تحت شعار «تنمية.. تمكين.. مستقبل»، دعت المؤسسة الاتحادية للشباب أكثر من 200 شاب وشابة من أبناء الإمارات، للاجتماع على طاولة مع الوزراء، وصُنّاع القرار، ومسؤولي الحكومات، الاتحادية والمحلية، في الدولة من خلال مبادرة «خلوة الشباب»، لرسم ملامح المستقبل للأجيال القادمة، وتبادل الأفكار، وتحديد الأولويات في جلسات عصف ذهني تدور حول 7 محاور رئيسية، هي: التعليم، رأس المال البشري، العمل والإنتاجية، الصحة والسلامة، المجتمع، المواطنة، والاستدامة، في متحف المستقبل، بإمارة دبي.
أتيحت للشباب الإماراتيين مؤخراً، فرصة طرح أفكارهم الإبداعية من خلال وسم #خلوة_الشباب على منصات التواصل الاجتماعي، للارتقاء بمتطلباتهم ليكون لهم دور محوري في بناء غدٍ أفضل، وتحقيق آمال الشباب وطموحاتهم، وإيجاد حلول، جديدة وجذرية، للتحديات والصعوبات التي تواجههم، بشكل عام. وخلال حضور «كل الأسرة» لفعاليات الخلوة، التقينا بعدد من الشباب المشاركين في محاور مختلفة، حيث عبروا عن رأيهم في الخلوة، واستعرضوا دورهم في المساهمة في تصميم المرحلة الجديدة للمؤسسة الاتحادية للشباب، خصوصاً أن الخلوة استعرضت إنجازات ومخرجات الخلوة الشبابية السابقة.
نجاح الشباب في تحمّل المسؤولية
وقد لفت الإعلامي الشاب أحمد لوتاه، إلى حضور الوزراء والمسؤولين فعاليات الخلوة التي يرى أنها تأكيد وتجديد لثقة القيادة بإمكانات الشباب الإماراتي، ويقول «هذه الخلوة جاءت بعد الخلوة الأخيرة في عام 2017، وهذه الفترة كانت كفيلة بمراجعة أفكار الشباب واقتراحاتهم السابقة، التي طُبّق الكثير منها على أرض الواقع، وتنظيم هذه الخلوة اليوم دليل واضح على نجاح الشباب في المهام التي قاموا بها من قبل، ونحن هنا لنتحدث مع المسؤولين ونستمع لنصائحهم التي لا يمكن الاستغناء عنها، عن عرض أي مشروع، أو فكرة جديدة».
رسم خريطة طريق مع صناع القرار
من جهته، تحدث أحمد المطوع، المشارك في فئة الاستدامة، عن أهمية الخلوة الشبابية التي شارك فيها منذ المرة الأولى في عام 2016، «تكمن أهمية الخلوة الشبابية في خلق خريطة طريق من الشباب مع الوزراء وصناع القرار حيث يجلس الجميع على طاولة واحدة للنقاش في مختلف المواضيع، لرسم المستقبل على هذه الطاولة التي تجمعنا كما ذكرت سابقاً، فهذه الحالة عشناها منذ 8 سنوات في الخلوة الشبابية الأولى، وخلال هذه السنوات تم تطبيق العديد من الأفكار والمبادرات التي كانت نواتها الخلوة الشبابية، فاليوم إعادة الخلوة الشبابية لرسم خريطة طريق جديدة نتفادى من خلالها الثغرات التي تعثرنا بها سابقاً، والتي نعتبرها فرصاً للتطوير ولخلق جيل واعٍ ومثقف».
جلسة للعصف الذهني
أما سعيد العامري فقد شارك في فئة الصحة والسلامة، ويستعرض أبرز التحديات التي تواجه قطاع الصحة خلال جلسة العصف الذهني «الدعوة للخلوة في حد ذاتها، محفزة ومجددة لطموحتنا وآمالنا في تحقيقها، والقطاع الصحي منذ سنوات يشهد تطورات كبيرة لمعالجة التحدّيات الأخيرة التي شهدها العالم بسبب جائحة «كورونا»، وقد أعددت عدداً المقترحات التي استعرضتها خلال جلسة العصف الذهني، كما أتيحت لي الفرصة للاستماع لمقترحات الشباب المشاركين، وهذه فرصة كي نكمل بعضنا بعضاً، ونستعين بخبراتنا السابقة لتجاوز أي تحديات».
شعور بالفخر والمسؤولية
عبّرت علياء المرر عن سعادتها بدعوتها للخلوة الشبابية في فئة التعليم «شعوري اليوم مختلط بين الشعور الفخر، والشعور بالمسؤولية نحو القرارات التي نطمح إلى أن نتخذها، وتكون في مصلحة دولتنا التي منحتنا هذه الثقة الكبيرة، لكن عملي في الميدان زاد من تفاعلي مع الشباب، فنسمع من بعضنا بعضاً، ونستفيد من خبراتنا المتبادلة، واليوم أستطيع أن أوصل صوت هؤلاء الشباب، وأنا واحدة منهم، فقد مررت بتحديات كثيرة بسبب عدم تعلّمنا لمهارات حياتية خلال مرحلة التعليم المدرسي، لنبدأ باكتسابها بالتدريج بعد التخرج، وخلال الخلوة قدمت مقترحي لتطوير العملية التعليمية كي تكون مواكبة للحياة العملية، ومتطلباتها».
«الخلوة الشبابية» فرصة للتفاعل في استشراف المستقبل
وبهذه المناسبة، صرّح الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، قائلاً «تُشكّل خلوة الشباب منصّة حوارية رائدة تمنح الشباب من مختلف الخلفيات والتخصصات الفرصة للتفاعل في استشراف المستقبل، والعمل على تحقيق ما ينشدونه ويطمحون إليه، عبر جلسات من العصف الذهني تسلط الضوء على العديد من المحاور الرئيسية التي يطرحونها، في إطار مسيرة البناء والتطوير».
وأكد أن «الخلوة» تعتبر مرحلة مهمة من تاريخ الدولة في تفعيل، ودعم، وتمكين شباب الإمارات، لأنها تعكس إرادتهم في تحقيق التغيير، عبر المشاركة في مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة، بما فيها من ورش عمل ومناقشات جماعية وجلسات حوارية تحفيزية، أو من خلال طرح أفكارهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، مضيفاً أنه يأمل أن تكون هذه الخلوة بداية تجربة مُلهمة للشباب الإماراتيين، نحو تحقيق أحلامهم الإيجابية وتطلعاتهم المستقبلية.