تعكس الشابة الفلسطينية نادين أيوب (25 عاماً)، الفائزة بجائزة ملكة جمال الأرض في عام 2022، قوة المرأة الفلسطينية والعربية، وقدرتها على العطاء في مختلف المجالات.
وتقول نادين إنها عبر مثابرتها وعملها الدؤوب ترغب في تقديم صورة مشرقة عن المرأة العربية والفلسطينية إلى العالم، المرأة القادرة على تقديم الكثير للإنسانية، وليس لمجتمعاتها العربية فقط.
وترى نادين أن الفلسطينيات قادرات على أن يقدّمن الكثير للوطن العربي، والعالم، رغم كل الصعوبات التي تعيشها المرأة الفلسطينية. فالفلسطينية امرأة مبدعة، وقد جسّدت ذلك نادين بفوزها بالعديد من المسابقات العالمية، رغم صغر سنّها.
في كثير من المسابقات العالمية ترتدي الزي الفلسطيني المطرّز، لإظهار التراث الفلسطيني الأصيل على كل ما هو فلسطيني جميل للعالم، وكذلك ترتدي الملابس العصرية لتؤكد أن الفلسطينيات قادرات على تمثيل كل نساء العالم.
توفق نادين بين المشاركة في المسابقات، والعمل في النشاطات البيئة ومساعدة الأطفال المرضى في كثير من الدول، مع التركيز على بلدها فلسطين، لتوفير العلاج لهم، خصوصاً من لديهم احتياجات خاصة، ليحصلوا على الدعم الطبي والنفسي، كما تمثل نادين جمعيات فلسطينية وعالمية تعمل في هذا المجال.
وتبدع نادين حالياً، في مجال تدريب اللياقة البدنية والتغذية والصحة للنساء، وتساعدهن على رعاية صحتهن، الجسدية والعقلية والنفسية، وتساعد الشباب الحالمين، من موسيقيين وفنانين، على الوصول إلى حلمهم، وللعالمية، من أجل نشر أفكارهم وإبداعاتهم، وتساهم في تعزيز الوعي البيئي، ومحاربة الفقر في المجتمعات.
نادين أيوب.. ملكة جمال الأرض 2022
فازت الشابة نادين أيوب بلقب ملكة جمال الأرض لعام 2022، التي أقيمت في دولة الفلبين، مع ثلاث من زميلاتها من عدد من الدول الأخرى.
وتعتبر مسابقة ملكة جمال الأرض واحدة من أهم المسابقات التي تركز على الجمال والبيئة، وتوّجت نادين بلقب ملكة جمال الأرض في نوفمبر 2022، لتمثيل فلسطين في المحافل الدولية كشخصية مؤثرة تعنى بالبيئة.
وتؤكد نادين أنها بجمالها، الذي حصلت من خلاله على لقب ملكة جمال الأرض، تسعى للـتأثير في العالم بشكل إيجابي، حيث حصلت على لقب ملكة جمال الماء، من أجل لفت الأنظار لضرورة الاهتمام بالمصادر المائية، وتوفيرها لكل محتاج لها في فلسطين، والعالم.
نادين أيوب.. التفوق في الدراسة والعودة إلى فلسطين
وتقول نادين «في بداية حياتي كنت أركّز على التعليم، وعلى تنمية فكري وعقلي، ولا أزال، ولم أكن أرغب كثيراً في التركيز على الجمال الجسدي، وكنت أقضي أكثر وقتي في المكتبة من أجل الدراسة، ولا أزال أقرأ الكثير من الكتب العلمية حتى اليوم. وبعد التخرج وحصولي على بكالوريوس علم النفس والأدب الإنجليزي من جامعة ويستر اونتاريو بكندا، قررت العودة إلى فلسطين والعمل مع الأطفال، وتحديداً مرضى السرطان، والتركيز على صحة المرأة، والعمل مع المؤسسات الخيرية هناك».
وتشير إلى أن بدايتها مع مسابقات الجمال كانت في مسابقة عقدت في إيطاليا، وحصلت خلالها على المركز الثالث كأجمل فتاة في العالم، وفتحت لها الباب للمشاركة في المنافسة على ملكة جمال الأرض التي تعقد كل عام في دولة مختلفة. وتؤكد أن أهم أمر في هذه المسابقة هي الشخصية، فكل المشاركات هن جميلات، ولكن من تفوز هي تلك التي تستطيع الحديث عن نفسها، وعن دولتها، وعن بيئتها بصورة أفضل.. ونجحت نادين في الفوز بتلك المسابقة.
وتقول نادين، إن جمال العقل والروح هو أساسي في تركيزها على جمالها، لأنه جزء من الجمال، وهي تسعى لتطوير ذاتها علمياً، بشكل متواصل، إلى جانب اهتمامها بجمال جسدها.
