مهندسة الذكاء الاصطناعي شيخة الدويش: طوّرت أنظمة ذكيّة في العمليات الشرطيّة والأمنيّة والمروريّة
تخصّصت في علوم الذكاء الاصطناعي وحصلت على 7 ملكيّات فكريّة، وهي تخوض غمار استكشاف طرق جديدة لتحسين حياة الناس عبر تصميم برامج وأنظمة إلكترونيّة.
تنطلق مسيرة نجاح المهندسة الإماراتيّة شيخة سالم الدويش آل علي، مديرة وحدة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في القيادة العامة لشرطة عجمان، من منهجية التعليم المستمر.
حيث حصلت على درجة الماجستير في علوم الذكاء الاصطناعي وتحضّر حالياً الدكتوراه في المملكة المتحدة في مجال إدارة الأعمال والذكاء الاصطناعي.
على مدى 12 عاماً من العمل في القيادة العامة لشرطة عجمان، طبعت مسيرتها بإنجازات ملهمة وجوائز تكريميّة، لقدرتها على تطويع الذكاء الاصطناعي والروبوتات في خدمة العملاء وفي خدمة المجتمع وتطوير عدد من الأنظمة الذكيّة في العمليّات الشرطيّة والأمنيّة والمروريّة.
ما الذي دفعك إلى خوض مجال الذكاء الاصطناعي وكيف بدأت المسيرة؟
مسيرتي في مجال الذكاء الاصطناعي بدأت جرّاء شغفي بالتكنولوجيا، عام 2011، حصلت على بكالوريوس هندسة قواعد البيانات، ومن ثم بدأت العمل كمبرمجة كمبيوتر عام 2012 في شرطة عجمان.
وخضت غمار استكشاف طرق جديدة لتحسين حياة الناس من خلالها، كما حصلت على ماجستير إدارة الأعمال عام 2014.
وفي عام 2022، حصلت على ماجستير العلوم في الذكاء الاصطناعي من جامعة عجمان واتجهت لهذا التخصّص لمواكبة توجهات الدولة في تطبيق استراتيجيّة الذكاء الاصطناعي ورؤية الامارات 2071، في ظل دعم كبير من قبل القيادة العامة لشرطة عجمان متمثّلة بالقائد العام لشرطة عجمان الشيخ سلطان بن عبدالله النعيمي.
وأتيحت لي فرص كثيرة وأوّلها حصولي على منصب مدير وحدة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدّمة، وحالياً، أنا طالبة دكتوراه في المملكة المتحدة وأدرس في مجال إدارة الأعمال والذكاء الاصطناعي.
ما رؤيتك الاستشرافية لمجال الذكاء الاصطناعي، وما محور بحث الدكتوراه الذي تعملين عليه؟
رؤيتي لمجال الذكاء الاصطناعي في الإمارات والعالم العربي، تتمثّل في تعزيز الابتكار وتطوير التقنيّات لتلبية احتياجات المجتمع وتعزيز التنافسيّة العالميّة، محور بحث الدكتوراه يتمحور حول استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأثرها في إدارة مجالات الشرطة.
وأتطلّع إلى الحصول على الدكتوراه في القريب العاجل وتطوير أنظمة وتطبيقات للذكاء الاصطناعي تساهم في تحسين إجراءات العمل الإدارية وإسعاد المتعاملين في سبيل الريادة المؤسسيّة والتميّز الحكومي.
12 عاماً وأنت تطوّعين الذكاء الاصطناعي في خدمة المجتمع، ما البصمات التي طبعتها خلال تلك السنوات كمهندسة ومدير وحدة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدّمة في شرطة عجمان؟
مسيرتي العملية في شرطة عجمان كانت فرصة لي لتوظيف الذكاء الاصطناعي وبرمجته باستخدام الخوارزميات في خدمة المجتمع وإسعاد المتعاملين، وأسعى لترك بصمة إيجابيّة من خلال تطوير العمل المؤسّسي وتعزيز الأمن والسلامة.
كما تركز دوري على تطوير وابتكار حلول تكنولوجيّة لخدمة المجتمع، ومن ضمن المقترحات التي تمّ تقديمها والعمل عليها مع فريق العمل هي تطبيق أنظمة ذكيّة تستخدم خاصية الذكاء الاصطناعي.
ومثال على ذلك نظام زيارة المتعاملين لمراكز الخدمة «معروف» باستخدام بصمة الوجه، كذلك نظام التعرّف على لوحات المركبات المنتهيّة الترخيص وقراءتها، ونظام مخالفة مرور الشاحنات وقت المنع.
وحصلت هذه الأنظمة والبرامج على ملكيّات ومصنّفات فكريّة، وحصلت شخصيّاً على 7 ملكيّات فكريّة للمقترحات والأفكار التي قدّمتها في شرطة عجمان.
خلال تسلّمها جائزة الإمارات للسيدات عن فئة الابتكار
فزت بجائزة الإمارات للسيّدات عن فئة الابتكار من مجموعة دبي للجودة، كيف ترصدين التحديّات في رحلة الابتكار ولحظات الإنجاز؟
الحصول على العديد من الأوسمة وجوائز التميّز هو تكريم لتميّزي في العمل، وحصولي على جائزة الإمارات للسيدات عن فئة الابتكار لعام 2023، يعني لي الكثير، فهو تقدير لجهودي لاستثمار الابتكار في سبيل تطوير التكنولوجيا لخدمة المجتمع، وإنجاز يضاف لي ولمؤسّستي.
