13 يونيو 2022

مريم القصير: هذه أسباب ارتفاع معدلات الطلاق في مجتمعنا

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

مريم القصير: هذه أسباب ارتفاع معدلات الطلاق في مجتمعنا
مريم القصير - تصوير: السيد رمضان

اتخذت من دراسة علم النفس باباً لتوسيع آفاقها الفكرية وإثراء تجربتها الذاتية، لتسهم في الحد من تفشي المشكلات الأسرية التي فرضتها التغيرات الحياتية.
إنها مريم إبراهيم القصير، مدير إدارة التثقيف الاجتماعي بدائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، التقيناها لتطلعنا على طبيعة الدور الذي تؤديه، وتكشف لنا عن جانب من حياتها الشخصية.

مريم القصير: هذه أسباب ارتفاع معدلات الطلاق في مجتمعنا
مريم القصير أثناء تكريمها من مجلس اولياء أمور الطلبة

تعددت المناصب الإدارية التي تسلمت مهامها في دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، حدثينا عن الهدف المشترك الذي يجمع بين هذه المهام من خلال عملك كقيادية؟

التحقت عقب التخرج بالعمل في الحقل التعليمي لمدة ثلاث سنوات، ثم انتقلت إلى دائرة الخدمات الاجتماعية وعينت كمديرة لإدارة الرعاية الاجتماعية للأطفال، وبعدها توليت إدارة التنمية والتأهيل ثم عينت كمديرة لإدارة التثقيف الاجتماعي، والحمد لله كلها مهام كانت تصب في هدف واحد وهو رفع مستوى الوعي المعرفي لدى جميع الفئات العمرية دون استثناء، للحد من المشكلات وتفشيها بخطوات استباقية للوقاية منها، وذلك بالحملات التوعوية والورش والمشاركات المجتمعية في الفعاليات على مستوى إمارة الشارقة وخارجها إن تطلب الأمر، وذلك بكل الطرق والوسائل التي تسهل وصول المعلومة لجميع المستويات التعليمية.

يتمحور دوركم في تصميم الحملات التوعوية للحماية من الظواهر الاجتماعية السلبية، كيف ترصدونها؟

أدى التغير الاجتماعي الحاصل ليس فقط على مستوى الإمارات، بل العالم أجمع، إلى حدوث كثير من المتغيرات التي لم نألفها من قبل، ونعمل من خلال الإدارة على رصد جميع الظواهر التي تطرأ على المجتمع، عن طريق خط الاستشارات 800700 المجاني، والذي يعمل على مدار الساعة، ونقوم بتصميم البرامج التي تهدف إلى علاجها.

مريم القصير: هذه أسباب ارتفاع معدلات الطلاق في مجتمعنا
مريم القصير -تصوير: السيد رمضان

ما أنواع البرامج التي تقدمها إدارة التثقيف الاجتماعي، وهل تتوجه بها إلى فئات بعينها؟

تعمل برامج التوعية على تحقيق الثقافة المعرفية وتعزيز الاستقرار الأسري والرفاه الاجتماعي في إمارة الشارقة، إذ نفذت الدائرة مجموعة كبيرة من البرامج لأشخاص من جميع الفئات العمرية، وتوجد ثلاثة تصنيفات لتلك البرامج هي: برامج الوقاية والحماية، وبرامج التوعية الاجتماعية العامة، وبرامج غرس القيم والأخلاق النبيلة لطلبة المدارس، إذ تخاطب الأولى والثانية جميع الفئات العمرية من الأطفال والكبار والمنتسبين وذوي الإعاقة في المؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة والأهلية والمدارس عامة، أما الثالثة والخاصة بغرس القيم فتتوجه لطلبة المدارس والناشئة ومراكز الأطفال وكل مؤسسة تعنى بتلك الفئة.

هل تغيرت النظرة المجتمعية نحو طلب الاستشارة من متخصص، أم ما زالت تلك النظرة قاصرة؟

اختلفت النظرة إلى الاستشارات الأسرية عن السابق كثيراً، إذ أصبح الوعي أكبر بضرورة اللجوء إلى استشاريين مختصين للمساعدة قبيل حدوث المشكلة على سبيل المثال، أو للمساعدة في حل مشاكل أخرى نفسية أو قانونية أو أسرية أو صحية، فلدينا فريق مؤهل ومدرب على أعلى مستوى للرد على تلك الاستشارات وتقديم الحلول لها.

