تتعدّد علاجات مرض سرطان الثدي بين جراحية وكيماوية مضادة للسرطان وإشعاعية، وتصل إلى الاستعانة بمضادات الهرمونات، كما دخلت الجراحة الروبوتية على الخط، إلى الحديث المستمر عن العلاج المناعي للسرطان والذي يساعد، كما يتردد، في تعزيز دفاعات الجسم الطبيعية وتعزيز قدرتها على محاربة الخلايا السرطانية.
فما هي أبرز الأسباب في زيادة حالات سرطان الثدي الذي يسجل انتشاراً واسعاً بين السرطانات الأخرى؟ وما أحدث العلاجات الجراحية المعتمدة في مجال علاج سرطان الثدي؟ وما هي آليات الاستعانة بالجراحة الروبوتية وأبعادها؟ وما الذي يمايزها عن الجراحات التقليدية؟ وهل تتوافر خدمات أو تقنيات جديدة للكشف المبكر عن السرطان؟
يجيبنا الدكتور بشير بني مصطفى، استشاري الجراحة العامة وجراحة الثدي في مستشفى سليمان الحبيب في مدينة دبي الطبية، عن هذه الأسئلة، حيث يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى بين أنواع السرطانات الأخرى، لافتاً إلى أن هذا النوع (أي سرطان الثدي) يعتبر أكثر الأورام السرطانية شيوعاً بين الإناث في العالم بشكل عام وفرصة الإصابة به تصل إلى 13%، وليست هناك أسباب محددة ولكن هناك زيادة في احتمالات الإصابة مع التقدم في العمر وخاصة بعد سن الـ 55 والتعرض للهرمونات الأنثوية (الإستروجين) بكميات كبيرة ولفترة طويلة عن طريق تناول حبوب منع الحمل أو هرمونات التعويض.
ويوضح «كما الحال في كثير من الأمراض السرطانية أو غيرها، فإن عدم الاهتمام بنمط الحياة الصحية من حيث الغذاء المتوازن وممارسة الرياضة وما يرافقه من زيادة في الوزن يزيد من فرص الإصابة، وهناك قلق دائم من موضوع توريث سرطان الثدي عن طريق الجينات، وهذا وارد ولكن توارث جينات سرطان الثدي مسؤول فقط عن حوالي 5 -10 % من أورام الثدي، ولكن تكرار الحالات في العائلة الواحدة سواءً من جهة الأم أو الأب يزيد من فرص الإصابة ويستدعي التعمق في التاريخ العائلي لإيجاد الحالات المشتبه بكونها وراثية».
الجراحة جزء من خطة علاجية متكاملة
وعن أحدث العلاجات المعتمدة في علاج سرطان الثدي، يشرح «تعتبر الجراحة أحد أهم طرق العلاج لمرضى سرطان الثدي وخاصة في المراحل المبكرة من المرض، وتكون الجراحة على شكل استئصال للورم فقط وفحص الغدد الليمفاوية تحت الإبط أو استئصال الثدي كاملاً في حال تعذر الاستئصال الجزئي. ولابد من الإشارة إلى أن الجراحة جزء من خطة علاجية متكاملة تضم العلاجات الكيميائية المضادة للسرطان والأشعة وفي بعض الحالات مضادات الهرمونات».
وفي هذا الصدد، من الجدير ذكره أن هيئة الخدمات الصحية البريطانية وافقت على استخدام عقار «أولاباريب» على مرضى سرطان الثدي و البروستاتا، حيث يساعد هذا الدواء المرضى في تقليص خطر عودة سرطان الثدي وسرطان البروستاتا أو انتشاره على نطاق واسع.
الكشف المبكر أنجع الحلول.. ودقة الجراحة الروبوتية
وفيما يتعلق بالجراحة الروبوتية، يبين د. بني مصطفى «الجراحة الروبوتية هي عبارة عن استخدام أدوات جراحية مرتبطة بأذرع ميكانيكية ويتم التحكم بحركتها من قبل الجراح عن بعد دون اتصال مباشر بجسم المريض. وفي جراحة الثدي الآن، يتّم تطوير هذه التقنيات لإجراء عمليات استئصال الثدي والغدد اللمفاوية من خلال جروح صغيرة، وهذا يوفر فاعلية ودقة متناهية في إجراء الجراحة بأقل الندوب الممكنة».
ويبقى الكشف المبكر عن سرطان الثدي هو طريق النجاة الأنجع، يوجز استشاري الجراحة العامة وجراحة الثدي «يعتبر الكشف المبكر أفضل استراتيجية متوفرة لمواجهة سرطان الثدي، حيث أن فرص التغلب على الورم بجراحة تحفظية بسيطة تكون أفضل في الحالات المبكرة مقارنة بالحالات المتقدمة، بالإضافة إلى أن فرص الشفاء من المرض تكون عالية جداً وتصل إلى نسبة أكثر من 90% في المراحل الأولى من المرض، وهذه النسبة، للأسف، تتراجع مع تقدم مراحل المرض وانتشاره في أجزاء أخرى من الجسم».
وفي هذا السياق، نشرت دراسة مؤخراً عن استخدام علماء بريطانيين تقنية جديدة مبتكرة تحسن التشخيص المبكر لمرض سرطان الثدي ومن ثم علاجه، وتعمل هذه التقنية عن طريق إرسال الموجات فوق الصوتية عبر الثدي حيث يتم الكشف عنها بعد ذلك بواسطة نوع جديد من أجهزة الاستشعار تنتج عنه خرائط توضح مقدار الموجات فوق الصوتية المفقودة في الأنسجة.
ويشير د. بشير بني مصطفى إلى أنه «باتت تتوافر الكثير من التقنيات الحديثة للكشف المبكر، حيث لدينا، في مستشفى د. سليمان الحبيب، كافة الإمكانات والأجهزة الطبية الحديثة للقيام بجميع إجراءات الكشف المبكر بسرعة ودقة متناهية»، داعياً النساء، وخاصة فوق سن الأربعين، للكشف المبكر عن سرطان الثدي ومراجعة الطبيب دورياً والتواصل مع كادر طبي مؤهل لتقديم الإجراءات والنصح الطبي اللازم، وفي حال اكتشاف أي كتل يتم التعامل معها من قبل أخصائي أمراض وجراحة الثدي.