تواجه لاعبات الجمباز العربيّات العديد من التحديات في سعيهنّ لترسيخ حضورهنّ في البطولات الدولية، لاسيما وأن رياضة الجمباز لا تحظى بالاهتمام الإعلامي الكافي في العالم العربي، ما يضعف شعبيتها، ويقلّل فرص جذب المزيد من المواهب إليها، لذلك تحرص بطلات رياضة الجمباز على إثبات حضورهنّ العربي من خلال مشاركتهنّ في المسابقات الدولية، ليثبتن قدرتهنّ على المنافسة في رياضة الجمباز الإيقاعي، أمام متسابقات من مختلف دول العالم، واللاتي يتوفر لديهنّ التشجيع، والدعم، والإمكانات، أكثر من الدول العربية.
وقد شاركت عدد من الفرق العربية، من الإمارات العربية المتحدة، مصر، المملكة العربية السعودية، ضمن 145 لاعبة جمباز، يمثلن 25 فريقاً من 12 دولة، في النسخة الثامنة من كأس الإمارات الدولية للجمباز الإيقاعي، الذي انطلقت فعالياته مؤخراً، في قاعة دانوب الرياضية، بمدينة الحبتور- دبي، والتي نظمها نادي «ناتاليا» للجمباز، بالتعاون مع مجلس دبي الرياضي، ومجموعة البحراوي، وعرض لابيرل العالمي.
قدمت المتسابقات من مختلف الدول أداء مبهراً، زاد من حدّة المنافسة، حيث تنوعت العروض ما بين المهارات التي تشمل اليد الحرة، والكرة، والحبل، والطوق، والشريط، وغيرها من الأساليب التي تختارها اللاعبات، إضافة إلى بعض الفقرات الترفيهية التي تنوعت ما بين عرض راقص لشخصيات ماشا والدب الشهيرة، والتي تفاعل معها الحضور بشكل كبير.
اختيار الزي التقليدي المحتشم لرياضة الجمباز
وحول تعزيز الهوية الوطنية للمتسابقات، ارتدت لبنى وشقيقتها غنا، بدلة جمباز سوداء طويلة، بهدف دمج بعض العناصر من الزي التقليدي في الزي الرياضي لرياضة الجمباز، لاعتزازهما بثقافتهما وتقاليدهما العربية، وأكّدتا فخرهما ببلادهما، وأنهما، كسعوديتين، يمكنهما ممارسة رياضة الجمباز، والمنافسة، مع الحفاظ على العادات، والتقاليد، واللباس المحتشم.
موسيقى ورقصات عربية
اختارت بيرونيكا هاني، بدلة جمباز تعكس جزءاً من الحضارة المصرية الفرعونية، وهي زهرة اللوتس، واختارت موسيقى شرقية وقدمت الرقصة عليها، ما أثار إعجاب الجمهور ولجنة التحكيم، وأضفى لمسة ثقافية مميزة على عروضها، وميّزها عن بقية المتنافسات، وقالت «دمج بعض الحركات المستوحاة من الرقصات العربية في حركات الجمباز الإيقاعي، هي فكرة والدتي، والهدف منه إبراز جمالية الثقافة العربية، وتميّز عروض لاعبات الجمباز العربيات».
تشجيع الصداقة بين لاعبات الجمباز
تكوين الصداقات بين اللاعبات من دولهن، أو من دول عربية أخرى، يساعدهنّ على الشعور بالدعم والانتماء. كما يمكنهنّ التعاون معاً لتعزيز هوية لاعبات الجمباز العربيات على الصعيد الدولي، وقد وقفت جوهرة العامري تشجّع زميلتها العنود العثمان التي تشارك للمرة الأولى في مسابقة دولية، وتوضح «حرصت على أن أهدّئ زميلتي كي لا تخشى السباقات، وتنسحب في المرّات القادمة، فكنت أقول لها لا تفكري أنك في منافسة، وهناك جمهور، أرقصي فقط كأنك أمام المرآة، واستمتعي».
وقوف الأهل في مدرّجات الجماهير
لفتت اللاعبة ياسمين البلوشي، إلى أن تشجيع الأهل، ووجودهم في المدرّجات «يمثل لحظة فارقة لدى اللاعبات، خصوصاً قبل بدء العرض، أو خلال مراسم التتويج، الأمر الذي يشعرهنّ بالفخر أمام المنافسات من الدول الأخرى».
وسائل التواصل الاجتماعي
أما كارما خليل، فقد أكدت أن ممارسة الحياة الصحية مهم جداً للاستمرارية في رياضة الجمباز، وأن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً في مشاركة بعضهنّ بعضاً تجاربهنّ اليومية، من حيث الاستعداد، وممارسة التمارين اليومية، وأن تصوير هذه الطقوس يعطي انطباعاً جيداً عن لاعبات الجمباز العربيات أمام المتابعات من مختلف أنحاء العالم، ويستقطب المزيد لتعلّمها، واحترافها.
الإلهام للأجيال القادمة
من جهتها، تؤكد المدرّبة عبير بشناق «نحرص في المركز الرياضي الذي أسسته في المملكة العربية السعودية، على أن نحفز المزيد من الفتيات للالتحاق بنا، ليكنّ مصدر إلهام للأجيال القادمة من الفتيات العربيات، ما يشجعهنّ على ممارسة رياضة الجمباز، وتحقيق أحلامهنّ، وتشجيعهنّ على اتّباع النصائح للحفاظ على لياقتهنّ، وتعزيز هويتهنّ الوطنية في البطولات الدولية، وإظهار ثقافتهنّ للعالم، وإلهام الأجيال القادمة من الفتيات العربيات.. ويمكن للاعبات الجمباز العربيات المشاركة في الفعاليات الثقافية التي تقام في إطار البطولات الدولية، الأمر الذي سيساعد على تعريف الجمهور بثقافتهنّ ومهاراتهن».