27 نوفمبر 2021

نجوم «تيك توك» يتحدثون عن إيجابيات وسلبيات الشهرة في سن مبكرة

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

نجوم «تيك توك» يتحدثون عن إيجابيات وسلبيات الشهرة في سن مبكرة
هدى عاصم و فريال عمر

الشهرة للجميع.. عبارة وثقتها منصات التواصل الاجتماعي خلال الآونة الأخيرة، والتي شهدت الانطلاقة الأولى لآلاف المشاهير الذين يحصدون ملايين الإعجابات والمشاركات للمحتوى الذي يقدمونه، فبات الأطفال يحلمون باليوم الذي سيصبحون فيه مثلهم، بل لم ينتظروا لتحقيق تلك الأحلام بعد الدراسة مثلما هي الحال مع المهن الأخرى، وإنما شقوا طريق النجومية في سن مبكرة، خاصة أن منصة «تيك توك» تمنح الفرص لمختلف المواهب ومن جميع الفئات العمرية، لاستعراضها وحصد المشاهدات التي تتحول بحسب عددها إلى أموال، وفقاً للطريقة التي يتبعها صانع المحتوى لجني الربح من خلالها، وهكذا أصبحت الشهرة هدفاً ليس بعيد المنال عن الأطفال والمراهقين الموهوبين.

ولكن ما هي إيجابيات وسلبيات الشهرة في سن مبكرة؟

ماذا أخذت منهم وما الذي منحته لهم؟

هل أصبحت منصة «تيك توك» هدف أبناء هذا الجيل للحصول على مهنة النجومية؟

تناقلت المواقع الإخبارية مؤخراً، خبر حذف والدة مؤثرة برازيلية شهيرة حسابات ابنتها (14 عاماً) على مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت الأم فرناندا روشا كانر إنها لا تريد لابنتها فالنتينا، المعروفة باسم نينا ريوس، أن تحكم على تصرفاتها بناء على «ردود الفعل عبر الإنترنت» حتى لا تخسر نفسها، منوهة بأنها تحظى بأكثر من 1.7 مليون متابع عبر حساباتها في «إنستغرام» و«تيك توك»، الأمر الذي أثار حالة من الجدل بين مؤيدي ومعارضي تصرف الأم تجاه حسابات ابنتها التي استغرقت سنوات لحصد هذا العدد الكبير من المتابعين.

الأم فرناندا روشا مع ابنتها فالنتين
الأم فرناندا روشا مع ابنتها فالنتين

فمنهم من رأى أن صناعة المحتوى تعتبر مهنة فنية وإبداعية لا تقل قيمة عن التمثيل أو الغناء والفنون التقليدية الأخرى، ووصفوا ما فعلته بتدخل مباشر في حياة ابنتها التي شقت طريق النجومية في سن مبكرة، أما الطرف الآخر فاعتبر أنها أم مسؤولة وترى مصلحة ابنتها في أن تعيش طفولتها بشكل طبيعي، خاصة أن الأم بررت تصرفها بأنها أدركت أن الوقت قد حان لحذف حسابات ابنتها عندما قامت بتسجيل الدخول ورأت 30 صورة شخصية متطابقة ورقصات صغيرة يمكن لأي شخص القيام بها، وقالت «لا أريد أن تكبر فالنتينا معتقدة أنها تلك الشخصية التي تحظى بالمعجبين والمتابعين، ولا أريد أن تعلن عن ملابسها المصنوعة من البوليستر القابلة للاشتعال المصنوعة في الصين، أو ترقص بصورة يومية»، ورأت الأم أنه جيل حزين يعتبر هذا بمثابة شهرة بالنسبة له.

ولكن اختلاف تلك الآراء لا يخفي الحقيقة التي يعيشها جيل الإنترنت، فمع تطور الحياة، واختفاء العديد من المهن وظهور مهن أخرى، أصبح الاعتماد على المواهب الشخصية ضرورة للحصول على المال، بدلاً من التركيز على دراسة تخصصات علمية قد تقودهم لمهن لا تناسب طبيعة العصر الذي يعيشون فيه، ولا تمنحهم الفرص التي تمنحها لهم منصات الـ«سوشيال ميديا» التي تعتمد على صناعة المحتوى وتقديمه.

وبدورنا تحدثنا مع عدد من المشاهير على منصة «تيك توك» لمعرفة آرائهم حول إيجابيات وسلبيات الشهرة في سن مبكرة، ورأيهم في تدخل الأهل سواء بالتشجيع أو الرفض لهذه الشهرة التي يقابلها الكثير من التحديات.

