيم برجي» (Towering Inferno) للبريطاني أيضاً، جون غيلرمن، مع ستيف ماكوين، وبول نيومان وفاي داناواي، ونصف دزينة من النجوم الآخرين. الخطر هنا صادر عن حريق في طابق علوي من ناطحة سحاب، والسؤال هو: كيف سيتصرّف سكان الطوابق الأعلى للنجاة من خطر الموت؟
شمل هذا التيار كذلك فيلماً كوارثياً رابعاً، هو «زلزال»، لمخرجه مارك روبسون (وبطولة متعددة الأسماء قادها شارلتون هستون أيضاً)، في هذا الفيلم يقع الزلزال الموعود لمدينة لوس أنجلوس، ويتابع الفيلم مصائر ومواقف شخصيات مختلفة. ولإنجاح الفيلم أكثر، وزّعت شركة يونيفرسال على صالات السينما، من بيروت إلى نيويورك، ومن باريس إلى ساو باولو، إجهزة لإيهام المُشاهد بأن كرسيّه يتحرك به في تلك اللحظات الحاسمة عندما يقع الزلزال، وهزاته اللاحقة.
فيلم «العرّاب»
2- عصابات وزعامات
كان لكوبولا فيلم آخر في عام 1974 هو «المحادثة»، مع جين هاكمن في البطولة. هذا كان فيلم مؤامرات يرمز، ولا يتهم السُلطات العليا بالتجسس على المواطنين.
في ظل تيار من أفلام المؤامرة، برز كذلك فيلم ألان ج. باكولا «بارالاكس ڤيو» مع وورن بَيتي في دور الصحفي الذي يكتشف وجود دولة عميقة مسؤولة عن مقتل عدد من القضاة المستقلين. اكتشافاته تضعه في خطر الاغتيال بدوره.
الحديث عن الزعامات، من «العرّاب 2» إلى تلك الخفية في «بارالاكس فيو»، يشمل كذلك «أحضر لي رأس ألفريدو غارسيا»، للعتيد سام بكنباه، و«ذا لونغست يارد» لروبرت ألدريتش.
في فيلم باكنباه أمريكي عاطل عن العمل، ويعيش حالياً في ريف المكسيك (وورن أوتس)، يوافق على مهمّة لقاء مبلغ كبير من المال، وهي قتل وإحضار رأس الشخص الهارب من سلطة زعيم مكسيكي كبير (إميليو فرنانديز). يحضر الرأس لكن النهاية تبقى غير متوقعة.
الفيلم الثاني عن رئيس سجن اعتاد على الزعامة، يطلب من لاعب كرة «رغبي» سابق (بيرت رينولدز)، تدريب فريق من السجناء لكي يواجهوا فريقاً من حراس السجن، على أن يخسر فريق السجناء عمداً. «إمّا هذا»، يقول له مدير السجن، «وإما تبقى في هذا السجن للأبد».
بيرت رينولدز كان نجماً في ذلك الحين، كذلك كلينت ايستوود، لكن الثاني انتهى إلى فيلم لم يؤاثره عنوانه «ثندربولت ولايتفوت» الذي كان الفيلم الأول لمايكل شيمينو «صائد الغزلان»، وراء الكاميرا. بينما لم يسجل فيلم ايستوود/ شيمينو نجاحاً يُذكر، واحتل «ذا لونغست يارد» المرتبة الثامنة بين الأفلام العشرة الأولى التي سجلت أعلى إيراد في عام 1974.
جاك ليمون في فيلم «أنقذ النمر»
3- الفائزون والفائزات بجوائز الأوسكار
نتائج الأوسكار في 1974 لم تشهد حضور أي فيلم من هذه المذكورة، لأن الأفلام التي تشترك في التنافس على جوائز الأكاديمية هي من نتاج العام السابق، 1973. هذا لا يمنع من عبور سريع على بعض الفائزين والمرشحين في ذلك العام.
في التمثيل، خطفها جاك ليمون عن دوره الدرامي في فيلم «أنقذ النمر». وجده المقترعون أفضل شأنا من جاك نيكولسن في «التفصيلة الأخيرة»، ومن آل باتشينو في «سربيكو»، وروبرت ردفورد في «اللذعة».
نسائياً، فازت بالأوسكار البريطانية الراحلة في العام الماضي غلندا جاكسن، عن «لمسة ذات مستوى» (A Touch of Class)، وخسرتها باربرا سترايسند عن «كيف كنّا».
سعيد الحظ في مجال أفضل إخراج كان جورج روي هِل، عن «اللذعة» (The Sting) وهو تقدّم على برناردو برتولوشي عن «التانغو الأخير في باريس»، وإنغمار برغمن عن «صرخات وهمسات»، وجورج لوكاس عن «أميركا غرافيتي» ووليام فرايدكن عن «طارد الأرواح».
أجنبياً، فاز بها فرنسوا تروفو عن «ليلة أميركية» وهو أوسكاره الوحيد، لكنه نال جائزة بافتا في العام ذاته كأفضل مخرج وعن الفيلم نفسه.
من فيلم Blazing Saddles
4- أكثر 10 أفلام جذباً للإيرادات
- The Towering Inferno
كوارثي. - Blazing Saddles
كوميدي وسترن. - Young Frankestein
كوميدي. - Earthquake
كوارثي. - The Trial of Billy Jack
دراما ومحاكمات - The Godfather Part II
دراما عصابات - Airport 1975
كوارثي - The Longest Yard
دراما سجون - Death Wish
بوليسي - The Life and Times of Grizzly Adams
مغامرات.