15 فبراير 2022

ما علاقة عمرك بمدى تقبلك لشكلك؟

صحافية ومترجمة مصرية

صحافية ومترجمة مصرية

ما علاقة عمرك بمدى تقبلك لشكلك؟

بالنسبة للكثيرين، قد يرتبط تقدير الذات ارتباطاً وثيقاً بصورتهم الجسدية. وقد يكون ذلك صحيحاً على وجه الخصوص بالنسبة للسيدات، فكلما كانت المرأة راضيةً عن شكلها ووزنها، كلما زادت ثقتها بنفسها وارتفع مستوى رضاها وتقديرها لذاتها.

ولكن هل ينطبق ذلك على كل مراحل العمر؟

وفقاً لدراسة حديثة، فإن تقدير الذات والرضا عن الصورة الجسدية يتحسنان مع التقدم في العمر، ولا تشغل الصورة الجسدية ذات الحيز الكبير الذي تشغله في مرحلة الصبا والشباب، ولا يرتبط تقدير الذات في مرحلة النضج بشكل الجسد، بقدر ما يرتبط بأمور أخرى مثل الاستقرار الأُسري والمادي والنجاحات التي يحققها المرء على المستويين الشخصي والعملي، ومستوى السعادة الذي يبلغه كل شخص في حياته وفقاً لمعاييره الخاصة.

فيما يلي تفاصيل ما توصلت إليه الدراسة التي نُشرت بعنوان "تطور تقدير الذات من سن 4 إلى 94 سنة" في مجلة Psychological Bulletin الشهرية لأبحاث الطب النفسي.

تقدير الذات لدى الأطفال والمراهقين

ما علاقة عمرك بمدى تقبلك لشكلك؟

وجدت الدراسة أن مفهوم تقدير الذات يمكن أن يتبلور بشكل كامل لدى الأطفال مع بلوغهم سن الخامسة، ويستمر في التطور بشكل إيجابي حتى سن الحادية عشرة. ومع دخولهم مرحلة البلوغ والمراهقة قد ينخفض معدل تقدير الذات والرضا عن الصورة الجسدية بين سن 11-15 عاماً، وذلك بسبب التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في هذه المرحلة ووعي الأطفال بمظهرهم الخارجي ومقارنته بأقرانهم، مما يعني أن الرضا عن صورة الجسم يمكن أن تكون له آثار هائلة في ثقتهم بأنفسهم منذ سن مبكرة.

وقد وجدت الدراسة أن طريقة التربية التي يتبعها الآباء يمكن أن تؤثر كثيراً في احترام الذات والرضا عن الصورة الجسدية لدى الأطفال. فكلما تلقوا حباً ودعماً غير مشروطين من ذويهم كلما تحسن مفهوم تقدير الذات لديهم.

تقدير الذات لدى البالغين (الشباب – متوسطي العمر – كبار السن)

ما علاقة عمرك بمدى تقبلك لشكلك؟

بعد انتهاء مرحلة المراهقة ودخول مرحلة الشباب، ينمو تقدير الذات والرضا عن صورة الجسم بمعدل سريع حتى سن الـ 30، وذلك بفضل الثقة التي يكتسبها الشباب من استقلالهم المادي واستقرارهم العاطفي وتحملهم لمسؤوليات العمل أو الزواج، والتي تعزز ثقتهم بأنفسهم بشكل كبير. ومع مرور الوقت، يستمر تقدير الذات في النمو ولكن بمعدل أكثر انخفاضاً، وقد يتأثر بعض الشيء في مرحلة منتصف العمر وذلك لطبيعتها الخاصة كمرحلة انتقالية بين مرحلتي الشباب والشيخوخة.

إلا أن الأمر المثير للاهتمام والذي انتهت إليه نتائج الدراسة، هو أن تقدير الذات والرضا عن الصورة الجسدية يصلان إلى ذروتهما في المرحلة العمرية بين 60 و70 عاماً. بعد هذه المرحلة، قد يبدأ تقدير الذات والرضا عن الصورة الجسدية في الانخفاض مرة أخرى بمعدل سريع في سن 80- 90+ عاماً، وقد يرجع ذلك إلى انخفاض القدرة البدنية والوظائف المعرفية وفقدان العلاقات أو الأدوار الاجتماعية.

كلمة أخيرة.. بالنسبة للكثيرين، أياً كانت أعمارهم، قد يكون تقدير الذات والشعور بالرضا عن الصورة الجسدية أمراً بعيد المنال في عالمٍ مليء بالمقارنات والمعايير غير المنطقية أو مستحيلة التحقيق. وقد ينتابك الشعور باليأس وتجده من الصعب أن تشعر بالرضا عن نفسك وأنت ترى المعايير المثالية التي تُصدرها إلينا شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. لكن بالرغم من ذلك، فقد ثبت في بحوثٍ نفسية عديدة أن التعاطف مع الذات وقبولها، يساعد على التخفيف من الآثار السلبية لتلك المعايير.

وهذا يعني أنه عليك أن تتعلم كيف تحب نفسك وتحب صورتك الجسدية، لأن هذا سينعكس بشكلٍ تلقائي على ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك أياً كانت.

هل أنت راض عن نفسك؟

 

مقالات ذات صلة