26 فبراير 2024

قصص "صنّاع الأمل" تلهم الناس للبحث عن مزيد من العطاء

محررة في مجلة كل الأسرة

قصص

كرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، صنّاع الأمل الأربعة المتأهلين لنهائيات مبادرة صنّاع الأمل، بمكافأة مالية قدرها مليون درهم لكل منهم، لتبلغ قيمة جائزة صنّاع الأمل 4 ملايين درهم.

وتوّج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، العراقية تالا الخليل، بلقب «صانعة الأمل» الأولى في الدورة الرابعة من المبادرة الأكبر من نوعها لتكريم أصحاب العطاء في الوطن العربي، بعدما حصلت على أعلى نسبة تصويت في الحفل، ووجّه سموه بأن يكون جميع صنّاع الأمل الأربعة المتأهلين إلى نهائيات المبادرة فائزين باللقب، وهم إضافة إلى تالا الخليل، العراقي محمد النجار، والمغربي أمين إمنير، والمصرية فتحية المحمود وسط حضور 12,000 شخص.

قصص

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «صناعة الأمل هي صناعة للحياة في منطقتنا، ولا يمكن مواجهة التحديات بدون تكاتف جميع الجهود».

وأضاف سموه «الشعوب تحيا على التفاؤل والأمل بغدٍ أفضل.. والأجيال الجديدة مسؤولة عن صناعة واقع أفضل في مجتمعاتهم».

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن «نشر اليأس هو أكبر تحدٍّ تواجهه شعوبنا العربية، ولابدّ من الاستمرار في صناعة الأمل، والتفاؤل، والإيجابية، في الأجيال الجديدة».

وتوّج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العراقية تالا الخليل بلقب «صانعة الأمل» الأولى على مستوى الوطن العربي، عن مبادرتها الخاصة بمداواة أرواح أطفال متلازمة داون، والمصابين بالسرطان.

قصص

صاحبة لقب «صانعة الأمل» تالا الخليل.. من العراق

تمكنت صانعة الأمل العراقية الدكتورة الصيدلانية تالا الخليل، من حصد لقب صانع الأمل لعام 2024، تكليلاً لرحلة العطاء التي انطلقت في عام 2015، من خلال «كرفان» أنشأته في مستشفى الأطفال التخصّصي في البصرة لاستقبال مرضى السرطان، في محاولة منها لغرس الأمل في نفوس هؤلاء الأطفال، ومساعدتهم على استكمال دراستهم، والبحث عن شغفهم، والاندماج في المجتمع.

وخلال حوارها مع «كل الأسرة» لفتت إلى نجاح مبادرة «صنّاع الأمل» في تسليط الضوء على هذه الفئة من الناس التي تحتاج إلى معاملة خاصة، كي نفهم كيف تفكّر وماذا تحتاج من الحياة، وأضافت «خلق الأمل للأطفال المرضى وذوي الهمم يخرجهم من فكرة أنهم مجرد مرضى ينتظرون الدواء في غرف مغلقة خالية من الألوان، ومحاطة بالأجهزة والأطباء، فقد قمت بتقديم الدعم النفسي للأطفال المرضى، الأمر الذي يرفع نسبة الشفاء لديهم، من خلال تقوية جهازهم المناعي، حيث استخدمت الرسم لرفع مناعة الأطفال المصابين بالسرطان، أو متلازمة داون، وبمساعدتهم وتفاعلهم معي أسست «أكاديمية المحاربين» في البصرة، وهي مؤسسة مجانية لرعاية ومساعدة الأطفال من أصحاب الهمم في العراق».

وقد جاءت فكرة الأكاديمية بعد أن تعرّضت صانعة الأمل تالا الخليل لصدمة، نتيجة طلب إحدى الأمهات إقناع طفلها بتناول علاجه، وبعد محاولات عدة منها، من دون استجابة، أبلغتها الأم أن طفلها صاحب همّة أصم، الأمر الذي سيطر على تفكيرها وطرح لديها الكثير من التساؤلات التي بحثت عن إجابات عنها، والتي مثلت لها في الوقت نفسه حافزاً بأن تنشئ مؤسسة متخصصة لعلاج أصحاب الهمم، وكان ذلك في عام 2018، والآن ترعى، وبمجهود شخصي منها، أكثر من 200 طفل من مصابي متلازمة داون والسرطان.

