تبقى فترة الامتحانات من أصعب الفترات التي تمر على الأبناء لما تشهده من توتر وقلق واضطراب يشل قدرتهم على التفكير والدراسة وبالتالي ينعكس على تحصيلهم الدراسي والجو العام في المنزل.. كيف يمكن تجاوز هذه المرحلة؟ وما هو دور الأهل في تحقيق النجاح؟
يشرح الأخصائي الاجتماعي والمشرف التربوي أحمد الساعي أهمية غرس بعض القيم والسلوكيات الحميدة والإيجابية في الأبناء من خلال تعليمهم مهارات مختلفة، منها:
- المهارات الاجتماعية: تكوين العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، والتواصل مع زملاء الدراسة.
- المهارات الروحية: المحافظة على صلاة الجماعة والأذكار، واستشعار أهمية الدعاء.
- المهارات العقلية: تعليمهم المهارات الذهنية، واكتشاف القدرات واختبار الذكاء.
- المهارات النفسية: الحاجة للحب، الحاجة إلى الانتماء للأسرة والحاجة للحنان.
يوضح الساعي "خلق الله سبحانه وتعالى جميع البشر بعقولهم وقدراتهم المختلفة، فلا يوجد إنسان غبي! فالقدرات العقلية هي التي تتفاوت بين البشر، وتقبل الأبناء بقدراتهم لا يتطلب منهم أن يقدموا ما هو أكبر من إمكاناتهم، لكن مع المحاولة يمكن تنمية قدراتهم وإبرازها بالشكل المناسب والصحيح مع تعليمهم بعض المهارات التي تختص بالدراسة ليتمكنوا من أداء الامتحانات بشكل صحيح وتحقيق النجاح"، والتي منها:
- تعليم بعض المهارات الحياتية يصنع من الطفل شخصاً ذكياً معرفياً ماهراً حياتياً، فيجب ألا يقتصر حرص الأهل على أن يكون الابن متفوقاً عقلياً فينشأ شخص فاشل في الحياة، لا يملك علاقات اجتماعية ولا يجيد مهارات المنزل الأساسية، غير واثق من نفسه، فالعلم ليس كل شيء في الحياة.
- يحتاج الابن إلى متنفس أو وقت خلال الإجازة الأسبوعية يمكن أن نطلق عليه «الفسحة الاجتماعية» ليشبع فيها احتياجاته ويمارس هواياته، فالحرص على إسعاده وتمضية أجمل الأوقات معه لتعوضه أيام التعب والمذاكرة يشعره بالراحة والطمأنينة من خلال الذهاب إلى مدينة الملاهي، الحديقة، أو مباراة، أو سفرة قصيرة.
- تشجيع الوالدين الأبناء على ممارسة هواياتهم ومشاركتهم فيها يوطد العلاقة بينهم ويكسبهم ثقتهم ولو لمدة 10 دقائق فهذا يشبع رغباته ويشعره بالاهتمام الذي سينعكس على تجاوبه في الشعور بأهمية التعلم ومكانة المعرفة في حياته، ومحاولة توظيف مهاراته المختلفة في عملية التعليم والمذاكرة.
- مشاركة الأبناء في تنظيم جدول للوقت يشعرهم بالراحة والسعادة أثناء الدراسة، فمن خلال صياغته يستطيع أن يشبع حاجاته المختلفة، بحيث يكون النصيب الأكبر للمذاكرة مع جعل أوقات متفرقة خلال اليوم لأمور مختلفة كالصلاة، تناول الطعام، اللعب، مشاهدة التلفاز، الجلوس مع الأسرة...الخ.
- شرح بعض المواد الدراسية بوسائل إبداعية عن طريق الصور ومقاطع الفيديو التوضيحية، الألعاب والمسابقات، استخدام أسلوب الحوار والمسرحية القصيرة، أو القصة المعبرة والزيارة الميدانية، وكذلك استخدام طريقة الشرح في أماكن مختلفة مثل المنزل أو على ساحل البحر، أو في الحديقة.. الخ، فهذا يساعد على الشعور بالراحة النفسية والاستقرار الداخلي.
