غالباً ما يترافق دخول بعض أطفالنا إلى المدرسة مع عقبة تكوين صداقات وبالأخص إذا كانت فئة منهم تتسم بالانطوائية وعدم القدرة على التكيف مع الوضع الجديد.
فما دور الأهل في إرشاد أبنائهم نحو عقد صداقات صحية سواء للأطفال الذين يدخلون المدارس للعام الأول أو للطلبة الذين لا يعرفون كيفية إدارة علاقاتهم؟ وكيف نعزز مفهوم الصداقة لدى أبنائنا ونرسخ لديهم أهمية هذا البعد؟
تجد مها المازمي، خبيرة في التعليم المرن وفي الأمومة الإيجابية والوالدية الإيجابية، أن الصداقة محور مهم جداً للأطفال في المدرسة «هناك أطفال اجتماعيون ذوو شخصيات واثقة يستطيعون بناء صداقات بسرعة، في حين بعض الأطفال انطوائيين وآخرين يتسمون بقوة الشخصية ولكن صداقاتهم محدودة».
توضح «كأم، كنت أشجع أطفالي على عقد صداقات مع الأخذ بالاعتبار السلوكيات الصحيحة لدى الطرف الذي نتخذه صديقاً، كأن يتسم بالتهذيب، احترام معلميه وأصدقائه، لا يشاغب في الصف، لا يتنمر على زملائه أو يتلفظ بعبارات خارجة، وبات أبنائي يختارون أصدقاءهم بأنفسهم وعن قناعة وتكون قناعاتهم منسجمة مع أخلاقيات أقرانهم استناداً إلى مقولة (الصاحب ساحب)».
ترسيخ هذه المعايير لا بد أن يتم في مراحل مبكرة «تلقين أطفالنا هذه المبادئ من مراحل الروضة ترسخ لديهم مبدأ «الانتقائية» للأصدقاء ليكون، عند دخول المدرسة، مبرمجاً على اختيار الصديق الحقيقي والمناسب، وأهمية هذا التوجه تنبع من كون بعض الصداقات في المدرسة تدوم إلى آخر العمر».
أسس عقد الصداقات
ومن هذا المنطلق، تركز المازمي على أهمية:
في هذا السياق، يجب أن يتنبه الأهل لضرورة اكتساب الطفل لمهارة عقد صداقات قبل خوض مجال المدرسة، عبر آليات عملية تستعرضها المازمي:
لماذا يفشل الطفل في تكوين الصداقة؟
من جهتها، تسلط ماريان يوسف إبراهيم، أخصائي نفسي أطفال، استشاري علاج أسري وتربوي وتربية جنسية، الضوء على الأسباب الرئيسية الكامنة وراء الفشل في تكوين أبنائنا في مرحلة المدرسة:
دور الأهل في إرشاد الأبناء لتكوين صداقات صحية سليمة
أولاً: الطفل يجب أن ينشأ في بيئة اجتماعية أسرية سوية على أسس تربوية سليمة بعيداً عن التدليل الزائد أو الحماية الزائدة أو تعنيف أسري أو حرمان بيئي، وتنشئته على أسس ومبادئ سليمة تحفزه على اختيار الصديق الذي يشبهه.
ثانياً: تسجيل الطفل، بعد عمر السنتين، في حضانة ليكتسب خبرات الصداقات والتفاعل مع الأطفال في نفس المرحلة العمرية، فيشعر بقوة الشخصية والاستقلال النفسي عن الأم ويكون أفضل مهارياً وتفاعلياً واجتماعياً.
ثالثاً: الأسرة هي النافذة الأولى التي ينظر منها الطفل نحو العالم الخارجي ويحكم منها على هذا العالم. فإما تشوه الأسرة هذا البعد أو تدعمه فيكون إنساناً سوياً ويستطيع إقامة صداقات مع أقرانه وتوظيف التفاعلات الاجتماعية الإيجابية في علاقاته.
رابعاً: توفير مساحة أمان بين الأم أو الأب وطفلهما عبر إقامة حوار وتعزيز ملامح الصداقة بين الطرفين، ما يرشده إلى اختيار موفق لأصدقائه على أسس أخلاقية ودينية سليمة.
خامساً: الأم هي المصدر الأساسي للطفل في كل ما يمكن أن يتعلمه مستقبلاً من مهارات وآليات تعامل مع واقعه الجديد، وتماسها مع طفلها يساهم في تنشئة طفل سوي قادر على تكوين الصداقات.