بمناسبة يوم المرأة العالمي، نظمت هيئة الشارقة للمتاحف في بيت النابودة فعالية «المرأة والذهب» التي تدعم دور المرأة، محلياً وعالمياً، وتسلط الضوء على علاقة المرأة بالذهب التي تعود لأقدم الحضارات في العالم.. تضمنت الفعالية جلسة وعدد من الورش التي ركزت على أهمية زينة المرأة التقليدية، بمشاركة متحف الشارقة للحضارة الإسلامية ومتحف الشارقة للخط.
ألقت الجلسة الحوارية «رحلة إلى عالم الفن والمجوهرات» الضوء على تجربة مصمّمة المجوهرات والفنانة نورة السركال ورؤيتها حول فن صناعة الذهب والمجوهرات، بينما تضمنت الورش المقدمة ورشة «صناعة المجوهرات»، وورشة «فن التذهيب»، وورشة «عمل المشط الذهبي».
في الإمارات، كان للذهب دور كبير ومهم في حياة المرأة الإماراتية، ارتبط بصورتها وذوقها، كما كان جزءاً أساسياً من تقاليد المجتمع، حيث يقدم كهدية مهمة، وزهبة للعروس من الزوج، فيما اهتمت الأسرة الإماراتية كثيراً بتزيين بناتها بالذهب، خاصةً في المناسبات الخاصة، كحفلات الزفاف. وعلى الرغم من مرور الوقت والتغيرات التي طرأت على المجتمعات، لا يزال الذهب يحتل مكانة مهمة في حياة المرأة الإماراتية التي استخدمته للزينة والترفيه، حيث يعد الذهب استثماراً آمناً ومرغوباً بالنسبة إليها، فهو كما يقال عنه «زينة وخزينة»، ولكونه جزءاً من تراثها وثقافتها، بقيت محافظة على وجوده واستمرارية استخدامه كعنصر رئيسي في مجوهراتها وإكسسواراتها.
وقد تعددت استخدامات المرأة الإماراتية للذهب، ما بين ارتدائه كحليّ تزين به نفسها، فتضعه حيناً على شعرها، وتلبسه تارة كأقراط وخواتم، أو أساور وقلادة لإبراز جمالها، كما حرصت على تزيين برقعها وملابسها وعباءتها بتطريزات ذهبية، لتمنحها لمسة من الفخامة والرقي.
عن أهمية الذهب بالنسبة إلى المرأة الإماراتية، تتحدث مصممة المجوهرات نورة السركال قائلة «يتعدى الذهب في المجتمع الإماراتي كونه معدناً، ليكون جزءاً من تقاليد وعادات المجتمع، يعكس تاريخه الغني، وثقافته العريقة، حيث ارتبط بصورة المرأة الإماراتية وذوقها فهو بالنسبة لها رمزاً للفخر والجمال، ورغم التحولات والحداثة التي طرأت على طبيعة المجوهرات التي ترتديها المرأة، إلا أن الذهب لا يزال محافظاً على قيمته التعبيرية والثقافية للمجتمع الإماراتي لكونه جزءاً لا يتجزأ من شخصيتها وهويتها».
فيما أشارت مشرف خدمة الزوار في بيت النابودة، منيرة المرزوقي، إلى أهمية الفعالية التي تعكس التزام بيت النابودة بتنظيم نشاطات وفعاليات تبرز القيم الثقافية والتقاليد الإماراتية «حرصنا في بيت النابودة، ومنذ ثلاثة أعوام، على مشاركة المرأة الاحتفال بهذه المناسبة، وفي كل عام يحمل الاحتفال طابعاً وعنواناً مميزين، فيما ركّزنا في عامنا هذا على تنظيم فعاليات تبرز أهمية الذهب للمرأة الإماراتية كرمز للزينة والثروة، واستضافة مصممة المجوهرات المعاصرة نور السركال لمشاركة تجربتها وعلاقتها بالتصميم. إضافة إلى ورش العمل التي تثري بعض المفاهيم التاريخية المرأة الإماراتية وعلاقتها بالذهب».
كما تتحدث فاطمة المرزوقي، من متحف الشارقة للخط والمشرفة على ورشة التذهيب «فن التذهيب إحدى الحرف التي حافظت عليها المرأة الإماراتية، وعملت على تطويرها، لكونه موروثاً ثقافياً مهماً، حيث يحتاج هذا النوع من الفن لمهارة عالية ودقة، في التصميم والتنفيذ، لإضفاء الجمال على الأشياء، لذلك نحرص في متحف الشارقة للخط وفي مناسبات مختلفة على إحياء هذا الفن التقليدي وتطويره بمفاهيم وتصاميم عصرية ومبتكرة بمشاركة مجموعة من النساء من فئات عمرية مختلفة».
* تصوير: السيد رمضان