15 سبتمبر 2022

إنعام كجه جي تكتب: بادرة "اطلبي أنجيلا"

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس.

إنعام كجه جي تكتب: بادرة "اطلبي أنجيلا"

هذه بادرة استوردتها فرنسا من انجلترا، وهي طريقة جميلة وضرورية لنجدة البنات والسيدات في الشارع.

سؤال: ماذا يمكن أن يحدث لشابة تسير في شوارع عاصمتين متحضرتين مثل لندن وباريس؟

جواب: يمكن أن تواجه موقفاً حرجاً أو تحرشاً أو اعتداء من تلك التي لا نتوقع حدوثها سوى في المدن التي ينفلت فيها زمام الأمن.

ذهبت كعادتي أشتري الخبز من خباز الحي فوجدت على بوابته الخارجية لافتة صغيرة بخط واضح جميل تقول: اطلب أنجيلا. من تكون أنجيلا هذه؟ هل هي حلوى جديدة أم رغيف مبتكر مصنوع من حبوب مفيدة للصحة.

من عادة الخبازين في الأحياء السكنية تخصيص زاوية في دكاكينهم لتعليق إعلانات تفيد سكان الحي: عنوان خياط ماهر بسعر متهاود، هاتف امرأة تتولى قص شعرك في البيت، جليسة أطفال تبحث عن عمل، أو سيدة يمكنها تقديم خدمات للعجزة في ساعات محددة. وبفضل تلك الإعلانات عثرت على بقالة توفر لوازم المطبخ العربي وعلى شابة تسقي نباتات شرفتي حين نكون على سفر.

تقول الإحصائيات إن 8 من كل 10 شابات في فرنسا لا يشعرن بالأمان في الشارع. وأسباب ذلك القلق كثيرة: حوادث خطف الحقائب أو انتزاع الهاتف من اليد، التحرش اللفظي بكلمات جارحة، مضايقات من مشرد سكران أو شلة سكارى يجلسون على القارعة، طلب قبلة بالغصب، شدّ السلسلة الذهبية من العنق مع ما يصاحبها من فزع وجروح.

وفيما يخص فرنسا، فإن المضايقات قد تأتي من صبية الحي نفسه. وهناك بين المراهقين من ينصب نفسه حامياً للفضيلة، وبالتالي فإنه يبيح لنفسه أن يعترض طريق أي شابة ترتدي تنورة قصيرة أو أن يمنع امرأة من المرور لأنها تزينت للذهاب إلى حفل. وإذا كان هناك من يشعر بالتعاطف مع هؤلاء «البلطجية الصغار» فإن التعاطف يزول حين نعرف أن أغلبهم من اللصوص ومن متعاطي المخدرات.

لمواجهة بعض تلك الحالات ظهرت بادرة «اطلبي أنجيلا»، وتطوع أصحاب المتاجر لتعليق اللافتة على واجهات دكاكينهم. فإذا شعرت إحدى الفتيات بأن هناك من يلاحقها أو من يضايقها ويتطفل عليها بشكل ثقيل، تسارع بالدخول إلى واحد من تلك المتاجر وستجد على الفور من يحميها ويتصدى للمعتدي أو يطلب شرطة النجدة التي تحضر في دقيقتين.

ومن باريس انتقلت هذه الحملة إلى شوارع مدن أخرى مثل بوردو وليون وروان.

لماذا أنجيلا؟ لأن معنى الاسم في اللغات الأوروبية هو الملاك. وبهذا فإن ضحايا التحرش في الطرقات سيجدن ملاكاً حارساً وراء العديد من الواجهات التجارية.

 

مقالات ذات صلة