يبدو فيلم REBEL MOON PART TWO: THE SCARGIVER «قمر متمرد- 2: مانح الندبة»، مستخلصاً من أفلام عدّة سابقة. هذا كان عليه أن يجعل منه فيلماً مثيراً، أو ناجحاً على نحو، أو آخر، لكن حتى مع هذا الاقتباس يسقط الفيلم فنيّاً من فوق ذلك الكوكب البعيد.
الفيلم من إخراج: زاك سنايدر، وهو من نوع الأكشن وإنتاج الولايات المتحدة 2024، في حال يتولى الحوار القول إنه من المستحيل تحقيق الانتصار في المعركة المقبلة، أغمض عينيك، واستمتع براحة نفسية، واثقاً من أن النبوءة لن تتحقق.
إنها إسطوانة مشروخة، كغيرها الكثير. رغبة صانعي الفيلم في إثارة شك، وخوف، وترهيب. فقط الذين لم يشاهدوا فيلماً من قبل سيصدّقون أن هذا الوعد صادق، وهذا الوعيد سيتحقق، وسوف ينتصر الشر على الخير في النهاية. الباقون متواجدون من باب الفضول، أو لملء فراغ، يدركون أنه لن يمتلئ.
في النصف الأول من هذا الفيلم يجمع المحارب القديم تايتوس (جيمون هاونسلو)، المزارعين حوله ليقصّ عليهم، ومن خلالهم علينا، حكايات عمّا حدث معه عندما تم غزو بلاده (فوق كوكب ما)، من قِبل مجرمين، ومحاربين أشرار مسلّحين بما لا يملكه، وشعبه، من أدوات حرب، وإلقاء القبض عليه. يحمل الرجل شعوراً بالذنب لأنه فضّل الحياة على الموت عندما خيّروه بينهما.
مستمعوه يصغون إليه، ويهزون رؤوسهم معاً. يهمهمون معاً، ويوافقون معاً. مع مطلع النصف الثاني يهيم بمستمعيه أن يهبّوا لمقاومة الغزاة: «تسلّحوا بكل بندقية وسكين». نعم؟ ضد مركبات فضائية مسلّحة تستخدم اللايزر؟ بندقية وسكين؟ ماذا عن «مدقّة» ثوم... ألا تنفع؟!!
خُطب رئيس البلدة تشبه تلك التي ألقاها الممثل بلاك بوزمان في «بلاك بانثر» لرايان غوغلر، والمزارعون الذي يهيب بهم رئيس بلدتهم وحاكمهم الدفاع عن أرضهم يشبهون مزارعي «الساموراي السبعة»، لأكيرا كوررساوا. الفيلم بأسره يبدو نتفاً مأخوذة من أكثر من مكان، لكن إذ تقع الأحداث في مكان غير الأرض، وفي زمن من المفترض أن يكون غير زماننا، يبدو عجيباً أن حياة الفلاحين لم تتغير. أضف إلى هذه الخلطة ما استورده هذا الفيلم (من كتابة المخرج مع آخرين)، من شخصيات تدور في محيط الأفلام الأولى من سلسلة «ستار وورز».
بعد خطبة الرئيس يطلب من بعض المجتمعين حوله سرد حكاياتهم الخاصّة. مرّة أخرى نجد أنفسنا في مشاهد «فلاشباك» تبتعد بنا عن الحدث الحاصل (على ضجره)، ثم تعود (بعد ضجر مماثل) إليه. لا يمنحنا الفيلم شيئاً عميقاً عن تلك الشخصيات، بل هي، والفصل بكامله، لأجل الاستماع، وليس القبول.
لا يتحسن الوضع إلا في نهايات الفيلم، عندما تقع المعركة الفاصلة التي نعرف نتيجتها مسبقاً لكون أصحاب القضايا ينتصرون في كل مرّة في الأفلام التي هي على هذه الشاكلة. لكنه تحسّن تقني، لا يفضي إلى مفاد ما.
هذا هو الجزء الثاني من مسلسل من المفترض به أن يكون «فانتازيا من الخيال العلمي»، كما أحب سنايدر وصفه. إذ تضع هذه المعلومة في مؤخرة رأسك وتتابع بعينيك فيلماً لا جديد فيه، تدرك كم نحن محظوظون أن المخرج لم ينبري لتحقيق فانتازيا فعلية من الخيال العلمي مثل Dune أو لم يُسند إليه تحقيق ثلاثية بيتر جاكسون البديعة The Lord of the Rings.
لا أحد قال إن زاك سنايدر مخرج فنان، ولا حتى منفّذ جيد، وهذا هو عذره الوحيد.