قصص

د. محمد النجار.. دعم نفسي وجسدي لمبتوري الأطراف

أما الدكتور محمد النجار، من العراق، فقد قاده الشعور بالألم لفقدانه ساقه في عام 2014، إلى لإحساس بشعور كل من فقدوا أطرافهم لأسباب مختلفة، وأسّس فريق كرة قدم عراقياً من مبتوري الساق، وخلال حواره مع «كل الأسرة» أشار إلى أهمية الشعور بذوي الهمم من الناحية النفسية والرياضية، وليس من الناحية الصحية والمادية فقط، وقال «لقد تحسنت الحالة النفسية للشباب بعد شعورهم بالإنجاز والقدرة على التفاعل مع بعضهم بعضاً بروح الفريق خلال ممارستهم لرياضة كرة القدم، خصوصاً أن أغلبهم لم يمارسوا هذه الرياضة من قبل، واليوم، وبعد حصولي على الجائزة، سنتمكن من تلبية احتياجاتهم اللازمة من ملاعب مجهزة، وصالات تدريب وغيرها من الإمكانات التي ستمكنهم من الوصول للعالمية، ليكونوا قدوة لغيرهم من ذوي الهمم».

وقد بدأت حكاية صانع الأمل محمد النجار بعد أن فقد ساقه نتيجة تطوعه للقتال ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، حيث أصيب برصاصة في ساقه نتجت عنها مضاعفات عرّضت حياته للخطر، ولكنها في الوقت نفسه حفزته للتفكير في غيره من المصابين، ومحاولة خلق الأمل في داخلهم مرة أخرى، وقام بتأسيس فريق عراقي من مبتوري الساق، ونجح، بالتعاون مع فريق بورتسموث، في الحصول على كأس دوري إنجلترا في عام 2018، وقد ازدادت شهرته بين العرب والعراقيين في مدينة بورتسموث بعد حصوله على لقب أفضل لاعب في النادي عام 2019، الأمر الذي حفزه أكثر على نقل التجربة إلى وطنه، بعد أن أعادت إليه كرة القدم ثقته بنفسه، ولياقته البدنية.

قصص

أمين إمنير.. صناعة محتوى العطاء

وفي بداية حواره معنا، أهدى صانع الأمل المغربي أمين إمنير الجائزة للشعب المغربي الذي آمن بالعمل الذي يقدّمه، بل وساعده لإتمام صناعة الأمل، فقد سخّر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي عبر قناته «فيسبوكي» لتحسين حياة الأسر الفقيرة في بلده المغرب، حيث ترأس أمين «جمعية أفتاس للتنمية والتعاون»، للتخفيف من معاناة أبناء وطنه «نقوم بتنظيم الحملات الإغاثية لتوزيع المساعدات على المحتاجين في المملكة المغربية، والتي تشمل توزيع الأضاحي، والسّلال الغذائية، وحفر الآبار، وبناء الجسور، إضافة إلى المساعدات المالية، والمواد الغذائية التي يقدمها أصحاب القلوب الرحيمة، وفاعلو الخير، في كل أنحاء البلاد، وحصولي على جائزة «صنّاع الأمل» ما هو إلا داعم كبير لاستكمال المشوار، وإسعاد آلاف الناس في المغرب».

قصص

فتحية المحمود.. حلم الأمومة يخلق الأمل لـ 34 فتاة

تزوجت فتحية المحمود قبل 30 عاماً، ولكنها لم تُرزق بأطفال، الأمر الذي دفعها للبحث عن طريقة لسدّ حاجتها الكبيرة لشعور الأمومة لها، والأبوّة لزوجها، فقررا تبنّي 34 فتاة، والإشراف على رعايتهنّ، وتعليمهنّ، وتربيتهنّ «لقد أسسنا جمعية «لمسة أمل لرعاية الأيتام»، لرعاية الفتيات اللاتي وصلن إلى مرحلة الثانوية العامة اليوم، وفي الحقيقة نشعر بأننا في بداية الطريق، فهن مازلن بحاجة إلى رعاية، واهتمام، ودعم مادي ومعنوي، لاستكمال دراستهن.

ولكننا بفضل الدعم الذي نلقاه من أهل الخير، سنتجاوز أي تحدّيات يمكن أن تواجهنا، مثلما اجتزنا تحدّيات كبيرة في صغرهنّ، والتي كان أبرزها إصابة إحداهنّ بمرض، لذلك فكّرنا في تحسين الرعاية الصحية للأيتام، وأصحاب الهمم، عبر إنشاء مستشفى مجاني لتوفير الرعاية الصحية لهذه الفئة، ونأمل في أن نجد من يشاركنا في استكمال هذا الحلم بالمساهمة المادية والمعنوية أيضاً».