06 أبريل 2024

شباب يحتفلون بعيد الفطر باستحضار ذكريات الطفولة

محررة في مجلة كل الأسرة

شباب يحتفلون بعيد الفطر باستحضار ذكريات الطفولة

فرحة العيد ليست حكراً على الأطفال، فقد تكون امتداداً لما عاشه الشاب في طفولته، هذا ما كشفه استطلاع رأي أجريناه مع الشباب حول مفهومهم لفرحة العيد، كجيل اختلفت لديه طرق التعبير والمشاعر، نظراً لاختلاف المعايير وبواعث السعادة عمّا كانت عليه في الماضي.

لن تجد أحداً يتحدث عن فرحة العيد من دون أن يعود بذاكرته إلى الطفولة، ولولا هذه الذكريات لما تمكن الكبار من الشعور بميزة هذا اليوم، وخصوصيته، فكلما كانت الطفولة ثرية بالأحداث والتفاصيل والعيديات السخية، زاد الشعور بقدوم العيد وفرحته. وقد أشار شباب تحدثنا معهم عن مفهوم فرحة العيد لديهم في عصر اتسم بالسرعة والعملية، وجفاء التواصل الطبيعي في مقابل التواصل الافتراضي عبر الأجهزة الذكية، إلى ذكرياتهم في الماضي، وما خلقته لديهم من شعور تلقائي بالفرحة، على الرغم من ضغوط الحياة، وكثرة المسؤوليات والهموم.

شباب يحتفلون بعيد الفطر باستحضار ذكريات الطفولة

ذكريات الطفولة منبع فرحة الصغار

يقول خالد آل علي «إن مفهوم فرحة العيد بالنسبة إلي يكمن في قدرتي على إسعاد غيري، فأنا أقوم بدور الخال المرح الذي يدخل الفرحة على أبناء أخته الكبرى، وقد ترسخ هذا الأمر لديّ منذ الطفولة، فقد كان خالي مصدر بهجتنا، أنا وإخوتي، وكان العيد بكل تفاصيله يُختصر بقدومه لزيارتنا، فقد كان يُحضر لنا الهدايا والحلوى، إضافة إلى العيدية طبعاً، وعندما أقوم بهذا الدور اليوم مع أبناء أختي أشعر بسعادة متبادلة، خصوصا أن فرحة الصغار تعيدنا لزمن كنا فيه في مثل أعمارهم، فنشاركهم قصصنا كي يستلهموا منها تفاصيل تُشعرهم بقيمة هذا اليوم، بعيداً عن الألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية».

التجمع العائلي في اليوم الأول مصدر الفرحة

وسائل التعبير عن الفرحة ومفهوم العيد لدى فاطمة سالم تتمثل في تجمع العائلة «عندما كنا صغاراً، كنا نبدأ العيد باستعراض ملابسنا الجديدة أمام أطفال الأقارب في بيت الجد والجدّة، حيث نجمع أكبر قدر من العيدية، وقد أصبح هذا التجمع مناسبة سنوية نستعد لها من الأسبوع الأخير في رمضان، فلم يعُد الحدث عفوياً، أو مجرد تجمع عائلي، بل هناك استعدادات خاصة، من تجهيز كميات كبيرة من الطعام، زينة، وبطاقات معايدة مصممة خصيصاً لهذا اليوم، وفساتين سهرة، وملابس تقليدية مصممة للاحتفال بالعيد، وقد يبدو ذلك مبالغة في التفاصيل، ولكن هذه المبالغة في الحقيقة هي التي تعيد لنا فرحة العيد ونحن كبار، ونحن نستعد له اليوم أكثر من الصغار».

شباب يحتفلون بعيد الفطر باستحضار ذكريات الطفولة

الـ«سوشيال ميديا» وسيلة للترويج عن فرحة العيد

يتحدث محمد ناصر عن الـ«سوشيال ميديا»، ودورها في خلق طقوس ومفاهيم جديدة لفرحة العيد «يساعدني عملي كـ«مصمم غرافيك» على الإبداع في تصميم «ملصقات» للعيد بأشكال وأحجام مختلفة، هذه التفاصيل والفيديوهات والكوميكس التي نتبادلها عبر«الشات» ومواقع التواصل الاجتماعي، تخلق حالة من البهجة والضحك والسعادة، قبل أيام من العيد، وربما تكون هذه سمة من سمات فرحة الشباب بالعيد، ولكنها أيضاً تصنع ذكريات موثقة ومحفوظة في حساباتنا نسترجعها كل عام، وتذكّرنا بتفاصيل هذه المرحلة، ففرحة العيد تكمن في التواصل والاجتماع على مشاعر واحدة في دول وأماكن مختلفة، فمن خلال الـ«سوشيال ميديا»، أعيش أجواء العيد في كل العالم من خلال ما يشاركه الأصدقاء، ويمكن أن أستلهم منهم بعض الأفكار، أو أشعر بغيري ممن يمرون بظروف صعبة تمنع عنهم الفرحة بهذا اليوم، وأحاول بدوري إسعادهم بأي طريقة ممكنة».

شباب يحتفلون بعيد الفطر باستحضار ذكريات الطفولة

سعادة العيد في طقوس صباح اليوم الأول

أما بالنسبة إلى هند محمد، فالعيد يتلخّص في فرحتها بكوب «الشاي مع الحليب» الذي تشربه في صباح أول أيام العيد «نحن ككبار قد لا نظهر فرحتنا مثل الصغار، ولكن طقوس هذا اليوم ترسخت لدينا منذ الطفولة، فعندما أسمع التكبيرات وأصوات الرجال وهم يتراكضون للّحاق بصلاة العيد في المسجد، أشعر بفرحة لا يمكن وصفها، أتناول كعكة عند شروق الشمس، وأشعر بالسعادة في داخلي لأنني أفطر في الصباح، وليس عند أذان المغرب، قد لا أشتري ملابس جديدة مثلما كنت في الماضي، فأنا لا أريد الخروج من المنزل، أريد فقط أن أستمتع بحالة البهجة في المنزل، وأنتظر العيدية من أبي بفرح، كما لو أنني ما زلت طفلة صغيرة».