حيث قمت ببرمجة وتصميم 4 برامج وأنظمة إلكترونيّة، وإعداد بحوث علميّة حول تقنيّات الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
كما شاركت في تصميم 98 خدمة ذكيّة أطلقتها القيادة العامة لشرطة عجمان على المنصّات الإلكترونية، وتنوعت طبيعة المشاركة في الجائزة بين المقترحات الابتكارية، الأفكار الإبداعيّة التي تمّ تقديمها وتطبيقها في شرطة عجمان، ما بين برامج وأنظمة ذكيّة وبحوث علميّة وألعاب إلكترونيّة وغيرها.
وتماهت معايير واشتراطات المشاركة في جائزة الابتكار مع المهام التي أقوم بها لجهة تقديم المقترحات والابتكارات وتطبيقها سواء في المؤسّسة أو خارجها، وكذلك الاستفادة منها ومن النتائج والمخرجات لهذه المقترحات، التي تساهم في تطوير العمل المؤسّسي في المجال الأمني والمروري والتقني وغيرها، لتخدم المتعاملين وتحسين جودة الحياة.
الذكاء الاصطناعي يساعد النساء على تحقيق التوازن بين حياتهن الشخصيّة والمهنيّة بتنظيم الوقت وزيادة الإنتاجيّة بالعمل
ما الإنجاز الأبرز الذي تفخرين به كامرأة في هذا المجال، ومن كان ملهمك؟
في رحلة الابتكار، نواجه الكثير من التحديّات والصعوبات، لكن لحظات الإنجاز تعطي الدافع للمضي قدماً وللتميّز في مجالك، وكانت لي مشاركات متعدّدة في شهر الإمارات للابتكار من خلال تصميم ألعاب إلكترونيّة للأطفال وحصلت على وسام (مبتكر) من شرطة عجمان، تكريما لجهودي في تقديم المقترحات والأفكار الإبداعيّة.
كما فزت بجائزة القائد المؤثّر تحت سن الأربعين من الرابطة الدولية لقادة الشرطة بالولايات المتّحدة الأمريكيّة.
كما أفتخر بالمساهمة في تسخير وقتي لحصولي على المؤهلات العلميّة وتطوير تقنيّات الذكاء الاصطناعي في العمل المؤسسي؛ لتحسين جودة الحياة الرقميّة، والشخصيّة الملهمة هي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حين قال «الوظيفة الحكوميّة حياة كاملة في خدمة الناس، نريد منكم النشاط الدائم، والأفكار المتجدّدة، والتعلّم المستمر والعزيمة القويّة، لأن القمم تريد همماً.. والذي يريد المراكز الأولى يبذل الغالي من وقته لها».
هذه المقولة تلهمني فأسعى للتعلّم المستمر، ما حقّقته يواكب مسيرة المرأة الإماراتيّة وإنجازاتي تظهر أهميّة تمكين المرأة في مجالات متعدّدة.
كيف يمكن للمرأة توظيف الذكاء الاصطناعي لتحقيق التوازن بين حياتها الاجتماعيّة والشخصيّة والتزاماتها المهنيّة، وكيف ينسحب ذلك على أسرتك؟
يمكن للمرأة توظيف الذكاء الاصطناعي لتحقيق التوازن بين حياتها الشخصيّة والمهنيّة عن طريق استخدام التكنولوجيا لتنظيم الوقت وزيادة الإنتاجيّة في العمل.
فأنا أمّ لثلاثة أطفال وجميعهم في المرحلة التأسيسيّة، ولكن في عصر التكنولوجيا والتطوّر يميلون إلى استخدام الأجهزة الذكيّة في دراستهم والعمل على استخدام البرامج التعليميّة والألعاب من أجل تحسين عمليّة التعليم المدرسي.
برأيك، هل الذكاء الاصطناعي يشوّه قدراتنا أم يعزّزها وبالأخص في حال اعتماده في مجال التعليم؟
الذكاء الاصطناعي يعزّز قدراتنا إذا تمّ استخدامه بشكل صحيح، فهو سلاح ذو حدّين، وفي مجال التعليم يمكن أن يوفّر تجارب تعليم مخصّصة وفعّالة للطلاب، كما يمكن للروبوتات أن تعطي دورات تدريبيّة للمعلّمين وتدرّبهم على مهارات استخدام التكنولوجيا المتطوّرة، لتسخيرها في مجال تعليم الطلاب في المدارس.
كيف تستشرفين دور المرأة في صناعة مستقبل التكنولوجيا؟
دور المرأة في صناعة مستقبل التكنولوجيا يتركز على أن تكون قياديّة ومبتكرة في تطوير الحلول التكنولوجيّة للتحديّات العالميّة، ونصيحتي للنساء بالاستمرار في التعليم وتثقيف أنفسهن والتطوير من مهاراتهن، من أجل مستقبل رقميّ واعد، يواكب نهضة المجتمع والارتقاء به.
ففي وقتنا الراهن، نرى أن المرأة موجودة في مختلف المجالات، لكن المجالات التقنيّة مهمّة جدّاً ومن الضروري أن يوجد فيها العنصر النسائي بشكل أكبر، خاصة أنّنا في عصر السرعة.
وتوجهات حكومة دولة الإمارات تنص على مواكبة التطورات التكنولوجيا والتحديّات التقنيّة التي تساهم في تحقيق رؤية الإمارات وتطوير المؤسّسات في الدولة ورفع مستوى الأداء المؤسّسي وكذلك تحسين جودة حياة المتعامل الرقميّة.
ولكن هل يمكن للروبوتات أن تجسّد الروح التي يجسّدها الإنسان في أداء الأعمال؟
من الصعب على الروبوتات أن تجسّد نفس الروح البشريّة في العمليات التي تتطلّب تفاعلاً وتواصلاً بين البشر، لكن يمكن أن تلعب دوراً مساعداً في تحسين تجربة المستخدم، كما يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي محاكاة البشر وسلوكيّاتهم في تدريب الروبوتات واستخدامها في الحياة اليوميّة.