01 أبريل 2024

مسلسل "أعلى نسبة مشاهدة".. الجانب المظلم في عالم الـ"سوشيال ميديا"

فريق كل الأسرة

مسلسل

إذا قُدر لكل مسلسل أن يكون له نصيب من اسمه، فإن مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة»، حاز النصيب الأكبر من اسمه، بما حققه بالفعل من نِسب مشاهدة عالية، خلال عرضه في النصف الأول من موسم الدراما الرمضانية للعام الجاري 2024.

مسلسل

فرغم أن الأغلبية العظمى من دراما هذا العام، اقتربت، بصورة أو بأخرى، من عالم الـ«سوشيال ميديا»، إلا أن مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة» استطاع أن ينفذ إليه، ويتوغل في عالم «التيك توك» تحديداً، حيث ناقش القضية من خلال رحلة شقيقتين «شيماء» التي جسّدت دورها سلمى أبو ضيف، و«رانيا» التي جسّدتها ليلى أحمد زاهر، اللتان تعانيان الفقر مع أسرتيهما، وتسعيان للخروج من هذه الأزمة من خلال نشر فيديوهات على تطبيق «تيك توك»، من أجل حصد الأرباح لإعالة أسرتيهما؛ إلا أن شيماء تقع فريسة سهلة لرجل أعمال معروف، يقرر الزواج منها، ثم توريطها في الإعلان عن بعض التطبيقات المشبوهة؛ لتجد نفسها فجأة خلف القضبان، متهمة بقضية الإتجار في البشر.

مسلسل

على مدى 16 حلقة، استطاع المسلسل اجتذاب المشاهدين إلى تفاصيل حياة الفتاة البسيطة «شيماء»، التي عرفت طريق الشهرة بالصدفة من خلال تطبيق «تيك توك»، ووجدت فيه وسيلة لتحقيق مكاسب مادية جعلتها تتذوق طعم الحياة، والحب، ومساعدة أهلها الذين يعانون ظروفاً مادية صعبة، لكن الشهرة الزائفة، وهوس «التريند»، فضلاً عن الحسد والغيرة من أقرب المقربين إليها، بخاصة أختها «نسمة»، قادتها إلى السجن، لينجح العمل في تسليط الضوء على قضايا فتيات «التيك توك»، ومناقشة الجانب المظلم من عالم الـ«سوشيال ميديا»، الذي يسعى فيه المتابعون لحصد المشاهدات و«التريند» من أجل جني الأرباح بطريقة سهلة، ما أعاد إلى الأذهان قضية حقيقية كانت بطلتها «التيك توكر حنين حسام»، ما جعل بعض المشاهدين يعتبرون المسلسل تجسيداً لقصتها، وما حدث معها، بخاصة أنها تمت إدانتها في قضية «الإتجار في البشر»، بعد الترويج لتطبيق مشبوه، وتم الحكم عليها بثلاث سنوات سجن، لتتحوّل من فتاة جامعية إلى سجينة.

مسلسل

اقتراب نهاية المسلسل من النهاية الحقيقية التي واجهتها «التيك توكر حنين حسام»، جعل عدد كبير من الجمهور ينتقد النهاية المأساوية التي انتهت بها حياة «شيماء»، بعد إدانتها في القضية، بدلاً من الدعوة التي كان لابد أن يطلقها العمل بالقضاء على الجهل، وتوعية الأهل بكيفية التعامل مع التكنولوجيا، أو أن يكون البديل الذي جاء على لسان الجدة إنعام سالوسة أثناء المحاكمة، عندما صرخت قائلة: «أقطعوا النت»!

مسلسل

نجحت سمر طاهر مؤلفة العمل، مع المخرجة ياسمين أحمد كامل، التي شاركتها كتابته، في التقاط خيط مهم من الصراع، لقضية تعيشها كثيرات اليوم، سعياً وراء تحقيق «أعلى نسبة مشاهدة»، مع رسم دقيق لكل ملامح شخصياتها، حيث تم تقديم قضية العمل بسلاسة بعيداً عن المباشرة في الطرح، فبدت أكثر واقعية من الواقع، وبأداء يحسب لكل أبطاله الذين قدموا هذه الشخصيات، سواء «شيماء» التي قدمتها سلمى أبو ضيف، أو الأب الذي قدمه الفنان محمد محمود، الممثل متعدد الألوان الفنية، حيث منحه الدور فرصة لإظهار وجه آخر لم يعتده منه الجمهور بعيداً عن الكوميديا، وهو ما حققته أيضاً الفنانة انتصار بشخصية جديدة ومختلفة، بخبرة واضحة، والقديرة إنعام سالوسة، إضافة إلى فرح يوسف، وهند عبد الحليم، ومحمد شاهين، ومحمد حاتم، وخط الكوميديا السوداء في العمل للفنان إسلام إبراهيم، ليفتح العمل الباب أم بطلتيه لتقديم البطولة المطلقة في أعمال مقبلة.

* القاهرة: أحمد إبراهيم