"ساعدتنا الشهرة على تكوين علاقات، كسب محبة الناس، فهناك من يدعون لنا يومياً، يتمنون لنا المزيد من النجاح"

تقوم هدى عاصم بالتعاون مع فريال عمر بتقديم «اسكتشات» هادفة وبعضها كوميدي، وتطرحان بعض المواضيع بطريقة فكاهية، وتستعرضان موهبتهما الفنية مثل موهبة الـ(beatbox )، وتقول هدى «بحكم أننا حقننا شهرة في سن مبكرة، وبحكم أننا ما زلنا في مرحلة الدراسة، فأصعب تحدّ هو أن نوازن بين الدراسة والشهرة، أما بالنسبة لصناعة المحتوى، و نظراً لاختلاف أذواق الجمهور، فإننا نتعرض في بعض الأوقات للتنمر والسخرية وتدخل غير لائق في خصوصيتنا، وهذه من أبرز السلبيات التي نواجهها في حياتنا اليومية، ولكن في المقابل، أصبحنا قادرتين على المواجهة، وتقبل النقد، والإصرار على الاستمرار على الرغم من الضغوط المحيطة بنا».

وبالنسبة للإيجابيات، تقول فريال «ساعدتنا الشهرة على تكوين علاقات، كسب محبة الناس، فهناك من يدعون لنا يومياً، يتمنون لنا المزيد من النجاح، وكذلك اكتسبنا الخبرة في مجالات مختلفة، والمهم جني الدخل المادي في سن مبكرة والاعتماد على الذات، فالشهرة تحتاج إلى طاقة وصبر، وبذل الوقت والجهد، وفي بعض الأوقات تحتاج إلى إمكانات مادية حتى يظهر المحتوى بأفضل صورة، خاصة أن تجربة «تيك توك» أكثر من رائعة ومن أكثر البرامج سلاسة وسهولة، تساعدنا على الظهور ببساطة من خلال البرامج التي تسمح بالشهرة في وقت قصير، ولكن بطرق احترافية لابتكار أفكار جديدة، ومتابعة كل ما هو جديد وحصري في منصة «تيك توك» مثل «الترندات» الملهمة بالنسبة لصناع المحتوى».

"حرصت على ألا تغير هذه الشهرة في حياتي الطبيعية، وألا تبعدني عن أهلي"

نجوم «تيك توك» يتحدثون عن إيجابيات وسلبيات الشهرة في سن مبكرة

أما أحمد الملا، فقد بدأت شهرته في سن العشرين، ولكن في حدود ضيقة، «اقتحمت عالم الـ «يوتيوب» في سن مبكرة، وزادت شهرتي في أوائل العشرينات، لكنني حرصت على ألا تغير هذه الشهرة في حياتي الطبيعية، وألا تبعدني عن أهلي خاصة أنني حينها كنت أشارك مقاطع على «اليوتيوب» لبعض التجارب البسيطة بهدف الترفيه والتسلية، ولكن عندما غيرت المحتوى الذي أقدمه وتحولت إلى منصات التواصل الاجتماعي، زاد التحدي وأصبحت أركز في الموضوع أكثر، وشعرت بمسؤولية تجاه الجمهور الذي يتابعني في أرجاء من الوطن العربي، وهنا يكمن الجانب الإيجابي. فقد طورت نفسي وتعلمت التصوير والإخراج وتصميم الجرافيك وكذلك التسويق الإلكتروني، التمثيل، الإنتاج، تأليف المحتوى، الغناء والعزف وكتابة الشعر، ووجدت في «تيك توك» مكاناً مميزاً للشباب الموهوب، لكن في المقابل تعمقت كثيراً، وابتعدت عن أهلي وعالمي الحقيقي، ولم أتمكن من السيطرة الكاملة على كل شيء، خاصة في أوقات علمت فيها ضرورة الرقابة من الأهل، للوقوف بجانب الأطفال غير الراشدين الذين يطمحون للشهرة».

