12 أغسطس 2024

اكتشف فوائد اعتماد الذكاء الاصطناعي في المدارس.. طلبة متفوقون وتعليم مختلف

محررة في مجلة كل الأسرة

اكتشف فوائد اعتماد الذكاء الاصطناعي في المدارس.. طلبة متفوقين وتعليم مختلف

بدأت بعض المدارس في الإمارات بإدخال الذكاء الاصطناعي في الصفوف الدراسية في مجال التعلم الاجتماعي والعاطفي، الذي يُعدّ عنصراً محوريّاً في تنميّة قدرات الطلاب في إدارة المشاعر وبناء علاقات اجتماعيّة إيجابيّة.

ومن شأن هذا التوجه أن «يتيح للمعلمين تحديد الطلبة الذين يحتاجون إلى دعم إضافي بدقة أكبر مقارنةً بالاعتماد على المؤشرات التحذيرية التقليدية، ناهيك عن إرسال التنبيهات إلى المعلمين ومستشاري المدارس حول التدخّل المبكّر وتقديم الدعم للطلبة».

فما فوائد الذّكاء الاصطناعي على المسار الأكاديمي وأهميّته في تدعيم التعلّم العاطفي والاجتماعي لدى الطلاب؟

اكتشف فوائد اعتماد الذكاء الاصطناعي في المدارس.. طلبة متفوقين وتعليم مختلف
شيفاني ستمبف

تؤكّد شيفاني ستمبف، الرئيس التنفيذي لشؤون المنتجات والابتكار في «باور سكول»، مزوّد رائد للبرمجيات القائمة على السحابة في مجال التعليم الأساسي من رياض الأطفال إلى المرحلة الثانوية، أن الذّكاء الاصطناعي يلعب دوراً رئيسيّاً في تعزيز التعلّم الاجتماعي والعاطفي بطرق مختلفة لدى الطلبة «في منهجيتنا الشاملة لتعليم الأطفال في «باور سكول»..

نقوم بدمج التعلّم الاجتماعي والعاطفي، مما يسهّل على المعلمين عناء هذه المهمّة التي تمثّل إحدى الأولويات الرئيسية ضمن مسؤولياتهم، تركّز هذه الاستراتيجية على الأداء الأكاديمي للطلبة ونموهم على الصعيدين الاجتماعي والعاطفي..

ويكتسب هذا المنظور الشامل أهميّة كبيرة، نظراً لقدرته على تلبية الاحتياجات الفرديّة للطلبة، ومكافأتهم عند إظهارهم للسلوكيّات التي تشجّعها المدارس؛ وغالباً ما يكون ذلك جزءاً من مبادرات أوسع نطاقاً لبرامج التدخلات السلوكيّة الإيجابيّة وأشكال الدعم».

توضح مثالًا «يوفر المساعدون القائمون على الذكاء الاصطناعي تجارب تعلّم شخصيّة مصمّمة خصّيصاً لتلبية احتياجات التعلّم الاجتماعي والعاطفي الفريدة لكلّ طالب، وعلى الرغم من كونهم في المستوى الدراسي نفسه..

يختلف مستوى معرفة الطلبة للمواضيع المتنوّعة، ما يستلزم توفير مسارات تعلم مخصصّة، ويعمل المعلّمون القائمون على الذكاء الاصطناعي كمرشدين شخصيين ويقدمون الدعم للطلبة في مسيرة تعلّمهم، وتقترح أنظمة المساعدة الصوتيّة المعزّزة بالذكاء الاصطناعي، مثل مساعد باور بادي، للطلبة طرقاً للتعمّق في مختلف المواضيع..

ما يضمن حصولهم على المساعدة بما يتوافق مع أنماط التعلّم المفضّلة لديهم، وبالتالي تعزيز أمنهم العاطفي، كما تتيح تطبيقات الذكاء الاصطناعي هذه للطلبة تنميّة الوعي الذاتي..

من خلال تقديم ملاحظات مستمرّة لكل من الطلبة وأولياء أمورهم والمعلمين في ما يتعلق بنقاط القوّة لدى الطلبة والمجالات التي تحتاج إلى التحسين».

اكتشف فوائد اعتماد الذكاء الاصطناعي في المدارس.. طلبة متفوقين وتعليم مختلف

أهمية اعتماد الذّكاء الاصطناعي للمعلّمين

وللمعلّمين حصة من هذا التوجّه، حيث «تساعد أنظمة المساعدة المعزّزة بالذّكاء الاصطناعي المعلّمين على أداء المهام التي تتطلّب جهداً كبيراً، مثل إنشاء التقييمات أو تحليل مجموعات البيانات الضخمة..

ما يسهم في توفير مزيدٍ من الوقت للمعلّمين وتكريس اهتمام أكبر بدعم التطوّر العاطفي للطلبة في الصفّ، نظراً لكونها مهام تتطلّب التفاعل البشريّ وتعزيز التفاهم».

