24 فبراير 2024

فن الزخارف المعمارية في الشارقة.. الأصالة والحداثة ترويان قصة الحضارة

محررة في مجلة كل الأسرة

فن الزخارف المعمارية في الشارقة.. الأصالة والحداثة ترويان قصة الحضارة

في إطار حرصها على تعزيز الثقافة والفن والتصوير، أقامت هيئة الشارقة للمتاحف في بيت النابودة معرض «فن الزخارف المعمارية في إمارة الشارقة»، لتوفير تجربة فريدة لعشاق التصوير، والمصورين المحترفين، وخبراء الهندسة المعمارية، لاستكشاف جماليات الزخرفة المعمارية في الشارقة.

فن الزخارف المعمارية في الشارقة.. الأصالة والحداثة ترويان قصة الحضارة

يقدم المعرض 10 أعمال من بين 85 عملاً فنياً، ضمن مسابقة نظّمتها هيئة الشارقة للمتاحف للفئة العمرية من 15 عاماً فما فوق، ومن أهم اللوحات التي تروي قصّة الفن الإسلامي والمعاصر، وتعكس جماليات الزخرفة المعمارية، وتصاميم المباني في إمارة الشارقة، صورة مدخل مجلس بيت النابودة التي تعكس تصميم الأبواب التقليدية في الإمارات، بزخارفها النباتية التراثية، كما تبرز صورة لشارع البنوك، والجدارية الجرافيتية التي تعتبر تحفة بصرية تزيّن جدار مبنى في الشارقة، وصورة لمسجد الشارقة، بزخارفه المعمارية المميزة.

فن الزخارف المعمارية في الشارقة.. الأصالة والحداثة ترويان قصة الحضارة

يشيد مصطفى يوسف عجاوي، الفائز بالمركز الثاني في المسابقة عن لوحة المسجد الكبير في الشارقة، بأهمية المعرض، ودور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تشجيع المصورين، ودعمهم لتطوير مهاراتهم، والمحافظة على التراث الثقافي. لم تكن مشاركة عجاوي هي الأولى، فقد سبق أن شارك بعرض أعمال في مجلة «ناشيونال جيوغرافيك»، ومعرض إكسبوجر، وتأهّل لـ«جائزة الشيخ حمدان بن محمد للتصوير الضوئي» مرات عدّة. يكشف عجاوي سبب اختياره للمسجد الكبير في الشارقة عنواناً للوحته الفائزة «يستهويني تصوير الأماكن التأريخية، والمباني المعمارية المميزة، إضافة إلى تصوير الشوارع أثناء السفر، وجاء اختياري لمسجد الشارقة الكبير لاستخدام الطراز العثماني، في بنائه وتصاميمه».

فن الزخارف المعمارية في الشارقة.. الأصالة والحداثة ترويان قصة الحضارة

فيما تحدث يوسف البادي، الفائز بالمركز الثالث عن لوحة السوق المركزي في الشارقة «جاء اختياري للسوق المركزي لكونه من الأيقونات المعمارية التي احتفظت بها من ذاكرة الطفولة، فهو يعكس روعة العمارة الإسلامية بأسلوبه الفريد، من خلال الأقواس، والبلاط الكلاسيكي الذي يزيّن جدران السوق الخارجية باللون الأزرق، والتي تصور أشكال النباتات، والأشكال الهندسية، والخطيّة، جميع أرجائها، وتمزج بالزخارف البديعة بين الفنون الإسلامية التقليدية والعصرية، بشكل مدهش». لا يتوقف الأمر عند ذلك، يشير البادي «في السوق المركزي تلتقي العمارة الإسلامية المذهلة مع التراث الإماراتي القديم الذي تجسّده أبراج البراجيل القديمة، التي كانت تستخدم في السابق كوسيلة تبريد تقليدية، وتم صبغها بلون الصحراء الطبيعي، ليمنحها مظهراً رائعاً يمزج بين الأصالة والحداثة».

فن الزخارف المعمارية في الشارقة.. الأصالة والحداثة ترويان قصة الحضارة

يكشف البادي انطباعه عن المعرض «اختيار بيت النابودة كمكان هو رمز لامتداد وحياة العمران، ولكونه أداة لرواية التاريخ، والتواصل بين الأجيال، وكمصور أبحث، وبشكل دائم، عن أي مبادرة تفسح لي المجال لتسليط الضوء على مواضيع كهذه، فالتصوير المعماري هو فن التقاط الجمال والتفاصيل الفريدة للمباني، والهندسة المعمارية، سواء من الخارج، أو الداخل، وتسليط الضوء على الأبعاد الجمالية والوظيفية للمباني، وفرصة لاستكشاف الفن والتكنولوجيا والتصميم في الوقت نفسه، فهو أداة توثيق رائعة لتاريخ وثقافة وروح المجتمعات».

فن الزخارف المعمارية في الشارقة.. الأصالة والحداثة ترويان قصة الحضارة

يتميز بيت النابودة، الذي يستضيف الحدث 6 أشهر، بموقعه الاستراتيجي في قلب الشارقة، وتصميمه المعماري الخلّاب، حيث استخدمت الأعمدة الخشبية المستوحاة من الهندسة المعمارية الرومانية، والزخارف المعمارية الخشبية والجصّية كالأزهار، وفن الخط، والأشكال الهندسية الأخرى، من الهند التي أضافت لقيمته التأريخية تأثيرات ثقافية فريدة.

فن الزخارف المعمارية في الشارقة.. الأصالة والحداثة ترويان قصة الحضارة

فيما قالت عائشة ديماس، مديرة هيئة الشارقة للمتاحف، إن معرض فن الزخارف المعمارية في إمارة الشارقة يجسد مزيجاً من الجمال، والتراث بأنماطه المتعددة، وينسجم بشكل متناغم مع هوية الشارقة الجديدة «الشارقة منها الزود»، معبّراً عن روح الإبداع والتراث التي تروي تاريخ إمارة الشارقة، مشيرة إلى أن «هذا الحدث يمثل منبراً مهماً لإبراز الجهود الحثيثة التي تبذلها الشارقة للحفاظ على تراثها الثقافي والمعماري، ويعكس الروح الإبداعية للشارقة التي تتجلى في تصاميمها المعمارية الفريدة والمتنوعة التي يمتزج فيها التاريخ بالحداثة، وينعكس على المعالم المعمارية، كالقباب، والمساجد الجميلة، وغيرها من المعالم التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية للإمارة».

* تصوير: السيد رمضان