أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بحيث بتنا لا نذكر كيف كانت حياتنا قبلها! لكن هل تعلم أن العديد من الدراسات الحديثة وجدت صلة مباشرة بين ارتفاع عدد الساعات التي نقضيها يومياً على مواقع التواصل، وبين زيادة شعورنا بالوحدة والاكتئاب؟
في استطلاع رأي أجراه موقع ExpressVPN الأمريكي عام 2021 على 1500 مشارك من الولايات المتحدة الأمريكية، أبلغ 86% من المشاركين عن شعورهم بأن الـ«سوشيال ميديا» تؤثر سلباً في مستوى سعادتهم وصورتهم الذاتية، بينما أبلغ 79% ـ 83% بتزايد إحساسهم بالقلق والوحدة والاكتئاب، بسبب قضاء كثير من الوقت في تصفح حسابات التواصل الاجتماعي.
لهذا، إذا كنت مولعاً بمتابعة الـ«سوشيال ميديا»، تابع القراءة لكي تتعرّف إلى بعض تأثيراتها في صحتك النفسية، وتُحدث تغييرات إيجابية مثل تقليل الوقت الذي تمضيه في تفقدها بشكل يومي، وإدخال بعض الأنشطة الأكثر إفادة إلى حياتك.
via GIPHY
مقارنة نفسك بالآخرين المتفاخرين على مواقع التواصل
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أشبه بمنصة للتفاخر والتباهي بالثياب والممتلكات والعطلات والسيارات وغيرها، ولأن الجميع في مباراة دائمة لإظهار حياته بشكل أفضل مما قد تكون عليه بالفعل، يقع كثيرون في فخ المقارنات التي يمكنها أن تؤدي إلى زعزعة الثقة بالنفس، خاصة في الفئات الأصغر عمراً مثل المراهقين.
سباق «اللايكات» في الـ«سوشيال ميديا» يزيد الشعور بالقلق
تم تصميم منصات التواصل الاجتماعي بطريقة تجعل المستخدم يعود إلى استخدامها مرات ومرات، لهذا قد يصل الأمر إلى حد الإدمان عند بعض الأشخاص الذين يمنحهم عدد ضغطات الإعجاب أو «اللايكات»، كما يطلق عليها بالعامية، شعوراً مزيفاً بالإنجاز. وينتج عن هذا الشعور إطلاق الدماغ لهرمون «الدوبامين»، وهو مادة كيميائية يفرزها المخ عندما يقوم الشخص بأي نشاط يسبب له المتعة. وتؤدي عملية متابعة عدد «اللايكات» إلى شعور بالقلق والتوتر دون أن تدرك ذلك.
«حياة مثالية» غير حقيقية في مواقع التواصل تدعو إلى الاكتئاب
يجب ألا تأخذ كل ما تراه على الـ«سوشيال ميديا» على محمل الجد، وتدرك أنه لا يوجد ما يدعى «الحياة المثالية»، على الرغم من المحاولات المستمرة لبعض مشاهير مواقع التواصل ادعاء السعادة الكاملة وإبراز معايير غير منطقية للحياة. والدليل على ذلك، النهاية المؤسفة لعدد غير قليل من المؤثرين بالانتحار.
هل تشعر بالتواصل أم بالوحدة عبر التطبيقات؟
هل حقاً تواصلك مع الآخرين عبر التطبيقات المختلفة أو الـ«سوشيال ميديا» يشعرك بالدفء والألفة، أم إنه يزيد من شعورك بالوحدة والعزلة؟ وفقاً لموقع مستشفى Mclean Hospital الأمريكي للصحة النفسية، وفي دراسة أجرتها جامعة بنسلفانيا الأمريكية عام 2018 على 143 طالباً لمدة 3 أسابيع، تم تقسيم الطلاب إلى مجموعتين، مجموعة خفضت وقت تصفحها اليومي لمواقع التواصل الاجتماعي إلى نحو 45 دقيقة فقط يومياً، ومجموعة أخرى تابعت تصفحها بالشكل المعتاد.
في نهاية المدة أبلغت المجموعة الأولى عن تحسّن ملحوظ في شعور أفرادها بالوحدة والاكتئاب، على عكس المجموعة الثانية.
لذلك حاول أن تتواصل فعلياً، وليس فقط افتراضياً، مع الأشخاص المهمين في حياتك مثل أسرتك وأصدقائك، وستجد لهذا وقعاً إيجابياً على حالتك النفسية والمزاجية.