"يجب أن يكون للأهل دور في إدارة حسابات أبنائهم، أو أن يتولى الأمر شخص كبير أو شركة متخصصة"

نجوم «تيك توك» يتحدثون عن إيجابيات وسلبيات الشهرة في سن مبكرة

يتحدث المخرج وصانع المحتوى مشاري هلال، عن الأسباب التي تدفع المراهقين للبحث عن الشهرة في سن مبكرة، «نشاهد في الـ «يوتيوب» والعديد من المنصات الهدايا الفاخرة التي يحصل عليها المشاهير، ويسافرون لدول العالم وهم في سن صغيرة، الأمر الذي يحفز المراهقين لتقليدهم، وخوض التجربة والاقتداء بهم، ولكنهم في الحقيقة لا يعرفون حجم الجهد والوقت الذي يبذله هؤلاء المشاهير للخروج بالمحتوى الناجح الذي يحقق لهم كل هذه الشهرة، ولا يرون إلا أنهم يريدون أن يصبحوا مشاهير مثلهم، ويتابعونهم من أجل تحقيق هذا الحلم، ويخسرون في المقابل وقتهم ودراستهم، والأهم صحتهم النفسية، ولا يتفاعلون مع حياتهم الواقعية، ويقومون بتصوير مقاطع فيديو ونشرها وانتظار المشاركات من المتابعين بسبب إحباطهم لعدم القدرة للوصول لنفس النتيجة، بسبب تعرضهم للنقد والسخرية في البداية، وهذا قد يسبب عدم الثقة بالنفس بسبب تجاهل المحتوى الذي يقدمونه، وهنا يجب أن يكون للأهل دور في إدارة حسابات أبنائهم، أو أن يتولى الأمر شخص كبير أو شركة متخصصة، خاصة أنه في المستقبل، عندما يحقق الشهرة التي يسعى إليها، فسوف يحتاج لمعرفة طرق جني المال وتحقيق ربح مادي كبير».

نبذل جهداً ووقتاً كبيراً في التصوير، وقد نفتقد الكثير من الأجواء الهادئة العائلية، ونتعرض للتنمر والتعليقات السلبية

نجوم «تيك توك» يتحدثون عن إيجابيات وسلبيات الشهرة في سن مبكرة

دخلت مايا أبو بخش عالم «تيك توك» صدفة، وهي صغيرة في العمر، ولم تتوقع حصد هذا الكم الكبير من المتابعين، «الشهرة والنجاح وجهان لعملة واحدة، وأنا ضد الأم الذي أغلقت حساب ابنتها إذا كان المحتوى غير مخل بالآداب المتعارف عليها، فنحن نبذل جهداً ووقتاً كبيراً في التصوير، وقد نفتقد الكثير من الأجواء الهادئة العائلية، ونتعرض للتنمر والتعليقات السلبية، ولكن يمكن نسيان كل هذا بمجرد الخروج إلى الشارع، والتفاف المعجبين من المتابعين حولنا، فأنا أشعر بأنني مميزة، ناجحة، قادرة على تحديد أهدافي، ويمكنني إيصال رسالتي بكل سهولة وفي أي وقت، كما ساعدتني «تيك توك» على التطور وجني المال والاعتماد على النفس».

"كنت أعاني الموازنة بين الدراسة والتصوير، وهذا الأمر صعب للغاية، وهو الذي يقلق أولياء الأمور، وربما هذا الأمر يدفع بعض الأهل لإغلاق حسابات أبنائهم"

نجوم «تيك توك» يتحدثون عن إيجابيات وسلبيات الشهرة في سن مبكرة

تقول دجانة بهادر «أنا من أوائل صانعي المحتوى على «تيك توك»، كنت صغيرة في العمر، وكانت أغلب الفيديوهات على المنصة لشباب أجانب، وجذبتني الفكرة لأحقق نفس شهرتهم، وبالتدريج أصبحت شخصية محبوبة لدى المتابعين، يشجعونني ويتمنون لي المزيد من النجاح، خاصة أنني كنت أعاني الموازنة بين الدراسة والتصوير، وهذا الأمر صعب للغاية، وهو الذي يقلق أولياء الأمور، وربما هذا الأمر يدفع بعض الأهل لإغلاق حسابات أبنائهم، بالإضافة لانجرافهم نحو أنواع غير محبذة من الفيديوهات، هنا تأتي مسؤولية الشاب أو الفتاة المشهورة، فعليه أن يتعلم كيفية استخدام هذا الفضاء الواسع بمزيد من الاحترام للذات والجمهور، وبالنسبة لي أحافظ على تقاليد مجتمعي، وأشق طريقي في عالم صناعة المحتوى لأحقق مزيداً من الشهرة والنجاح، على الرغم من محاربة أعداء النجاح الذين يعلقون بالسلب على كل ما أقدمه».

اقرأ أيضًا: في بيتنا «TikTok»! هل أطفالنا في خطر؟

 

مقالات ذات صلة