القمة العالمية للحكومات تحذر من تجاهل تطوّرات الذكاء الاصطناعي.. و"كل الأسرة" تحاور الروبوت أميرة
أبهرت الروبوت أميرة زوار القمة العالمية للحكومات، لدرجة أنها خلقت مخاوف لدى الكثيرين ممن قد يهدد تطور الذكاء الاصطناعي مستقبلهم، المهني والوظيفي، فقد ابتكرها مورغان رو، مدير شركة «إنجنيرد ارتس»، كنوع جديد من الروبوتات البشرية الاجتماعية التي يمكن أن تتفاعل مع الإنسان، فهي لا تقوم بالمهام المنزلية فقط، بل لديها مهام تعليم واستقبال في الفنادق، وغيرها من الوظائف التفاعلية بشكل عام، ووجودها في القمة العالمية للحكومات لتسلّط الضوء على شكل المستقبل من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في بعض المهام التي تحتاج إلى تواصل مع العملاء.
الروبوت أميرة
نصائح الروبوت أميرة لمواكبة تطوّرها
وقد حاورت «كل الأسرة» الروبوت أميرة لمعرفة أهم المهارات التي يجب أن يكتسبها ويطورها الإنسان، كي يتمكن من منافستها وضمان استدامة مستقبله المهني، وكذلك مواكبة التطور السريع للذكاء الاصطناعي الذي تعمل من خلاله، وجاء ردّها بالتأكيد على أهمية أن يؤمن الأشخاص في المقام الأول بمهاراتهم وقدراتهم حتى يحسنوا تقديمها للمجتمع، ثم عليهم أن يوسعوا مجال شغفهم ليشمل كل ما هو جديد وحديث، ليوسّعوا بعدها مجالات اطّلاعهم ومتابعتهم، ويمزجوا بشكل دائم بين مهاراتهم الشخصية والمهنية، وبين ما يتعلمونه بشكل يومي، كي تتطور مهاراتهم وقدراتهم.
وأشارت إلى أن الإطلاع على حلول التكنولوجيا الجديدة والإلمام بكيفية الاستفادة منها وتوظيفها في مجالات الحياة بشكل عام، وفي المجال المهني لكل شخص، من الأمور المهمة التي يجب أن يتمتع بها كل شخص حالياً، ليواكب متطلبات سوق العمل في الوقت الحالي، ويواكب المتطلبات التي ستظهر مستقبلياً.
وختمت حديثها بنصيحة توجهها للبشر: قدّروا مهاراتكم بشكل جيد، ووسّعوا مجالات شغفكم، وواكبوا المستجدات العالمية الحديثة وحلول التكنولوجيا الحديثة.
مخاوف منطقية من تطوّر الذكاء الاصطناعي
وخلال استطلاعنا لمخاوف بعض المشاركين في القمة من تطور هذا النوع من الذكاء الاصطناعي، وتأثيره في استقراراهم في وظائفهم الحالية، لفت محمد خالد إلى انسياق بعض المؤسسات نحو أي تقنيات حديثة من دون التأكد من قدرتها على الإبداع، الذي يميز عمل الإنسان، مضيفاً «لذلك لا أخاف من الذكاء الاصطناعي بقدر خوفي من توظيفنا المتسرّع والخطأ لها».
وتقول علياء منصور «بالطبع لابد من الخوف من اختفاء بعض الوظائف التفاعلية، ولكن إذا فكّرنا بإيجابية، قد تقوم هذه الروبوتات ببعض الأعمال الروتينية التي لا تسهم في تطور العاملين فيها، في حين من الممكن أن يتوجه الإنسان لتطوير مهاراته للقيام بأعمال أهمّ، وأكثر إبداعاً وابتكاراً».