نستقبل في دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة مشكلات الطلاق والنفقة، والخيانة الزوجية عن طريق خط الاستشارات 800700 المجاني

ما نوعية المشكلات التي ترد إليكم وتتصدر دائماً المقدمة؟

نستقبل مشكلات الطلاق والنفقة، والخيانة الزوجية، وما يعقبها من خلافات أسرية، ثم تأتي تلك المتعلقة بوجود فجوة بين الآباء والأبناء ناتجة عن عدم إدراك متطلبات مرحلة المراهقة وما يعقبها من سلوكيات وتصرفات يجهل الأهل كيفية التعامل معها.

كيف تتعاملون مع المشكلات الأسرية منذ لحظة التبليغ عنها ووصولاً لحلها؟

يتم استلام طلب الاستشارة إلكترونياً من خلال مركز الاتصال التابع للدائرة ويتم تحويله وفق نوع الاستشارة (قانوني - اجتماعي – نفسي – صحي) إلى الاستشاريين الخبراء المتواجدين في معظم إدارات الدائرة، ويكون ذلك في سرية تامة دون معرفة أي بيانات عن طالب الاستشارة، إلا إذا تطلب الأمر عقد جلسات بين الأزواج والزوجات على سبيل المثال أو أحد أفراد الأسرة ويكون بالاتفاق المسبق مع الحالة وتحديد موعد في مبنى قطاع خدمة المجتمع.

مريم القصير: هذه أسباب ارتفاع معدلات الطلاق في مجتمعنا
مريم القصير خلال تكريم فريق عمل المنتزه الصحرواي

أفرز الانفتاح على العالم وجود فجوة في العلاقة بين أفراد الأسرة، كيف تتعاملون مع هذا الملف الشائك؟

مواجهة المتغيرات الاجتماعية يكون بالتصدي لها، من خلال تنظيم الحملات التوعوية والمشاركات المجتمعية في المهرجانات والفعاليات على مستوى الإمارة، والتي تدعو إلى الحفاظ على الموروث الاجتماعي وعودة أواصر الود بين أفراد الأسرة وجمع شمل العائلة ومواجهة الغزو الثقافي الخارجي وما يفرضه من عادات دخيلة على مجتمعنا العربي، وكلها أمور يمكن تحقيقها إذا ما سبقها وعي حقيقي.

ما أكثر المواقف التي تؤلمك عند التعامل مع الحالات؟

الانفصال الأسري من أكثر الأمور التي تؤلمني، كما يستفزني عدم مبالاة الأبوين بما يصدر عنهما من سلوكيات سلبية أمام الأبناء، قد تدفع بهم إلى انحرافات سلوكية وأمراض نفسية واجتماعية ونتائج أخرى لا يحمد عقباها.

تحدث المشاكل في السنوات الأولى للزواج، وهو ما يدفع بطرفي العلاقة إلى الرغبة في الخلاص بالانفصال

ما السبب وراء ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع؟

تحدث المشاكل في السنوات الأولى للزواج، وهو ما يدفع بطرفي العلاقة إلى الرغبة في الخلاص بالانفصال، وأحياناً تردنا حالات طلب طلاق بعد زواج استمر 20 أو 25 عاماً، وتؤكد الدراسات أن أسباب ارتفاع الطلاق يعود لاختلاف النظرة إلى الطلاق عن السابق، وعدم تفهم كلا الطرفين للآخر، وانعدام الحوار بين أفراد الأسر سواء بين الأب والأم أو بينهما وبين الأبناء، ودورنا ينصب في إصلاح تلك المشاكل وتوجيه النصائح التي تساعد في استقرار المنزل، وعودة السكينة إلى البيوت.

ما الرسالة التي تحبين أن تتوجهي بها إلى أفراد المجتمع؟

التفكير بتأن قبل هدم الأسرة، فهي الأساس الذي يعتمد عليه لبناء مجتمع مترابط وقوي وخال من المشكلات والأمراض النفسية، فالأبناء هم ثمرة الأبوين وبهم يبنى مستقبل الأمة، فيجب ألا يحملوا نتائج أخطاء وأهواء غيرهم.

 

مقالات ذات صلة