15 أغسطس 2022

للأمهات الجدد.. أضرار الوجبات السريعة على حليب الأم

محرر باب "صحة الأسرة" في مجلة كل الأسرة

للأمهات الجدد.. أضرار الوجبات السريعة على حليب الأم

توصلت دراسة جديدة من جامعة كامبريدج إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالسكر والدهون، مثل البرغر والبطاطا المقلية والمشروبات الغازية، يؤثر سلباً في حليب الأم وصحة الطفل حتى قبل الحمل. وأكد الباحثون أن الاستهلاك قصير المدى لنظام غذائي سريع يؤثر في صحة المرأة، مما يقلل من قدرتها على إنتاج حليب الثدي المغذي بعد الولادة، ويمكن أن يؤثر ذلك في صحة المولود الجديد، بالإضافة إلى زيادة خطر إصابة الأم والطفل بحالات قاتلة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري في وقت لاحق من الحياة.

حتى الأمهات اللواتي يبدو أنهن يتمتعن بوزن صحي يمكن أن يعانين مشاكل خفية نتيجة اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المصنعة، والتي تميل إلى أن تكون عالية في الدهون والسكر. وهذا يمكن أن يؤدي إلى (تليف الكبد). وقال الأطباء «إن النساء اللاتي يأكلن وجبات تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون قد لا يدركن التأثير المحتمل لذلك، حتى وإن لم يعانين تغيراً واضحاً في وزن الجسم، ولا يؤثر ذلك بشكل واضح في قدرتهن على الحمل، ولكن قد يكون له عواقب على نمو الطفل قبل الولادة، وصحة وعافية الطفل بعد الولادة».

أضرار تناول الأطعمة المشبعة بالدهون أو الغنية بالسكر

أضرار تناول الأطعمة المشبعة بالدهون أو الغنية بالسكر

وأكد الأطباء نتائجهم بتجارب، حيث تم إمدادهن خلال التجارب السريرية بنظام غذائي من حبيبات عالية الدهون المصنعة مع الحليب المكثف المحلى لمدة ثلاثة أسابيع فقط قبل الحمل، وأثناء الحمل لمدة ثلاثة أسابيع، وبعد الولادة. تم تصميم هذا النظام الغذائي لتقليد المحتوى الغذائي لبرغر الوجبات السريعة والبطاطا المقلية والمشروبات الغازية السكرية، كان الهدف هو تحديد التأثيرات في الخصوبة ونمو الجنين ونتائج حديثي الولادة.

اكتشف الباحثون أنه حتى اتباع نظام غذائي عالي الدهون وعالي السكر على المدى القصير أثر سلباً بعد الأشهر الأولى بعد الولادة، مع زيادة الخسارة خلال الوقت الذي كانت فيه الأم تطعم مولودها. تعتبر بروتينات الحليب مهمة للغاية لنمو حديثي الولادة، ولكن وجد أن الجودة رديئة لدى الأمهات اللائي يأكلن نظاماً غذائياً عالي الدهون وعالي السكر.

وأكد الأطباء أنه بعد الوجبات السريعة تعرضت الأمهات إلى أمراض منها الكبد الدهني، وهو أمر خطير على صحة الأم، وكان هناك تغيير في تكوين المشيمة، وتأثر وزن الجنين وبدا أخف وزناً. ولكن ما كان واضحا أكثر هو أن التغذية للجنين قد تغيرت أثناء الحمل.

وأوضح الأطباء، خلال النظر في كيفية دعم الأم للطفل بعد الحمل، أن نمو الغدة الثديية وتكوين بروتين الحليب الخاص بها قد تغير، وربما يشكل ذلك تفسيرا للمشاكل الصحية الأكبر للمواليد الجدد.

وعندما تكون امرأة ممتلئة الجسم حاملاً، غالباً ما يهتم الأطباء بخطر الإصابة بمرض السكري ونمو الطفل غير الطبيعي. ولكن عند النساء الحوامل اللواتي يبدين بصحة جيدة، بغض النظر عن تناولهن للطعام، فإن التغييرات الطفيفة، ولكن الخطيرة المحتملة في الحمل، قد تتلاشى عن الأنظار.

الجزء اللافت للنظر هو أن التعرض لفترة قصيرة لنظام غذائي قبل الحمل مباشرة، والذي قد لا يغير حجم جسم المرأة أو وزنها بشكل ملحوظ، قد يكون له آثار في صحة الأم والطفل الذي لم يولد بعد وقدرتها على إعالة المولود في وقت لاحق من الحياة.

التغذية السليمة للأم أثناء الحمل والرضاعة

التغذية السليمة للأم أثناء الحمل والرضاعة

ونوه الأطباء إلى ضرورة الحصول على المعلومات حول النظام الغذائي للأم، وما تناولته لسنوات عديدة قبل الحمل أو قبله مباشرة، حيث يمكن أن يكون له تأثير كبير في نمو الطفل. وأيضاً ضرورة تثقيف النساء حول تناول نظام غذائي صحي ومتوازن قبل الحمل، وكذلك أثناء الحمل وبعده.

علاوة على المزيد من دعم الحمل المصمم خصيصاً للأمهات، حتى لو كن يتمتعن بصحة جيدة من الشكل الخارجي كالوزن، ويتعلق الأمر باتباع نظام غذائي جيد للأم للحصول على حليب جيد النوعية حتى يتمكن الطفل من النمو.

ونصح الأطباء الأمهات بتجنب البحث عن الطاقة للجسم من الوجبات السريعة لما فيها من سعرات حرارية عالية، حيث تعد السعرات مهمة في صنع حليب الأم الطبيعي، واتباع نظام غذائي صحي أثناء الرضاعة الطبيعية، مثل الخضار، الفاكهة الطازجة، المكسرات، البذور، الحبوب الكاملة، الجبن قليل الدسم، الزبادي، الفواكه المجففة واللحوم الخالية من الدهون.

وبالإضافة إلى الوجبات السريعة، نوه الأطباء إلى ضرورة تناول اللحوم قليلة الدهن مثل: اللحم المقدد والسجق وكل اللحوم المقلية واللحوم الباردة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، وضرورة تجنب الكافيين، حيث يمكن أن يقلل حليب الثدي، وكذلك يزيد العصبية، والأرق، والتهيج، وأعراض المغص عند طفلك.

ويعد تناول كوب واحد فقط من المشروبات التي تحتوي على الكافيين كل عدة أيام أفضل من تناول الكافيين يومياً. بالإضافة إلى عدم تناول ما يحتوي على الزئبق، لأن كميات كبيرة من الزئبق في النظام الغذائي يمكن أن تسبب مشاكل في النظام العصبي لدى الطفل.