أنا أم عاملة.. كيف أحقق التوازن بين بيتي وعملي؟
16 يونيو 2022

أنا أم عاملة.. كيف أحقق التوازن بين بيتي وعملي؟

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

أنا أم عاملة.. كيف أحقق التوازن بين بيتي وعملي؟

في ظل زخم المسؤوليات التي تقع على كاهل كثير من الأمهات ممن ارتبطن بدوام عمل طويل يتساءل البعض منهن، هل أؤدي دوري كأم وزوجة على أكمل وجه؟ وإذا لم أفعل فهل يمكن أن يوجه لي أبنائي اللوم ذات يوم ويتهمونني بأنني فرطت في تربيتهم التي تركتها في يد المساعدة أو المربية في الحضانة؟

وغيرها الكثير من التساؤلات التي دفعت مركز الفجيرة الإبداعي، لإقامة ورشة عمل، حملت عنوان «التوازن في حياة الأم العاملة»، بالتعاون مع جمعية أم المؤمنين – عجمان، قدمتها ميساء الشحادات مستشارة أسرية ومدربة معتمدة في مهارات الدعم النفسي والإرشاد الأسري والتربوي، وتناولت كيفية تحقيق التوازن في حياة الأم العاملة.

الشخصية المتوازنة هي التي تعرف إمكاناتها

تؤكد ميساء الشحادات «التوازن هو قدرة الجسم للحفاظ على استقرار الحالة الداخلية له، وهذا بالضبط ما نتعامل به مع المجالات الحياتية (الأسرية، الاجتماعية، العملية، الفكرية، الصحية) وغيرها، فإذا استطعنا تحقيق التوازن بين تلك المجالات نشعر بالاستقرار والهدوء النفسي، وعكس ذلك يؤدي إلى حدوث خلل والسبب طغيان مجال على آخر، إذ يؤدي ذلك إلى وقوع الشخص في بؤرة الشعور بالتقصير وفقدان التصالح مع الذات، فالشخصية المتوازنة هي التي تعرف إمكاناتها، فعندما تشعر بالضغط نتيجة كثرة المهام تستطيع أن تقود ذاتها وتتحكم فيها وبما يضمن عدم تفريغ ما بداخلها من طاقة سلبية على أسرتها وأبنائها، كما أنها تتمتع بقدرتها على استغلال الفرص بما يتوافق مع الظروف والإمكانات المتاحة والتكيف معها بمرونة.فعلى سبيل المثال إذا أرادت المرأة أن تتفرغ لأبنائها وتترك العمل فترة معينة لشعورها باحتياجهم لها فعليها ألا تنفصل عن العالم من حولها وتظل على تماس معه، بل وتسعى لتطوير ذاتها بحيث إذا ما أتيحت لها فرصة عمل تكون على قدر المستوى وجاهزة لخوض غماره دون أن تقع فريسة الضغوط التي تدخلها في دوامة الشعور بالتقصير من جديد تجاه أبنائها»

3 طرق لتحقيق التوازن بين البيت والعمل

1- وضع الخطط

تقول ميساء الشحادات «هناك مورد مهم يجب استثماره بالشكل الأمثل كونه لا يعوض ألا وهو الوقت، فالساعة التي تنقضي لا تعود كي ندخرها ونعيشها مرة أخرى وكذلك اليوم الذي يمر علينا ينقضي بلا عودة، والشخص الناجح هو من يرتب أوراق يومه ويضع الخطط ويقسم الوقت لتنفيذها، فمن يفعل ذلك يلغي الأمور المكررة التي تستنفد مجهوده وطاقته وكذلك يفعل مع الأشياء التي لا تعود بانعكاس إيجابي على حياته، وأهم فائدة أيضاً من تنظيم الأم لوقتها هي تحقيق الأهداف المرسومة والمخطط لها، بشرط أن تدرك ترتيب الأولويات وأن تعي بالأمور المهمة التي يجب تنفيذها وبين المهمة أيضاً ولكن يمكن تأجيلها لاحقاً، كما يجب أن تتعلم أن تقول لا إذا ما جاء شيء على حساب آخر، كأن تنصاع لطلب أبنائها للذهاب للسوق ثم تلاحق زميلتها في العمل التي تريد منها إنجاز مهمة بدلاً عنها ثم تركض وراء رغبة صديقتها التي تريد الجلوس معها لبعض الوقت وغيرها من الأشياء التي لا تستطيع أن ترفضها، كل ذلك يوقعها في دوامة الاحتراق النفسي الذي يعود بالسلب عليها».

2- إنجاز المهام في وقتها

وتلفت ميساء الشحادات «ثبت علمياً أن الإنسان عندما يتم تشتيت مهامه أثناء إنجاز المهمة يستغرق وقتاً إضافياً أطول لإتمامها بعد ذلك كما تزداد نسبة الأخطاء إلى 50%، وهذا يدفعنا لأن ننصح الأم العاملة بأن تنجز مهامها واحدة تلو الأخرى، لأنها إذا انقطعت عن مهمة وتشتت عقلها لغيرها ثم عادت إليها مرة أخرى سوف تقضي وقتاً إضافياً أكثر لإنجازها، فعلى سبيل المثال عندما تركز في عمل ويقطعه إشعار لإحدى وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت كالإدمان يستنفد ذلك طاقتها ويتشتت معه العقل بشكل مربك، ويؤثر سلباً في أدائها لمهامها، وهو ما يتطلب التركيز على مهمة واحدة وإبعاد المسببات الأخرى التي تعيق أداء تلك المهمة، كل ذلك ينعكس على صاحبته صحياً ونفسياً ويعمل على زيادة الشغف لأن تعيش الحياة بكل ما فيها».

3- عدم الاستسلام للمشاعر السلبية

تشير الشحادات إلى أن جودة الحياة مرتبطة بقدرة المرأة على تحقيق التوازن بين مسؤولياتها واحتياجاتها ورغباتها وبين استمتاعها بحياتها ووجودها الإيجابي فيها، فلتستمتع كل أم بأمومتها وبصحتها وبعلاقاتها وصلة رحمها، ولتكن امرأة متوازنة في كل جوانب الحياة ولا تضيع جانباً على حساب آخر.

الأم العاملة نسبة لا يستهان بها في مجتمعاتنا العربية، وللأسف يعاني البعض منهن الشعور الدائم بالتقصير تجاه أبنائهن، فكم من مشاعر مختلطة تتملكها كل يوم بين رغبتها في البقاء بالمنزل والتفرغ للأبناء وبين الاستمرار في العمل من أجل تحقيق ذاتها وكيانها، وكلها صراعات داخلية تزيد من الضغط الواقع على كاهلها بشكل مفرط.

اقرأ أيضًا: للمرأة العاملة.. 5 أفكار تنظمين بها وقتك بفاعلية

 

مقالات ذات صلة