أثر المحتوى الدرامي الكوري بشكل إيجابي في تجميل صورة كوريا الجنوبية عالمياً، خصوصاً لدى فئة المراهقين الشباب، لتكسب ثقة هذه الفئة التي يصعب إرضاؤها، بشكل عام، فأصبحت كلمة كوريا جاذبة لعشاق الدراما، والثقافة، والمنتجات الكورية، حتى اللغة الكورية لاقت إقبالاً كبيراً لتعلّمها، واستخدام بعض الكلمات الخاصة بالتحية، والتعبير عن بعض المشاعر الإيجابية.. ومن هذا المنطلق حرصت دولة الإمارات على تعزيز هذا التواصل الثقافي من خلال تنظيم العديد من الفعاليات التي تسهم في التعريف بالثقافة الكورية، وغيرها من الثقافات الأخرى.
بدوره، نظم نادي سيدات الشارقة «المهرجان الكوري»، حيث شمل العديد من الفعاليات بالتعاون مع النادي الكوري بجامعة عجمان، أبرزها ورشة عمل العُقد التقليدية الكورية، والتي تمكّن المشاركون فيها من صنع فواصل للكتب، وأساور، ومسابقة تضمنت أسئلة عن الثقافة، وعروض الموسيقى، والدراما الكورية، وألعاباً عدة، منها لعبة اختبار مهارات عيدان الأكل، ولعبتا «يوتنوري» و«داكجي» التقليديتان، وجلسة «زومبا» مفعمة بالحيوية.
شغف باللغة الكورية
وخلال حضور «كل الأسرة» فعاليات المهرجان، لاحظنا إقبال الفتيات على كتابة أسمائهن على المراوح الورقية الكورية الشهيرة من قبل سهيلة علي، التي تقول «الدراما الكورية أسهمت، بشكل كبير، في الانفتاح على ثقافة كوريا الجنوبية، ومحاولة تعلّم لغتهم، من حيث القراءة والكتابة، فعندما أشارك في أي فعالية أجد إقبالاً كبيراً من الفتيات لكتابة أسمائهن، وبعض الجمل التي تعبّر عنهن بالحروف الكورية، وخلال تجربتي في تعلّم اللغة الكورية اكتشفت أن هناك المئات من الشباب الراغبين في تعلم هذه اللغة، خصوصاً أن لديهم ثقافة وحضارة تستحق معرفة الكثير عنها».
العناية بالبشرة على الطريقة الكورية
أما فاطمة الشحي، فقد تحدثت عن كسب منتجات التجميل والعناية بالبشرة الكورية، ثقة الفتيات في الإمارات، لما تتمتع به من مكونّات طبيعية وآمنة، وتضيف «بالفعل تعتبر الكريمات وعلاجات البشرة الكورية هي المفضلة لدينا، لأسباب عدة، أهمها النتائج السريعة والملحوظة، وصناعتها من مكونات مثل الصبار، والأرز، وهي آمنة بالنسبة إلى مختلف الأعمار، وتعطي فرصة للبشرة كي تتنفس، وتتخلص من آثار الحرارة والأتربة التي نتعرض لها يومياً».
سفراء الثقافة الكورية
أما رغد طرخان، فقد لفتت الانتباه بارتدائها للهانبوك، وهو الزيّ الكوري التقليدي، وهي عضوة في النادي الكوري في جامعة عجمان، حيث يهتم هذا النادي بكل ما يخص المجتمع الكوري، وتسمى هذه الملابس، التي تتميز بالألوان الزاهية والخطوط الرقيقة، باسم «هانبوك»، وتشير «ظلت هذه التقاليد مستمرة على مدار آلاف السنين، وفي الآونة الأخيرة حظيت الأزياء الكورية بشهرة عالمية. وبعد عرض مسلسلات الدراما الكورية التاريخية، ومن شدة إعجابنا كفتيات بالهانبوك، نرتديه في المناسبات والمهرجانات، لنمارس دورنا كسفيرات لثقافة تعلّمنا عنها الكثير، ونريد أن نفيد غيرنا ممن لديه هذا الشغف، كنوع من أنواع التسامح، والانفتاح على العالم، مع العلم بأن الكوريين كذلك لديهم الشغف ذاته تجاه الثقافة العربية، ويحرصون على تعلّم الكثير عن المجتمع الإماراتي».
من جهتها، تؤكد حلا نسب «نحرص عند استخدام أيّ شيء يتعلق بالثقافة الكورية أن نعلم كل المعلومات عنها، من باب الاحترام لهذه الثقافة، وكي لا نتسبب بإيصال أيّ معلومة خاطئة عن المجتمع الكوري».
تعريف عضوات «سيدات الشارقة» بثقافة جديدة
من جهتها، صرحت دعاء المهري، مدير إدارة الاتصال المؤسسي في نادي سيدات الشارقة، بأن «فكرة المهرجان الكوري جاءت بهدف تنويع الأنشطة التي يحرص النادي على تقديمها لمنتسباته، وضيوفه، وتعريفهن بثقافة جديدة في إطار يجمع ما بين الترفيه والتعليم، وأيضاً لتعزيز أواصر التعاون الثقافي بين دولتي الإمارات وكوريا، والتي تتمتع بالعديد من التقاليد المميزة. ولطالما سعى نادي سيدات الشارقة إلى طرح مجموعة مختلفة من الفعاليات الثقافية الممتعة والمسلية، خلال العام، والتي تستهدف كل الفئات العمرية».
وقدمت مرافق النادي مجموعة متنوعة من الخدمات والعروض، منها ركن ترفيهي للأطفال من مركز وحضانة بساتين ومركز كولاج للمواهب، بما في ذلك الحرف اليدوية، والرسم على الوجه، وصناعة الصابون، والاستوديو المفتوح، وطلاء الأظافر، والتلوين، وحل الألغاز مع مركز وحضانة بساتين، ومركز كولاج للمواهب، وألعاب ممتعة من المجمع الرياضي، إضافة إلى خدمات تصفيف الشعر، والمكياج، والأظافر، بالطابع الكوري، مقدمة من بوتيك أوركيد للجمال.