تشرح ستمبف «يمكن للذّكاء الاصطناعيّ تحليل المشاعر بالاستناد إلى مجموعات بيانات المسح لتعزيز فهم المهارات الأساسيّة في التعلم الاجتماعي والعاطفي، من خلال تحليل النبرة العاطفيّة (إيجابيّة أو سلبيّة أو محايدة) لحالات التواصل ضمن استبيانات الطلبة وأولياء الأمور والموظفين..

يتيح تحليل المشاعر إجراء معالجة سريعة لأحجام كبيرة من الاستجابات لتقييم المشاعر العامة في كلّ مجموعة».

ولا يقتصر دمج الذّكاء الاصطناعي في التعليم من خلال أدوات مثل باور بادي على تخصيص تجارب التعلم فحسب، وإنّما يتخطاها إلى دعم المعلّمين في منح الأولويّة للنمو العاطفي للطلبة..

ويمثّل هذا التعاون بين الإنسان والتكنولوجيا أمراً محوريّاً في تعزيز مبادرات التعلّم الاجتماعي والعاطفي ضمن المنظومة التعليميّة.

وإذ باشرت العديد من المدارس في دولة الإمارات باستخدام الذكاء الاصطناعي في الصفوف لتعزيز التعليم المخصّص والمبادرات وإجراء تحليلات شاملة للبيانات، فإنّ هذه الجهود تتركّز على توفير أنظمة للطلبة والمعلمين وأولياء الأمور لتسهيل دمج الذكاء الاصطناعي في سير العمل اليومي الخاص بهم.

تقول المدير التنفيذي للابتكار «يعتمدون منهجية متوافقة مع مختلف الأنظمة في «باور سكول»، حيث يجمعون البيانات الحالية والقديمة ضمن منصّة موحّدة، ما يعزّز قدراتهم على تحقيق النجاح في المستقبل من خلال ضمان استناد توصيّات الذّكاء الاصطناعي إلى تحليلات قويّة قائمة على البيانات واستثمار إمكانات الذّكاء الاصطناعي لتحويل البيانات إلى أهداف واقعيّة تساعد على تحقيق نتائج أفضل للطلبة».

اكتشف فوائد اعتماد الذكاء الاصطناعي في المدارس.. طلبة متفوقين وتعليم مختلف

كيف يكشف الذّكاء الاصطناعي ضعف الطالب ويقدّم الحلول؟

ولكن، كيف تكشف تقنيات الذكاء الاصطناعي الطلبة المعرضين لخطر عدم التخرّج في الوقت المحدّد؟ وما مدى فعاليتها في معالجة ذلك؟

تجيب ستمبف «يستفيد نموذج المخاطر ضمن قسم التحليلات والرؤى في باور سكول من تقنيات تعلّم الآلة والتحليلات التنبؤية لتحديد الطلاب المعرّضين لعدم التخرج في الوقت المحدد، ويقيّم النموذج احتمالية تخرّج كلّ طالب في الوقت المحدّد اعتماداً على تحليل البيانات طويلة الأمد..

ما يتيح للمعلّمين تحديد الطلبة الذين يحتاجون إلى دعم إضافي بدقّة أكبر مقارنةً بالاعتماد على المؤشرات التحذيريّة التقليديّة فقط بحيث يعزّز النظام القائم على الذّكاء الاصطناعي القدرات التحليليّة للمدارس، من خلال تجميع قواعد البيانات الموسّعة..

ما يتيح لها الحصول على فهم أعمق حول تطوّر الطلبة ووضع الخطط الأنسب لدعم نموّهم، كما يحافظ النظام على الدور المحوري للمعلّمين في تقديم الدعم المخصّص لكلّ طالب، وذلك انسجاماً مع الالتزام بالدمج المسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن البيئات التعليميّة وفقاً لمنهجيّة متمحورة حول الإنسان».

من هنا، تُستخدم تقنيّات الذّكاء الاصطناعي في إرسال التنبيهات إلى المعلّمين ومستشاري المدارس حول التدخّل المبكّر وتقديم الدعم للطلبة المعرّضين للخطر بشكل استباقي، ما «يضمن تزويدهم بالمساعدة اللازمة في الوقت المناسب..

كما يمكن للمديرين توظيف تقنيّات الذّكاء الاصطناعي لرصد التوجهات العامة في مدارسهم أو مؤسساتهم، مثل التغيرات في معدّلات الغياب ومتوسط درجات الاختبارات».

وتوجز ستمبف «تسهم تقنيّات الذّكاء الاصطناعي من باور سكول في تعزيز التواصل الشخصي مع أولياء الأمور، من خلال توفير إشعارات استباقيّة ومساعدة فوريّة وتواصل ثنائي الاتجاه مع المدرسة، ما يتيح لأولياء الأمور المشاركة الفاعلة في العمليّة التعليميّة لأبنائهم، ويسهم في إرساء منظومة داعمة للطلبة في كلٍ من البيت والمدرسة.

وعلى سبيل المثال، يمكن لأولياء الأمور تلقي تحديثات دوريّة وتحليلات حول التقدّم الأكاديمي لأبنائهم، إلى جانب رؤى حول المسارات المهنية المحتملة لهم، وغيرها من الجوانب التعليميّة التي تساعدهم على تحديد أفضل الطرق لدعم أبنائهم خارج المدرسة».