18 فبراير 2024

الروبوتات "البشرية".. هل ستحتل قريباً مكان البشر في الأعمال والمهن؟

رئيس قسم الشباب في مجلة كل الأسرة

الروبوتات

صوفيا... أميكا... أوبتيموس... غريس... سارة... أميرة... وأسماء أخرى كثيرة شغلت العالم، وصارت محط أنظار الإعلام، فقد شهد العالم في 2023 تطوّر صناعة الروبوتات البشرية لتحاكي الإنسان، محاكاة غير مسبوقة، ولتتحدّى وجوده، وعمله، وذكاءه.

الروبوتات

الروبوتات البشرية.. منافسة أم احتلال؟

قالت سارة، الروبوت البشري في مقابلة تلفزيونية، إنها تضع عينها على كرسي المذيع! فمن الإعلام إلى الهندسة والطب، وكل المهن التي يشغلها الإنسان منذ سنين طويلة، والوظائف الحديثة التي كان يستعد لها مع تطور التكنولوجيا، صار للروبوتات قدمٌ فيها، الأمر الذي بث الذعر في نفوس الكثير من الناس، خوفاً من منافسة الروبوتات البشرية في الوظائف المختلفة، وسحب البساط من تحت أقدام البشر، وغلق أبواب الرزق في وجوههم.

ولأن مشاركة الروبوتات البشرية في عالم العمل صارت حتمية، فإن الباحثين في مشروع «أندي» الأوروبي يعملون على تحسين تواصل هذه الروبوتات مع البشر، فيحاولون تعليمها سلوك البشر، وأساليبهم في المعاملات الحياتية. وفي المستقبل القريب، ستكون الروبوتات البشرية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية؛ زملاء في العمل، مساعدين، مشرفين على المرضى، وفي معظم المهن، بحيث يبلغ تفاعلها معنا أقصى درجات التحدّي التقني.

ويتوقع باحثون في المعهد الإيطالي (IIT) في جنوى، ممن يشاركون في مشروع أندي، أن الروبوتات البشرية ستصل إلى هذه المرحلة من التحدي مع البشر في غضون ما بين عشرة أعوام، وخمسة عشر عاماً. وهم يرون الروبوت مستقبلاً جاهزاً ليساعد الموظفين والعمال، ويدعمهم في أعمالهم، من دون أن يهدد مراكزهم، ويأخذ أماكنهم. وكي يتمكن الروبوت من التفاعل مع زملائه البشر، يجب أن يكون عارفاً ببيئتهم، وأن يميّزهم بالنظر والاحتكاك، وأن يعرف متطلباتهم، ويلبّي احتياجاتهم.

الروبوتات

تعليم الروبوتات السلوك البشري

ولتدريب الروبوتات على تصرفات البشر وسلوكهم، يعمل الباحثون على تطوير نماذج للتصرفات البشرية، من خلال قياس الحركات والجهد بمساعدة «أندي سويت»، وهو عبارة عن مزيج مغطّى بأجهزة استشعار، يجمع الروبوت بواسطتها معلومات السلوك البشري، الأمر الذي يتيح له تعلّم المحافظة على توازنه، والتحرك بوجود البشر، وإظهار رد الفعل الملائم لحركاتهم. وقد تمت مشاركة الروبوت هذه المعلومات وفق مقياس زمني حقيقي، يمكّن الروبوت من توقع أفعالنا، والتدخل لمساعدتنا لتنفيذ ما نريد.

من ناحية أخرى، يعمل الباحثون على إتقان تعابير وجه الروبوت، على أمل توليد شعور لدى البشر بالتعاطف والتفاعل معه، كما يريدون تطوير قدراته المعرفية كي يكون مؤهلاً لتعلّم أشياء جديدة، فإذا قدّم له إنسان مثلاً، شيئاً غير معلوم لديه، فإنه يلتقط له صورة، ويصنفها وفق تنظيم معين، كأنه يفتح ملفاً جديداً.

الروبوتات

الروبوت.. غزو حقيقي وتولٍّ لمهام البشر

هل ستغزو الروبوتات البشرية كوكب الأرض في السنوات المقبلة؟ لقد تنبأ الذكاء الاصطناعي بأن الروبوتات البشرية ستشكل ما يقرب من 10% من سكان الأرض، الأمر الذي يثير مخاوف كبيرة من القضاء على مهن البشر كلها، وإزاحتهم عن أماكنهم قريباً. فلا تعجب إن دخلت يوماً إلى مكتب مدير شركة من أجل الحصول إلى وظيفة وفوجئت بأن الجالس على الكرسي ليس إلا روبوتاً بشرياً، ينتظرك ليمتحنك، ثم يعيّنك، أو لا يعيّنك في الوظيفة المطلوبة!

الروبوتات

الروبوتات البشرية.. برمجة خارقة ومعرفة واسعة

لمَ هذا التخوّف من احتلال الروبوتات البشرية أماكن البشر الوظيفية والمهنية؟

تستطيع الروبوتات البشرية القيام بالمهام المطلوبة منها بسرعة فائقة لا يستطيعها البشر، كما أنها تؤدي عملها بدقة متناهية، تجعلها محل تنافس كبير في دعم اقتصاد الشركات، ونجاحها. أيضاً، لا تشعر الروبوتات بالتعب فتطلب فترة راحة أثناء تأديتها عملها، ولا تحتاج إلى إجازة سنوية لتجديد طاقتها.

إلى ذلك، تتفوق الروبوتات على البشر بمعرفة اللغات، فالروبوت الصحي البشري الأكثر تقدماً في العالم، غريس، يعرف ويفهم أكثر من مئة لغة، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام، كما يستطيع التعرف إلى المشاعر وإظهار التعاطف مع البشر بشكل منطقي، ومثمر.

ولكن الروبوتات مهما بلغت من التطور، فإنها لا تستطيع أن تعمل من دون وجود الإنسان بسبب افتقارها إلى فهم تفاصيل الحياة البشرية المعقدة، وإدراكها، فاطمئنوا.. ستظل الروبوتات البشرية تحت السيطرة!