21 أغسطس 2024

في اليوم الدراسي الأول.. طلبة يوثقون مشاعرهم وأفكارهم ويشاركونها عبر الـ"سوشيال ميديا"

محررة في مجلة كل الأسرة

في اليوم الدراسي الأول.. طلبة يوثقون مشاعرهم وأفكارهم ويشاركونها عبر الـ

في عصر الـ"سوشيال ميديا"، لم تعد العودة إلى المدارس والجامعات أمراً عادياً وخاصاً في حياة الطلبة، فقد تحول اليوم الدراسي الأول إلى حدث توثقه المنصات المختلفة وفي طليعتها «تيك توك»..

حيث يتسابق الطلبة من جميع الفئات العمرية والمراحل الدراسية إلى التقاط الصور ومقاطع الفيديو التي تتحدث عن عودتهم إلى مقاعد الدراسة بعد الإجازة الصيفية وتفاعلهم معها.

في اليوم الدراسي الأول.. طلبة يوثقون مشاعرهم وأفكارهم ويشاركونها عبر الـ

كيف يبتكر الطلبة ما يوثق يومهم الدراسي الأول عبر منصات الـ"سوشيال ميديا"؟ وكيف يكون انطباع المتابعين حول شخصيات الطلبة المختلفة؟ وما أهمية ذلك في تخليد ذكريات مرحلة لا تنسى؟

تصوير وتوثيق اليوم الدراسي الأول ظاهرة اجتماعية تعكس اهتمام الشباب بالتواصل الاجتماعي، والتعبير عن أنفسهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال السعي إلى جذب الانتباه وتعزيز أهمية اليوم الدراسي الأول بتوثيقه صوراً وكلاماً وحركة، ومن ثم استلهام طاقة إيجابية من خلال التعليقات المحفزة من أصدقاء ومتابعين.

ولا تقتصر هذه الظاهرة على عكس فرحة الطلبة بالعودة إلى الدراسة، إنما هي فرصة للتعبير عن مشاعر متضاربة ومتناقضة تتراوح بين السعادة والقلق والحماسة.

كان لنا لقاء مع بعض الطلبة، فتحدثوا عن تلك المشاركات التي تسهم إما بنشر التوعية وتبادل الخبرات أو بتقديم حلول لمشكلات معينة:

الحاجة إلى التعبير عما يميزنا

يقول الطالب خالد سالم: «في بداية العام الدراسي، نشعر أحياناً برغبة قوية في الانتماء إلى مجموعة اجتماعية، خصوصاً عند الانتقال إلى مرحلة دراسية جديدة، نريد فيها التعبير عن هويتنا وعما يميز شخصيتنا من خلال الفيديوهات التي نصورها ونشاركها في حسابتنا الشخصية، أو في «جروب» المدرسة..

فهذه الفيديوهات ترفع من معنوياتنا وتزيل حاجز الخجل بيننا وبين الزملاء الجدد وهي وسيلة لتخليد الذكريات الجميلة، والعودة إليها في المستقبل».

في اليوم الدراسي الأول.. طلبة يوثقون مشاعرهم وأفكارهم ويشاركونها عبر الـ

فيديوهات نصائح وتوعية للآخرين

أما نيللي محمود، فتحرص على مشاركة فيديوهات حول كيفية الحصول على الكتب، أو عمل حائط لتدوين الأفكار والخطط والملاحظات فتقول: «الفيديوهات التي نصورها كطلبة تكون أحياناً توعوية وليست لمجرد التسلية، فكما نشارك نصائح دراسية، يمكن أن نصور كيفية استخدامنا لوسائل العناية بالبشرة المناسبة لجو المدرسة، أو عمل «ترند» تسريحة شعر مدرسية، هذه الأمور البسيطة تجعل العام الدراسي لطيفاً وتزيد من حماستنا وشغفنا بشكل عام».

مشاركة الفيديوهات تعزز روح الفريق

من جانبه، يبين يوسف عزام: «أحب التصوير وعمل مونتاج وتغيير الأصوات للحصول على فيديوهات ممتعة أشاركها أصدقائي، خصوصاً في اليوم الأول من الدراسة، فهذه المقاطع تعزز روح الفريق لدينا، وتعطي انطباعاً عن تماسكنا وترابطنا لسنوات دراسية طويلة نستمر فيها معاً».

