سافرت «كل الأسرة» مع الفنان مجد كردية في رحلة استكشافية داخل عالم الفراشات، هذا الكائن الرقيق الذي يحمل رمزية عميقة، ومعاني متعددة، جسّدها في معرضه الفني «فراشات» الذي أقامه في «جاليري فن آ بورتريه» في دبي..
حيث حوّل إلهامه بالفراشات إلى أعمال فنية ساحرة، حملت العديد من الرسائل، وجسّدت الأحلام والأشواق في لوحات ملوّنة تعكس روحه الفنية العميقة.
ما الذي جذبك لرسم الفراشات تحديداً؟
بالنسبة لي، الفراشة هي رمز للحياة ذاتها، هي كائن هش، لكنه مملوء بالألوان والتناقضات. إنها تمثل جمال الحياة وصعوباتها، قوتها وهشاشتها في آنٍ واحد، الفراشة تختبئ خلفها الحياة بكل تناقضاتها، وصراعاتها، وفي النهاية ترمز إلى التغيير والتحول.
كيف تصف أسلوبك الفني؟
أعتقد أن أسلوبي يراوح بين الرمزية والسريالية، حيث أستخدم الألوان والعناصر الرمزية لنقل أفكار ومشاعر عميقة، قد تبدو في البداية بسيطة، لكنها تحمل معاني أعمق، كلما تعمّق المرء في تفاصيلها.
ما هي التقنيات والألوان التي تستخدمها لالتقاط جمال الفراشة؟
أستخدم الألوان الزيتية، والمائية، والحبر. كل تقنية تعكس جانباً مختلفاً من الجمال، والشعور. الألوان الزيتية تعطي عمقاً وثقلًا، بينما الألوان المائية تمنح إحساساً بالخفة والحركة، أما الحبر فيجلب التفاصيل والحدّة التي تحتاج إليها الفراشة.
هل هناك فراشة معينة تعتبر مصدر إلهامك الرئيسي؟ ولماذا؟
الإلهام بالنسبة لي هو الحياة بكل تناقضاتها، أما الفراشة فهي مجرد رمز، ليست الفراشة هي ما يلهمني، بل التحدّيات والتغييرات التي نمرّ بها في الحياة، تماماً مثل الفراشة التي تمر بمراحل تحول قبل أن تظهر في شكلها النهائي.
ما هي الرسالة التي تحاول إيصالها من خلال معرضك الفني؟
رسالة الفن أشمل من أن يسعها معرض واحد، لكن عبر رحلتي في الفن كانت رسالتي نشر المحبة، والوقوف مع المظلوم، وسرقة الأحزان، و«سرقة الأحزان» تعني أن تعطي من دون أن يدري أحد، أن تشعر بالآخرين، وتحافظ على إنسانيتك في عالم متوحش.
كيف تتغير رؤيتك للفراشات وتتطور مع مرور الوقت؟
كلما نضجت، تغيرت نظرتي للفراشة. في الماضي، كنت أراها كرمز بسيط للجمال، لكن مع الوقت، بدأت أرى هشاشتها وصراعها، وكيف تقطع آلاف الأميال رغم ضعفها. إنها تمثل التحدي والقوة في مواجهة الحياة.
ما هي مراحل عملية الإبداع لديك؟
تبدأ العملية بـ«الاسكتشات» والدراسات لضبط التصميم، ثم يأتي التنفيذ الذي قد يمتد لشهر، أو أكثر. كل مرحلة تمثل طبقة جديدة من الفهم والتعبير عن الفكرة.
هل تعتمد في أعمالك على الطبيعة أم تعتمد على الصور والذاكرة؟
أراقب الطبيعة جيداً، وأحفظ تفاصيلها، ثم أترك لخيالي حرية العمل على تلك التفاصيل، ونسجها بطريقة مختلفة.
ما هي التحدّيات التي تواجهك أثناء عملية الرسم؟
التحديات هي جزء من العملية الإبداعية، وكل تحدٍّ هو درس عملي، كلما واجهت تحديات أكبر، اكتسبت معرفة أعمق، وخبرة أكبر، وتطوّرت كإنسان، وكفنان.
كم من الوقت تستغرق لإكمال لوحة واحدة؟
قد يستغرق الأمر يوماً أو شهراً، لكن الزمن الحقيقي للرسم هو عمر الفنان، عمره من حيث السنوات والخبرات، وعمره الروحي، فالفنان يرسم بتاريخه، فكل لوحة تحمل جزءاً من تاريخي، الروحي والفني.
ما الذي دفعك إلى تنظيم معرض فردي للفراشات، وفي دبي؟
أردت تقديم تجربة جديدة، لكنها في الوقت نفسه متجذرة في أعمالي السابقة، الفراشة كانت جزءاً من رحلتي منذ سنوات طويلة، لذا كان من الطبيعي أن أقدّمها كموضوع لمعرضي الفردي.
وفي دبي، بسبب الميزة الأهم فيها، وهي التنوّع الموجود بكل أطيافه، فزوار المعرض كانوا أوروبيين، وغيرهم من الأجانب، إضافة إلى المقيمين العرب من جميع الجنسيات، كلهم مع الفراشات.
ومن اللحظات المميزة في هذا المعرض أنني التقيت مجدداً مع أشخاص زاروا أول معرض أقمته في دبي منذ ثماني سنوات.
كيف اخترت الأعمال الفنية التي تعرضها في المعرض؟
ما يميز الأعمال الفنية في هذا المعرض أنها كلها حديثة، وهي من إنتاج هذا العام، كما أنها تمثل جوانب مختلفة من رحلتي الفنية.
ما هي خططك المستقبلية بعد هذا المعرض؟
إن شاء الله، هناك مشاركة في «أبوظبي آرت فير» في شهر نوفمبر المقبل، ومعارض أخرى في عواصم عربية عدة.