اندلع خلاف حاد بين شابين على فتاة بعد أن ادعى كل منهما أنها خطيبته وأنه الأحق بها، ليصل الأمر بينهما إلى مشادات كلاميّة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ثم تطوّر الأمر إلى رسالة تهديد بالقتل عبر برنامج «واتساب».
تفاصيل قصة الشابين مع الفتاة، اطلعت «كل الأسرة» عليها من حكم صادر عن المحكمة الابتدائية في دبي، التي نظرت في قضيّة التهديد بالقتل على خلفيّة هذا الخلاف والصراع الشائك بينهما، وبيّنت ما انتهى إليه مصير الفتاة ومَن اختارت منهما.
رواية الشاب الأول
قدّم الشاب الأوّل روايته عمّا حدث وتفاصيل قصته مع الفتاة، مشيراً إلى أنه يعرفها منذ فترة، وأنهما مخطوبان لبعضهما البعض بعد الاتفاق فيما بينهما على مختلف الإجراءات لإتمام الزواج، وأنه لم يكن يعرف الشاب الثاني من قبل، إلا أنه ومنذ ما يقارب الشهرين تعرف عليه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بعد تلقيه طلب إضافة منه.
وأوضح «الأول» أنه بعد تلقيه طلب الإضافة من الثاني دخل إلى صفحته في «فيسبوك»، وأخذ يطالع الصور المرفوعة فيها ليتفاجأ بصورة خطيبته معه، فدخل على الفور إلى برنامج المحادثة «الماسنجر» وبدأ في الحديث معه.
يقول الشاب الأول «أبلغته بأن الفتاة في الصورة معه هي خطيبتي الآن، وسألته عن طبيعة علاقته معها حالياً، ثم دخلنا في مشادة كلاميّة بعد أن أخبرني أنه على علاقه معها، وأنها خطيبته»، وأضاف «طلبت منه أن يبتعد عنها فوراً»، فردّ عليّ قائلاً (ماذا ستفعل.. هل ستقتلني؟)، فقلت له «نعم سأقتلك».
وفقاً للشاب الأول فقد استمر النقاش الحاد مع الثاني لمدة عبر الـ«فيسبوك» وأبلغه أن الفتاة الآن هي خطيبته، وأن عليه الابتعاد عنها، ثم اتفقا معاً على اللقاء في أحد المراكز التجارية لإنهاء الخلاف.
لقاء ونقاش حاد
يؤكّد الشاب الأول أنه التقى بالثاني في المركز التجاري، وجرى بينهما نقاش حاد، وأبلغه أن الفتاة تعتبر اليوم خطيبته وشرح له كيف تعرّف عليها، مُجدّداً طلبه منه بالابتعاد عنها، إلا أن اللقاء انتهى بمشادة كلاميّة، ثم افترقا وكل منهما كان مُتمسّكاً برأيه بأن الفتاة هي خطيبته، وأن على الآخر أن يتنحى.
يقول الشاب الأول «بعد عدة أيام من اللقاء، تفاجأت برسالة على تطبيق «واتساب» من رقم هاتفه، تحتوي على صورة لورقة مطبوع عليها (لو رأيتك مع الفتاة سأقتلك).
نتيجة للمشادة الكلاميّة والصراع الحاد على الفتاة، أخذ الشاب الأول رسالة التهديد على محمل الجد، وتوجه إلى مركز الشرطة، وقدّم بلاغاً ضد الشاب الثاني.
الشاب الثاني: سرق خطيبتي
ألقت الجهات الشرطيّة القبض على الشاب الثاني بعد رسالة التهديد، حيث قدّم روايته وقصة علاقته بالفتاة، قائلاً «إنها خطيبته منذ 3 سنوات، وهو يعرفها جيّداً، وأنه تحدث مع الأول على الـ«فيسبوك» وسأله عن طبيعية العلاقة بينهما وطلب منه أن يبتعد عنها».
أضاف الثاني «بعد الحديث على الـ«فيسبوك» التقيت به في المركز التجاري، وقال لي إن الفتاة هي الآن خطيبته، فرددت عليه: كيف هي خطيبته وأنا من خطبتها أولاً؟ فبدأ في تهديدي بأنه سيقوم بسجني».
وتابع «بعد اللقاء، توجهت إلى مطبعة وطبعت ورقة كتبت عليها عبارة «لو رأيتك مع الفتاة سأقتلك»، وأرسلتها له عبر تطبيق «واتساب»، وذلك لأنني كُنت غاضباً جدّاً لأنه سرق خطيبتي مني».
مُتّهم بالتهديد بالقتل
برسالة التهديد، ورّط الشاب الثاني نفسه في قضيّة جنائيّة، فرفعت النيابة العامة في دبي لائحة اتهام بحقّه إلى الهيئة القضائيّة في المحكمة الابتدائيّة، موجهةً له تهمة «تهديد الأول بالقتل من خلال رسائل الواتساب».
وطالبت النيابة العامة بمعاقبة الثاني عملاً بالمادة 42 من مرسوم بقانون اتحادي رقم 34 لسنة 2021 في شأن مكافحة الشائعات والجرائم الإلكترونية، والتي تنص «يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين والغرامة التي لا تقلّ عن 250 ألف درهم ولا تزيد على 500 ألف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ابتزّ أو هدّد شخصاً آخر لحمله على القيام بفعل أو الامتناع عنه وذلك باستخدام شبكة معلوماتيّة أو إحدى وسائل تقنيّة المعلومات».
غرامة للثاني و «زواج للأول»
نظرت المحكمة الابتدائيّة في القضيّة ورأت أن إقرار الشاب الثاني في الشرطة والنيابة بإرساله للرسالة وتعمّده تهديد المجني عليه «الأول»، يؤكّد توافر أركان الجريمة بحقه، لذلك قضت بتغريمه مبلغ 5 آلاف درهم، بعد أخذه بالرأفة والرحمة لظروف الدعوى وملابساتها وظروف المتهم نفسه.
وأما حول مصير الفتاة، فوفقاً لأقوال الشاب الأول، فإنه عقد قِرانه عليها بعد الواقعة، وأصبحت زوجته الآن.