مجلة كل الأسرة
24 يوليو 2024

عازفة القانون فرح فارسي تبحر مع جمهور مكتبة محمد بن راشد في رحلة "النور الأبدي"

محررة في مجلة كل الأسرة

عازفة القانون فرح فارسي تبحر مع جمهور مكتبة محمد بن راشد في رحلة

فرح فارسي.. اسم ارتبط بسحر آلة القانون، تلك الآلة العريقة التي تحمل في نغماتها حكايات الشرق وتراثه الغني، فقد استطاعت الشابة التونسية فرح فارسي أن تخطف أنظار العالم بعبقريتها الموسيقية وإتقانها لآلة القانون، لتصبح رمزاً من رموز الموسيقى العربية المعاصرة.

خصوصاً أنها تتميّز بأسلوبها الفريد في العزف وقدرتها على مزج الموسيقى العربية الكلاسيكية بالموسيقى العالمية المعاصرة، ما أضفى على أعمالها طابعاً خاصاً ومبتكراً.

عازفة القانون فرح فارسي تبحر مع جمهور مكتبة محمد بن راشد في رحلة

حاورت «كل الأسرة» فرح فارسي خلال مشاركتها أمسية موسيقية استثنائية بعنوان «النور الأبدي»، التي نظمتها مكتبة محمد بن راشد، مؤخراً، وقدّمت خلالها عرضاً موسيقياً تفاعلياً على آلة القانون، يجمع بين الأصالة والمعاصرة في مزيج فريد من نوعه.

وقد حقّقت الفنانة التونسية فرح الفارسي، المعروفة بأسلوبها المبتكر في العزف على القانون، شهرة واسعة في العالم العربي وأوروبا.

عازفة القانون فرح فارسي تبحر مع جمهور مكتبة محمد بن راشد في رحلة

مشاركات عربية وعالمية

حول رحلتها الفنية، قالت فرح: «بدأت مسيرتي الموسيقية في المعهد الموسيقي، ثم طوّرت شغفي العميق بآلة القانون، لديّ ألحان خاصة في ألبوم سابق، وأطلقت ألبوماً جديداً مؤخراً، كما تعاونت مع العديد من كبار الفنانين العرب والعالميين، وأحضّر حالياً لمشروع فني كبير، يشمل الموسيقى والمسرح والشعر.

ولديّ عرض سأقدّم به ألحاني الخاصة، وألحاناً تراثية معروفة، وبشكل عام فقد قدّمت العديد من العروض الموسيقية في مسارح متنوعة حول العالم، من تونس إلى فرنسا وإسبانيا وتركيا والكويت ودولة الإمارات والجزائر، حيث أبهرت الجمهور، ودمجت فيها بين الأنماط الموسيقية وقدمت نهجاً معاصراً لآلة القانون».

عازفة القانون فرح فارسي تبحر مع جمهور مكتبة محمد بن راشد في رحلة

رسالة الآلة الموسيقية.. حب وأحاسيس عميقة

تناولت فرح الفارسي في حديثها دور الموسيقى في إيصال الرسائل، وأوضحت «الآلة الموسيقية وسيلة للتعبير عن مشاعر وأحاسيس مختلفة، وبالنسبة لآلة القانون، فهي أداة ككل الأدوات الموسيقية لإيصال رسالة، وهي دعوة إلى الحياة، ووسيلة لتنقل ما يشعر به الفنان من أحاسيس، وتواصل بين الفنان والآلة الموسيقية التي يعبّر من خلالها عن نفسه وعن مشاعر معينة.

بحيث يمكن لهذه الآلة أن تُبكي، تُفرح، تُثير الغضب وتُسبب السعادة، تعبر عن حب أو حتى يأس، عن أحاسيس عميقة بطريقة لحظية، وتعبر عن تواصل بين المستمع للحن وأشخاص آخرين، فالموسيقى أداة سامية تعزز علاقات البشر بكل ما يحيط به، وتلامس روح وقلب العازف والجمهور كذلك».

عازفة القانون فرح فارسي تبحر مع جمهور مكتبة محمد بن راشد في رحلة

كما أكدّت فرح على دور التكنولوجيا في موسيقى القانون «التقنيات الحديثة أثّرت بشكل إيجابي؛ لتبرز قوة الجمل اللحنية التي يمكن إيصالها أثناء العزف، وتزين الأصوات التي تخرجها آلة القانون، خصوصاً أن القانون آلة ثرية جداً، حتى من دون أي تدخلات خارجية.

يمكن أن تعطي هذه الآلة أصواتاً لا متناهية، وبها مجال واسع بالنسبة للأصوات التي تخرج من الأوتار، مثل أصوات الطبيعة على سبيل المثال، الحيوانات، الإيقاعات، أو معنى أي صوت نريد أن نوصله للجمهور».

جذب الجيل الجديد للتراث الموسيقي

تسعى فرح الفارسي من خلال موسيقاها إلى نشر الثقافة الموسيقية العربية، وإبراز جمال آلة القانون، وإثبات أن الموسيقى لغة عالمية تتجاوز الحواجز اللغوية والثقافية «آلة القانون ليست مرتبطة بوقت أو جيل معين، فكل شخص لديه الأسباب التي تجعله يتعلق بموسيقى معينة، فهناك أشخاص ليست في ثقافتهم آلة القانون، ولكنهم لظروف معينة يمكن أن يكتشفوها ويتعلموها.

على الرغم من تعلّق الجيل الجديد بالموسيقى المعاصرة، هناك الكثير من الأطفال يقبلون على تعلم عزف القانون، فالموسيقى ليست حكراً على أحد، بل يمكن أن تنافس موسيقى الجاز والعديد من أنواع الموسيقى المعاصرة، فهي تحاكي كل الألحان ويمكن أن تنفتح على كل الثقافات؛ كي تجذب شبابنا للاعتزاز بثقافتنا الفنية الأصيلة، وضمان الحفاظ على تراثنا العربي من خلال جذب هذه الفئة من الشباب المنفتح على العالم، وإلغاء أي حواجز في الآلات الشرقية مثل آلة القانون».

تعزيز قيم التسامح والمحبة

وحول أمسية «النور الأبدي» في مكتبة محمد بن راشد، أشارت فرح الفارسي «هي رحلة فنية عميقة نستكشف من خلالها القيم الإنسانية والروحانية، عبر مجموعة متنوّعة من المقطوعات الموسيقية التي تعكس مواضيع مثل الوطن، والحب، والألم، والسلام، والفرح، مع التركيز على تعزيز قيم التسامح والمحبة، والتفاعل الفكري والتأمُّلي في ظل الأجواء الروحانية الفريدة التي تنشرها آلة القانون».