17 يوليو 2021

هكذا تعكس رسومات الأطفال مشاعرهم وانفعالاتهم

محررة في مجلة كل الأسرة

هكذا تعكس رسومات الأطفال مشاعرهم وانفعالاتهم

«في رسمتي حل لمشكلتي» جملة تحمل دعوة للكثير من الأهالي والقائمين على العملية التربوية في مراحلها الأولى خاصةً إلى إعادة التفكير والتعامل مع رسومات الأطفال على أنها ليست مجرد «خربشات» إنما هي طريقة للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم وانفعالاتهم التي لا يمكنهم التعبير عنها لفظياً، لتكون الألوان والمساحة التي يمنحها الطفل لرسمته وقوة خطوطه والمكان الذي يمنحه لرسمته على الورقة طريقة للكشف عن همومه وأحاسيسه.

تمحورت ورشة العمل، التي نظمتها جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية وقدمتها الأخصائية الاجتماعية ومدربة أخصائيات الخدمة الاجتماعية فاطمة علي الظنحاني، حول أهمية الالتفات إلى رسومات الأطفال وقراءتها وفهمها بشكل جيد كوسيلة تعبيرية للكشف عن المشاعر والمشكلات التي يتعرضون لها ومحاولة معالجة آثارها السلبية.

دور الرسم في حياة الطفل

هكذا تعكس رسومات الأطفال مشاعرهم وانفعالاتهم

تقول الظنحاني «في الوقت الذي يمكن للبالغ المقدرة للحديث والتعبير عن مشاعره وانفعالاته بالكلام أو لغة الجسد يكون الرسم لغة الطفل الوحيدة في التعبير عن تلك الأحاسيس، فالرسم لغة عالمية يشترك بها جميع أطفال العالم من خلال رموز وفنيات مختلفة ويمكن تقسيم رسومات الأطفال إلى:

  • الرسم الإبداعي: هو التفنن في الرسم
  • التجربة الوجودية: هي الرسم لإثبات الذات
  • التجربة الإسقاطية: وهي "إسقاط كل ما يمر به الطفل على الورق" تشبه الظنحاني الطفل في التجربة الإسقاطية بالآلة الطابعة «مرحلة الطفولة هي مرحلة الاكتساب والتلقي مرحلة المشاعر الواقعية يرسم ويعبر فيها عن الواقع وكل ما يراه فعلياً في الواقع».

متى يمكن للطفل أن يعبر عن مشاعره؟

هكذا تعكس رسومات الأطفال مشاعرهم وانفعالاتهم

تختلف طريقة تعبير الطفل باستخدام الرسم حسب المراحل العمرية المختلفة، رسومات المراهقين تختلف عن مرحلة الطفل من عمر 6 إلى 7 كما تختلف طريقة التعبير للطفل من عمر 3 إلى 6 سنوات.

تشرح الظنحاني تفسيرات رسوم الأطفال «تكون العائلة محور اهتمام الطفل في رسوماته في المرحلة الأولى من حياته وإن بالغ في الحذف أو التغيير في رسمته إلا أنه يميل لرسم أشخاص واقعيين، ففي رسمه لأبيه وأمه مع وردة تعبير عن مدى إعجابه واهتمامه بالوردة التي قدمها أبوه لأمه وهي دليل على الفرح والسعادة.

وتردف" كما في رسمته لأبيه وأمه متشابكي الأيدي ورسمه لنفسه معهم يدل على سعادته وفرحه، ورسمة طفل لأمه وأبيه بوجوه حزينة أو غاضبة دون أن يرسم نفسه تكشف عن خلافات أسرية ومشاكل نفسية يعانيها الطفل، الرسم أعلى الصفحة دليل على استخدامه للخيال أما الرسم أسفل الصفحة فهو دلالة على عدم إحساسه بالأمان أما الرسم وسط الصفحة فهو إشارة لطلب الاهتمام والانتباه".

هكذا تعكس رسومات الأطفال مشاعرهم وانفعالاتهم

وعن حجم الرسمة في الصفحة دلالات أخرى تشير إليها «رسم الطفل لنفسه أو أي شيء آخر بالحجم الكبير دلالة على النشاط المفرط أو الإحباط أو العدوانية، أما الطفل الذي يرسم نفسه أصغر من الأشخاص أو الأشياء الأخرى في الرسمة فهو دلالة على إحساسه بالخوف أو القلق أو النقص والانطوائية»

رسمة تعكس إحساس الطفل بالخوف
رسمة تعكس إحساس الطفل بالخوف

اختيار الطفل لوناً معيناً واستخدامه بشكل متكرر لأكثر من ثلاث مرات هو رسالة أيضاً تبينها الظنحاني «استخدام اللون الأحمر في جميع الرسومات وبشكل متكرر للطفل إشارة إلى أنه طفل مبتهج ومرح أما استخدام اللون الأزرق دليل على إحساسه بالهدوء والاسترخاء واستخدام اللون الأسود بشكل مستمر فهو لإحساسه بالحزن».

وتكشف الظنحاني عن الرسائل التي يمكن أن تصلنا من خلال استخدامه للخطوط «الرسم بخطوط واضحة وقوية دليل على حيوية الطفل وصحته النفسية بينما يعكس ضعف الخط مدى التوتر ومدى انخفاض طاقته وقدراته الجسمانية والنفسية، أما الرسم والتلوين بقوة أو بضعف في رسمة واحدة يبين حالة التوازن والتوافق النفسي الذي يعيشه».

دور الآباء

تشدد الطنحاني على أهمية دور الآباء «على الأبوين تشجيع أبنائهم وتحفيزهم على الرسم والتلوين، منحهم الفرصة في التعبير عن أنفسهم بالحديث، أن نناقشهم في رسوماتهم ونتيح لهم الفرصة للتعبير عن مشاعرهم بحديثهم عن رسوماتهم، وتجنب مقارنة رسمة الطفل برسمة إخوته الأكبر سناً، توفير الجو الملائم والأدوات المناسبة لممارسة الرسم تخصيص مكان لتعليق رسوماتهم ومنحهم الإحساس بفخرنا بما يقومون به».