وجّه الكاتب القيّم الإماراتي الشاب سالم السويدي شغفه بالفن والأدب، نحو مجموعة من المشاريع الفنية والأدبية للشباب أطلق عليها اسم «سوالف»، فقد حصل سالم على شهادة جامعية في السياسة والجغرافيا من «كينجز كوليج لندن»، ويهتم بالمناقشات حول القومية والهيمنة الثقافية والتنمية ما بعد الهيكلية، كما يقوم بتقييم المعارض الجماعية، والبرامج العامة في جميع أنحاء الإمارات.
حاورنا سالم السويدي خلال مشاركته في معرض «تشابك ثقفي»، للحديث عن تجربته كمستشار استراتيجي، وطموحه أن يصبح أكاديمياً في الفن السياسي والدراسات الحضرية في الشرق الأوسط:
ما الذي دفعك لاختيار التخصص في الفنون المرتبطة بالسياسة والجغرافيا؟
درست السياسة والجغرافيا في الجامعة، وتأملت في طبيعة العلوم الاجتماعية والشخصية. بالتالي، كان من الطبيعي بالنسبة إلي أن تتطور مجالات البحث التي تركز على الفن وممارسة الكتابة، كجزء من تطوري التنظيمي، لأغوص أكثر في ممارسة النقاش السياسي والنقد الحضري.
ما هي الأعمال الفنية التي قمت بتقديمها خلال معرض «تشابك ثقفي»؟
قدمت عملاً بعنوان «دراسة متواصلة لمشاهد العمران في أبوظبي، التفاعل مع الفن العام»، كجزء من مجموعة أبحاث تركز على استكشاف الصور المرئية عبر مشاهد مدينة أبوظبي، غايتي كانت التركيز على إيجاد لغة الهوية الوطنية عبر المشهد البصري للمدينة. وخلال إقامتي الفنية، كنتُ مصمماً على توسيع نطاق الفن العام، وتناوله لمفاهيم الشباب والتعبير في أنحاء إمارتنا، بدءاً من الحالات العضوية إلى المنشآت شديدة الطابع التجاري. إضافة إلى ذلك، كنتُ مهتماً بالدخول في مناقشات ومناظرات مع الناس، لذا قمت بعرض خريطتي لنقاط البيانات، كتيّبات أو مجلات، في ورش عمل مختلفة، حيث عرفتهم على الفن العام، كشكل من أشكال التمدّن البصري في أبوظبي. وكانت لدي مساحة مخصصة لكتابة «رسائل إلى المعالم».
استخدم يدي أكثر للبناء والتشييد بدلاً من استخدام لوحة المفاتيح الخاصة بي للكتاب
كانت أعمالك جزءاً من برنامج الإقامة المنزلية لمَجمع 421.. ما الدور الذي لعبه البرنامج في دعمك ودعم الفنانين الآخرين وتطوير ممارساتهم؟
عندما شاركت في الإقامة الفنية المنزلية، كانت لديّ غايتان: الأولى كانت تخصيص مساحة ووقت لتطوير جزء من ممارسة البحث المستمر، إلى جانب ممارسين يمكنهم تقديم النقد، ووجهات نظرهم. الهدف الثاني كان إثراء ممارستي القائمة على النصوص باستخدام مجموعة أدوات مرئية واستكشافية.
شعرت حقاً بالتقدم عبر جلسات الإرشاد والمناقشات المنتظمة مع زملائي وفريق 421، حيث تم توسيع عمق واتساع موضوعي، وتقديم مفاهيم الحزن، والغضب، والحب، والعاطفة، إلى موضوع كان يركز سابقاً على الاستراتيجية والبيروقراطية والهياكل والخطط.
كما شعرت أيضاً، بأنني وجدت مساحة لأسلوب تفكير أكثر مرونة وتغيّراً، ما دفعني إلى استخدام يدي أكثر للبناء والتشييد بدلاً من استخدام لوحة المفاتيح الخاصة بي للكتابة.
ما أهمية المؤسسات مثل 421 في المساهمة في نمو وتعلّم الفنانين الناشئين؟
توفر مؤسسات مثل 421 فرصة لتطبيق هذه الأفكار، وتمكينها من التجسيد في أعمال ومشاريع مرئية تتفاعل معها الجماهير. يقدمون أسلوب تطوير مشترك من خلال بنيتهم التحتية، والبيئة الودية التي يخلقونها، ما يسمح بإنشاء المعرفة الحسنة، وخلق الثقافة.
كيف يدعو موضوع المعرض الجمهور للتفاعل مع هذا العمل الفني؟ وما الذي يشجع الجمهور على التفكير فيه؟
عند استكشاف موضوعات شخصية واجتماعية، يصبح تفاعل الجمهور جزءاً أساسياً في مشاريعنا النهائية. يجب علينا أن ندرك أن إنتاج المعرفة ومشاركتها ليس دوراً مقصوراً على الفرد، بل يعتبر جزءاً من التعبير والمشاركة الجماعية. شخصياً، أتمنى تشجيع نشاط القراءة، سواء كان ذلك قراءة للمدينة، أو للجسد وارتباطه بالمدينة، أو حتى قراءة أنفسنا ضمن سياق مجتمعاتنا المتنوعة في المدن. هذا النشاط لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الكتابة، والمشاركة، والتبادل والمناقشة، وهي أنشطة موجهة للجمهور. آمل أنني نفذت هذه الأنشطة بفعالية مع زملائي والمتعاونين من خلال تركيباتنا في هذا المعرض.