27 مايو 2024

ضحايا الخوف.. طلبة ثانوية عامة يفقدون حياتهم بسبب الامتحانات

محررة في مجلة كل الأسرة

ضحايا الخوف.. طلبة ثانوية عامة يفقدون حياتهم بسبب الامتحانات

يخيّم موسم الامتحانات كل عام على طلاب الثانوية العامة بظلال من التوتر والقلق، مشاعر طبيعية يُمكن السيطرة عليها، وتوجيهها نحو النجاح، إلا أن بعض الحالات تتخطى حدود القلق الطبيعي لتصل إلى مستويات خطرة تهدّد صحة الطالب، النفسية والجسدية، ما قد يؤدي إلى نتائج كارثية، كما حدث مع بعض الطلبة الذين فقدوا حياتهم بسبب الخوف من الامتحانات.

ضحايا الخوف.. طلبة ثانوية عامة يفقدون حياتهم بسبب الامتحانات

قصص مأساوية بسبب الخوف من الامتحانات

في هذا الوقت من كل عام، تنتشر أخبار وفاة طلاب في الثانوية العامة في بعض الدول العربية، الذين يموتون منتحرين، أو بسبب أزمات قلبية مفاجئة، ربطتها التحقيقات بضغط الامتحانات، والخوف من الفشل. وتتنوع دوافع هذه المآسي، فمنهم من يقدم على الانتحار هرباً من توقعات العائلة والمجتمع، ومنهم من يصاب بأزمة قلبية بسبب التوتر والقلق الشديدين.

ففي واقعة مأساوية، تداولت وسائل الإعلام مؤخراً، خبر وفاة طالبة عراقية «15 عاماً»، خلال استعدادها لدخول امتحان نهاية العام، بسبب شعورها بالقلق، لتلحق بها والدتها بعد بضع دقائق، حيث لفظت الأم أنفاسها الأخيرة «كمداً» على ابنتها.

وفي العام الماضي، أقدمت طالبة مصرية في الثانوية العامة، على محاولة التخلّص من نفسها، خوفاً من نتيجة الثانوية العامة، قبل ساعات من إعلان النتيجة، وقفزت من شرفة منزلها بالطابق الثالث، وتم نقلها للمستشفى، مصابة بعدة كسور، وسحجات.

وكشفت التحرّيات أن الفتاة أصيبت بحالة من الخوف مع قرب إعلان نتيجة الثانوية العامة، فقفزت من شرفة منزلها، وتم تحرير محضر بالواقعة، واتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة.

ضحايا الخوف.. طلبة ثانوية عامة يفقدون حياتهم بسبب الامتحانات

أسباب الخوف المفرط من الامتحانات ونتائجها

يمكن ربط الخوف المفرط من الامتحانات بعوامل متعددة، منها:

الضغوط الأسرية والمجتمعية:

تمارس بعض العائلات ضغوطاً كبيرة على أبنائها لتحقيق نتائج متميزة في الامتحانات، ربطاً بمكانتهم الاجتماعية، أو توقعاتهم للمستقبل.

الخوف من الفشل:

يصبح هاجس الفشل مُسيطراً على بعض الطلبة، ما يؤدي إلى شعور بالقلق والتوتر الشديدين، بخاصة مع ربط النجاح في الامتحانات بالقيمة الذاتية للطالب.

ضعف مهارات التّعامل مع التوتر:

قد يفتقر بعض الطلبة إلى مهارات التعامل مع التوتر والقلق، ما يؤدي إلى تفاقم مشاعرهم السلبية خلال فترة الامتحانات.

المشاكل النفسية:

قد تعاني بعض الحالات اضطراباتٍ نفسية مسبقة، مثل الاكتئاب، أو القلق المُزمن، ما يفاقم شعورهم بالخوف والتوتر خلال الامتحانات.

دور الأسرة والمجتمع والمدرسة

تقع على عاتق الأسرة والمجتمع والمدرسة مسؤولية مشاركة الطالب عبء الامتحانات، وتخفيف حدة التوتر والقلق لديه، وذلك من خلال:

  • توفير بيئة داعمة: يجب على الأسرة والمجتمع توفير بيئة داعمة للطالب، تشجّعه على بذل قصارى جهده من دون ضغوط مفرطة، وتقدِّر قيمته كإنسان، بغض النظر عن نتائج الامتحانات.
  • تعزيز مهارات التّعامل مع التوتر: يجب على المدرسة تعليم الطلبة مهارات التّعامل مع التوتر والقلق، مثل تقنيات الاسترخاء، والتنفس العميق، وتشجيعهم على ممارسة الرياضة، والنوم الكافي.
  • العلاج النفسي: في حال وجود اضطراباتٍ نفسية مسبقة، يجب توفير العلاج النفسي المناسب للطالب لمساعدته على التعامل مع مشاعره السلبية.