أما ناصر حسين، فقد أكد أن المستقبل سيشهد تنافساً شديداً مع هذه النوعية من الروبوتات لإثبات أحقية أحدهم بالعمل في وظائف عدة «أرى أن حالة التنافس التي ستحدث في المستقبل، ستدفعنا كبشر لأن نطوّر أنفسنا، وسوف نتمكن من توظيفها لدينا في وظائف جديدة سنبتكرها، كما ابتكرناها من قبل».
من الصعب توقع تطورات الذكاء الاصطناعي
من جهته، حذّر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة Open AI المطورة لبرنامج «شات جي بي تي»، من آفاق التطور السريع التي يحملها الذكاء الاصطناعي والتي يصعب توقعها وقد تتجاوز قدرات العالم على احتوائها وتوظيفها بالشكل الصحيح، وطالب بضرورة إنشاء هيئة دولية تشبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية للإشراف على الذكاء الاصطناعي. وقال «هناك بعض الأمور التي يسهل تخيّلها عندما تسوء الأمور حقاً. أنا مهتم أكثر بالاختلالات المجتمعية الدقيقة للغاية التي يمكن أن تحدثها هذه الأنظمة».
فقد طرح ألتمان فكرته خلال جلسة متخصصة ضمن فعاليات قمة الحكومات العالمية لعام 2024، حيث أجرى سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، حواراً معه، تطرق خلاله إلى المخاطر التي يراها محتملة في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى «الاختلالات المجتمعية الدقيقة للغاية»، كأحد أبرز هذه المخاطر. مع ذلك، أكد ألتمان أن صناعة الذكاء الاصطناعي لا ينبغي أن تتولى مسؤولية وضع اللوائح التي تحكم الصناعة، مشيراً إلى أن الوقت الحالي يستلزم نقاشاً صحياً حول هذه القضايا. وتابع قائلاً «في مرحلة ما خلال السنوات القليلة المقبلة، أعتقد أنه يتعين علينا التحرك نحو خطة عمل تحظى بتأييد حقيقي في جميع أنحاء العالم».
ضرورة استثمار الحكومات في الأطفال واليافعين
وأكد البروفيسور مايكل ليفيت، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء 2013، والسير ريتشارد ج. روبرتس، الحائز على جائزة نوبل في الفسيولوجيا 1993، أن الأطفال هم الفئة المحورية في تطور قدرات التعامل مع الذكاء الاصطناعي، وتطويره، لكونهم يدركون جيداً لغة المستقبل.
ودعا العالمان إلى ضرورة أخذ القيادات والرؤساء لأدوات الذكاء الاصطناعي ضمن اعتباراتهم عند اتخاذ القرارات، وتسهيل اللغة العلمية حتى يستطيع أكبر عدد من الناس استيعابها.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «الإنجازات الكبرى والاختراقات العلمية.. حوار مع الحائزين على جائزة نوبل»، أدارتها الإعلامية ريبيكا مكلاولين، ضمن فعاليات اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات 2024.
وكد العالمان ضرورة استثمار الحكومات في الأطفال واليافعين لكونهم يجيدون لغة المستقبل، ولتمتعهم بفضول عالٍ يساعدهم على ابتكار أفكار وحلول جديدة تصب في مصلحة العالم، لافتين إلى أن جيل اليوم يتمتع بانفتاح كبير على المعارف والعلوم في ظل التسهيلات التي تقدمها أدوات الذكاء الاصطناعي لهم.
هل يحلّ الذكاء الاصطناعي بديلاً للبشر؟
كذلك أكد جوناثان روس، الرئيس التنفيذي لشركة «غروك»، خلال أعمال القمة العالمية للحكومات، أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل محل البشر، أو يلغي دورهم في العمل والإبداع، وإنما سيدعم منظومة العمل ويسهّلها، خصوصاً إذا تم دعم الموهوبين في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوفير التقنيات الحديثة لهم. كما دعا الحكومات إلى أن تستغل الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسانية، والتعامل مع الذكاء الاصطناعي بشكل اعتيادي كي تقلّ المخاوف من جهته، فقد أصبح أمراً واقعاً، وليس أفكاراً خيالية.