30 مايو 2023

5 فوائد للطهي مع أطفالك

محررة ومترجمة متعاونة

محررة ومترجمة متعاونة

5 فوائد للطهي مع أطفالك

كثيراً ما نشاهد أو نسمع الأم وهي تمنع الأطفال من دخول المطبخ معها خاصة عندما تكون منشغلة بالطهي، لكن يؤكد خبراء التربية الحديثة أن اصطحاب طفلك للطبخ معك يعود عليه وعليك بفوائد كثيرة لا تقتصر فقط على الاستمتاع وتقوية الروابط بينكما.

مع تزايد إقبال الأطفال على الوجبات السريعة في عالمنا اليوم، وانجذابهم نحو الأطباق والأكلات المحشور فيها اللحم خاصة الأحمر منه، لا بد لنا أن نبحث عن وسيلة غير عادية ننجح من خلالها في إقناع الطفل بتناول الخضار والأكل الصحي عموماً. لا يتعلق الأمر بمجرد تشجيعه بالكلام على التخلي عن هذا الصنف أو ذاك أو التقليل منه، وتناول ما يفيده صحياً؛ بل إن عقلية الطفل تحتم علينا المناورة ومعرفة كيفية إصابة الهدف بطريقة غير مكشوفة تجعله لا يمتنع أو يعاند.

واحدة من أفضل هذه الطرق هي بالطبخ مع طفلك، فهي تجربة مرحة قابلة للتكرار متى ما شئتما، تتضمن وضع أصناف غير مألوفة له أو غير مستساغة حتى بين يديه وجعل رائحتها ومنظرها يتغلغل إليه رويداً رويداً حتى تضرب وتر الشهية لديه فيتذوق، وبمرو الوقت يمكن أن يساعد الطهي مع طفلك في بناء الثقة وتوفير تجربة حسية غنية.

إليك خمس فوائد يمكن أن تجنيها من دخول المطبخ مع طفلك والطهي سوية:

1- إشراك جميع الحواس:

غالباً ما يتردد الأطفال في تذوق طعام جديد ويفضلون البقاء على الصنف الذي يحبونه، لأنهم ببساطة يعتبرون تجربة التذوق الجديدة مخيفة. لذلك يمكنك مساعدة طفلك على استكشاف الأطعمة عند الطهي باستخدام حواس أخرى إلى جانب التذوق، فهذا يساعد على بناء علاقة إيجابية مع الطعام. فحينما تعهدين إلى طفلك بعجن العجين وغسل الخضار وتنظيف الخس، فإن ذلك يشمل بالطبع لمس الطعام وشعوره بالراحة مع قوامه. كما أن النكهات التي يجربها معك أثناء الطبخ تأتي من حاسة التذوق باللسان والشم بالأنف، وحينذاك يمكنك اقتراح شم رائحة الطعام أولاً وبالتالي سيكون هذا جسراً للتذوق لاحقاً.

2- تنمية ذكاء الطفل:

هناك الكثير من الدروس التي يمكن أن نعلمها الطفل أثناء الطبخ معه، فحينما نعد وجبة ما بإمكاننا استخدام مفاهيم رياضية من عد وقياس وكسور وحتى جدول الضرب، بشرط أن يكون كل ذلك بشكل طبيعي ضمن إعداد الوصفة وتنفيذها. ويمكننا أيضاً شرح دروس رائعة في العلوم حول كيفية تغير الطعام شكلاً ولوناً مع تغير درجة الحرارة، أو كيف يمكن لبعض الأطعمة أن تساعد أجسامنا على التمتع بصحة جيدة، وهذا درس في علم الأحياء. وهناك أيضاً اللغة العربية ومفرداتها التي ستستخدمينها أثناء وصف الطعام وأسماء مكوناته وملمسه ومذاقه. ولا ننسى أبداً أن اتباع الوصفة من البداية حتى النهاية يعزز بناء المهارات اللازمة لتخطيط المشاريع وإتمامها لدى الطفل.

3- جعل الطبخ جزء من ثقافة الأسرة:

عادة ما تبدأ وجبة الطعام العائلية من الجلوس على مائدة الطعام. ولكن مع تطبيق فكرة الطهي مع طفلك، فإن الوجبة العائلية تبدأ من المطبخ؛ إذ تعد مرحلة إعداد وجبة الطعام للأسرة فرصة لترسيخ تراثك وثقافتك في ذهن وقلب الطفل، من خلال معلومات الوصفات والعثور على وصفات موسمية جديدة لإضافتها إلى خزينك وكتاب الطبخ العائلي. كما يعد الطبخ سوية مع طفلك جزء أساسي من تربيته على إعطاء الأولوية لصحته وعدم الالتفات إلى الأطعمة المصنعة، وفرصة لك لتكوني قدوة لتعزيز التزام عائلتك بنمط حياة صحي.

4- زيادة سلامة الطفل:

الطهي مع طفلك فرصة ثمينة لتعليمه أهمية وكيفية الحفاظ على سلامته ، من خلال توضيح طريقة حمل أدوات الطبخ بأمان وارتداء قفازات الفرن لحماية يديه من الحرارة، وكيفية تشغيل الأجهزة وإيقافها بأمان. راقبي طفلك دائماً عند الطهي للتأكد من أنه ملتزم بتعليماتك ويؤدي مهاماً آمنة ومناسبة لعمره. فأفضل طريقة للحفاظ على سلامته وسلامتك أثناء الطهي هي معرفة قدرات طفلك ومرحلة نموه. على سبيل المثال، قد لا يكون الطفل البالغ من العمر أربع سنوات مستعداً لقلي الخضار في مقلاة ساخنة، لكن قد تكون لديه المهارات الحركية الدقيقة لشطف الفاكهة أو نزع أوراق السلطة. وبالتالي ، مع مراعاة السلامة، لن يكون من الصعب إشراك حتى الأطفال الصغار في الطهي.

5- تعليم الطفل المشاركة والمسؤولية:

يشعر الطفل بمزيد من المشاركة والاندماج عندما تطلبين منه أن يكون جزءاً من عملية إعداد وجبة الطعام. تعاوني مع طفلك في اختيار وصفات الأطباق الرئيسية أو الجانبية. دعيه يساعدك على إعداد قائمة التسوق والعثور على البقالة في الحي أو السوق. شجعيه على نقد الأطعمة التي تعديها ويتحدث بصراحة عن رأيه بشأنها. يمكنكما معاً تحديد المكونات التي يجب إضافتها لتعزيز النكهة، تحدثي إليه عن تمتع الناس بأذواق مختلفة، وشاركيه تفضيلاتك وعززي لديه قدرة التحدث إليك عما يفضله. فالسماح للطفل بأن يكون "مسؤولاً" عن تفاصيل ربما ترينها صغيرة، مثل كيفية إعداد الطاولة، سيساعده على الشعور بالاستثمار في وقت الوجبات.

وعلى مدى سنوات عديدة، سيساعد الطهي كعائلة على تطوير عادات أكل سعيدة تتخللها روح المغامرة وتنمي لدى الطفل المهارات الحياتية القيمة وامتلاك الكثير من الذكريات الجميلة في المطبخ. مع الممارسة الكافية، سيتمكن طفلك يوماً ما من إعداد وجبة طعام لذيذة لك ولأسرتك.

 

مقالات ذات صلة