في اليوم الدراسي الأول.. طلبة يوثقون مشاعرهم وأفكارهم ويشاركونها عبر الـ

تغير الصور النمطية وتبعد الملل

في حين تصف مرام طارق المقاطع التي يتم تصويرها ونشرها في اليوم الدراسي الأول، بأنها تبعث على السعادة «هاشتاغ» #أول_يوم_مدرسي و#عودة_المدارس، من أكثر الوسوم مشاهدة، خصوصاً عندما تكون مبتكرة..

وتكون مشاركة تفاصيل الاستعداد للمدرسة بطرق إبداعية وطريفة، كما تعكس صورة غير نمطية عن العلاقة بين الزملاء والمعلمين، فهذا الأمر يقتل الشعور بالقلق والملل الذي يصيب الطلبة في بداية العام».

تفاعل يتجاوز الطلبة إلى الأهل

ترى سارة زياد في توثيق اليوم الدراسي الأول، وسيلة للتعبير عن المشاعر المختلطة التي تصيب الطلبة في هذا اليوم، قائلة: «قد يشعر بعض الطلبة بالتوتر والقلق، فيجدون من يخفف عنهم من خلال ما يشاركونه من مشاعر عبر الـ«سوشيال ميديا»، حيث كتب أحدهم: «اليوم كان مليئاً بالمفاجآت»، «قابلت أصدقاء قدامى» و«كونت صداقات جديدة!» بينما شارك آخر صورة له في الصف مع تعليق: «أشعر بالتوتر، لكنني متحمس لتعلم أشياء جديدة»..

وهذا التنوع في تجارب الطلبة في اليوم الأول يزيد من حالة الحماسة والإثارة. ومن جهة أخرى، لا يقتصر التوثيق على الطلبة فقط، فالأمهات أيضاً يشاركن هذه اللحظات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال نشر صور لأبنائهن وهم يرتدون زيهم المدرسي، مرفقة بتعليقات تعبر عن فخرهن وسعادتهن بهذه المرحلة الجديدة».

في اليوم الدراسي الأول.. طلبة يوثقون مشاعرهم وأفكارهم ويشاركونها عبر الـ

نصائح لحماية خصوصية الطلبة

قدمت المستشارة النفسية والتربوية مروة شومان، نصائح للطلبة الذين يصورون مقاطع تتعلق بالحياة المدرسية، ولفتت للتهديدات التي قد يتعرض الطلبة لها مثل التنمر الإلكتروني والتحرش، عند نشر معلومات شخصية أو صور خاصة على الإنترنت..

وأضافت «لا مانع من مشاركة الطلبة أفكارهم مع آخرين خارج نطاق المدرسة ما يثري المهارات الحياتية وقنوات التواصل مع العالم الخارجي، وهي أيضا وسيلة لصنع ذكريات ممتعة مما يسهم في إفراز «الدوبامين» وهو الهرمون المسؤول عن تعزيز الذكريات الجميلة، وهو ناقل عصبي يلعب دوراً مهماً في النظام المكافئ في الدماغ، ويعزز الشعور بالسعادة والمتعة..

ولكن يجب على الطلبة تحقيق التوازن بين الحياة الواقعية والعالم الافتراضي، وعدم السماح لـ«السوشيال ميديا» بالتأثير سلبياً على دراستهم وعلاقاتهم الاجتماعية، فقد يشعر بعض الطلبة بضغط اجتماعي كبير لنشر صور ومقاطع فيديو جذابة، ما قد يؤدي إلى مقارنتهم أنفسهم بالآخرين والشعور بالنقص..

لذا يجب عليهم أن يكونوا على دراية بالمخاطر التي قد يتعرضون لها عند استخدام الـ«سوشيال ميديا»، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم، مثل اتباع «ترند» لا يناسب ثقافاتنا ولا ديننا، أو اكتساب سلوك سيئ مثل عدم احترام خصوصيات الآخرين والتصوير دون أخذ موافقة الأشخاص، أو تعريض الآخرين لحالة نفسية سيئة نتيجة التنمر أو السخرية من محتوى الفيديو».