- استخدام قواعد التربية الثلاث، الحب والحلم والصبر، أثناء المذاكرة تشعر الأبناء بأهمية العلم في بناء شخصيته، لذلك على أولياء الأمور أن يكونوا رحماء عطوفين في التعامل مع الأبناء صابرين محتسبين الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى في بناء الأجيال الصالحة.
- من المهم أن يتبادل الوالدان الأدوار في مهمة التعليم ومراجعة الواجبات المدرسية فهذه المهمة ليست من مسؤوليات الأم فقط وعلى الأب المشاركة في العملية التعليمية والمعرفية لأبنائه، فمن الخطأ أن يلقى اللوم على الأم فتكون هي «المعلم والموجه والمعاقب والمكافئ»، كما أن تبادل الأدوار يشعر الطفل بأهمية كل طرف في صياغة حياته العلمية والمعرفية ومشاركته في صنع مستقبله.
- من مسؤولية الأهل تعليم الأبناء الفنون الدراسية المختلفة.
- أين يدرس؟ في مكان هادئ ومريح إضاءته وتهويته جيدة.
- كيف يدرس؟ يوفر جميع احتياجات المادة حوله من رسوم وخرائط وأدوات، يقرأ المادة بشكل كامل ويأخذ فكرة عامة عنها ثم يحدد النقاط المهمة ويلخص الموضوع.
- متى يدرس؟ بعد أخذ قسط من الراحة، في أوقات النشاط، ولكن يتجنب الأوقات المتأخرة.
- استخدام الكلمات التشجيعية المفعمة بالإيجابية مثل، شاطر، ذكي، بطل، شجاع، قوي، وتعزيز بعض الصفات الإيجابية مثل، أحب فيك اهتمامك بالصلاة، استمر في مساعدة المحتاجين، تميزك في الدراسة يساعدك على اختيار التخصص الجامعي بسهولة، كل ذلك يشعره بالتقدير والثقة.
- اتباع قاعدة لا تكن ليناً فتعصر ولا يابساً فتكسر في تربية الأبناء خاصة فترة الامتحانات مهمة، فهي فترة زمنية محددة لا تجعل ابنك يأخذ عنك انطباعاً سيئاً، وكن متوازناً في تعاملك وأوامرك وتربيتك.
- مع ضغط الدراسة وكثرة الامتحانات يكون تقديم هدية طريقة مناسبة لرفع معنويات الأبناء ومساندتهم وتشجيعهم وهي دليل واضح على اهتمام الأهل وتقديرهم لجهود الأبناء.
- استخدام الأهل مهارة اللمسات تعطي الأبناء طاقة وتشعرهم بالاهتمام، فمسك اليد والتربيت عليها يمنحهم الثقة بالنفس، ومسك الكتف وتدليكه يشعرهم بالأمان، ووضع اليد على مؤخرة الرأس تشعرهم بالفخر واليد على الجبين تمنحهم الإحساس بالرضا، لذلك لا تبخلوا عليهم بهذه المشاعر التي هم بأمس الحاجة إليها.
- يكون الحديث مع الأبناء بشكل يومي وأنتم ذاهبون للمدرسة أو المسجد عن اهتماماتهم ومستقبلهم وتوضيح أهمية العلم والمعرفة في تحقيق الأهداف والطموحات المستقبلية مهماً فهو يشعرهم بأهمية ذلك في مسيرتهم المهنية.
- الوالدان هم القدوة الأولى للأبناء، وغالباً ما يكونان المثل الأعلى لأطفالهما لذلك يكون الحديث معهما عن الإنجازات والأعمال التي يفخران بها وإبراز صفات القوة التي يمتلكانها دافعاً لهم للسير على خطاهما في تحقيق أحلامهم.