نادين أيوب.. إلى العالمية
وتضيف نادين أن ملكة جمال الأرض لا تعني جمال الوجه والجسم فقط، وإنما في كيفية تمثيل ثقافتها، ومجتمعها، وبلدها، وشعبها، أمام العالم بشكل حضاري، ليتعرف العالم أكثر إلى فلسطين، وإلى الجمال الموجود في الشعب الفلسطيني.
وتبيّن أن عائلتها دعمتها بشكل متواصل في مشوارها، لأنها ليست ملكة جمال فحسب، بل أيضاً سفيرة فلسطين في مختلف أرجاء العالم، لأن الفلسطيني يعشق الحياة، رغم كل الصعوبات التي يعيشها.
وتابعت قائلة «قدمت الطلب، وشاركت في مقابلات كثيرة، وكتبت مقالة عن نفسي، وأرسلت صوراً وفيديوهات، وفي النهاية فزت باللقب، ورفعت اسم بلادي فلسطين، في هذا المحفل الدولي الهام».
وتضيف «المسابقة شاركت فيها لأجل هدف، هو خدمة مجتمعي بحصولي على اللقب العالمي الذي حمّلني كثيراً من المسؤولية، لتمثيل بلادي بشكل صحيح، والأمثل والأفضل، وتحقيق إنجازات باسم فلسطين على مستوى العالم».
نادين أيوب والاهتمام بقضايا البيئة
وتوضح نادين «أعمل حالياً، مع مجموعة مكوّنة من خمسة أشخاص لتوعية الجمهور الفلسطيني بأهمية البيئة والطبيعة الفلسطينية، بهدف خلق توعية أكبر، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، بأهمية البيئة، وضرورة أن يستخدم الجمهور المنتجات القابلة للتدوير عوضاً عن البلاستيك الذي يدمّر البيئة».
وتضيف أنها ترغب في خلق توعية أكثر بخصوص الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، والأطفال المرضى، لدمجهم في المجتمع، وخلق ثقافة تقبُّل الآخر «واجهت صعوبات كثيرة، ولكن يوجد في فلسطين كثير من المؤسسات والمهتمين بالبيئة، ويجب إظهار ذلك للعالم. فالشعب الفلسطيني جزء من العالم، ويعاني تغيّر المناخ والبيئة حالياً، لذا، يجب القيام بما يمكن من أجل حماية المناخ عبر تقديم الأفكار الريادية والعمل الجاد من أجل حماية البيئة والحد من التغيّر المناخي».
وتُردف أنها تعمل ضمن مشروع لدفع الحكومات لاستخدام الطاقة المتجددة والنظيفة في مختلف أعمالها، لتشجيع الشعوب العالمية على استخدام المواد المتجددة التي يمكن تدويرها للحفاظ على البيئة، واستخدام الوقود والطاقة النظيفة، كي يتخلص العالم من استخدام الوقود الملوث للبيئة المستخدم حالياً، لحماية العالم من الخطر الذي يتهدّده جراء تغيّر المناخ.
مشاهير العالم يدعمون نادين أيوب
وتقول نادين، إنها تلقت الدعم من عارضة الأزياء العالمية بيلا حديد، وأبيها محمد حديد، في مسيرتها لإظهار وجه الفرح والحب والحياة الموجود في فلسطين، وليس المعاناة فقط.
وترى أن المشاركة في المسابقات العالمية أضافت إليها الكثير في تجربتها، فكلّ مسابقة تسهم في تقويتها، وتقدم لها شيئاً جديداً في مسيرتها، فمثلاً مسابقة ملكة جمال الأرض أسهمت في تعريفها بالعديد من الأشخاص، والخبراء، والأصدقاء، العاملين في هذا المجال.
وتتحدث عن أهمية الصحة النفسية للشعب الفلسطيني من أجل بناء مستقبل أفضل، لأن الفلسطينيين مرّوا بكثير من المعاناة، ويجب أن يعبّروا عن أنفسهم لحماية نفسية الأطفال من الإحباط، وجعلهم يحلمون بشكل متواصل، فإذا اختفى الحلم يختفي الإنسان.
وفي النهاية، وجّهت نادين كلمة للمرأة العربية والفلسطينية، وأيّ امرأة في العالم، بأن تحب نفسها أولاً، فإن لم تحب نفسها لن تستطيع أن تحب من هو بجانبها، ولن تستطيع تقديم الدعم لمجتمعها وأحبائها، لأن المرأة يجب أن تفيض بالحب والحيوية لتقدم ما بداخلها للآخرين.
* رام الله: بلال كسواني
اقرأ أيضاً:
- تفاصيل تتويج «ياسمينا زيتون» ملكة جمال لبنان 2022
- مصممة أزياء وصلت للعالمية.. امتياز أبو عواد: أوصل الثوب والتطريز الفلسطيني لكل العالم
