01 مايو 2021

بسبب جائحة كورونا .. أطفال يشاركون في معسكرات وورش افتراضية

محررة في مجلة كل الأسرة

بسبب جائحة كورونا .. أطفال يشاركون في معسكرات وورش افتراضية
ورشة الطبخ تقديم - موزة الهوتي

قبل عام تقريباً كان العالم ينادي بإنقاذ أبناء جيل الإنترنت من قبضة الهواتف الذكية، وبإعادتهم إلى الحياة الواقعية بعد انغماسهم الملحوظ في عالمهم الافتراضي، لكن بعد تغير الأوضاع الاجتماعية بسبب جائحة «كورونا»، أثبت هؤلاء الأطفال أنهم أكثر قدرة من غيرهم على التأقلم مع ظروف التباعد الاجتماعي، وضاعفوا من متع التعامل مع العالم الافتراضي من خلال البرامج والمعسكرات التي صممت خصيصاً لهم، للاستفادة من خبراتهم في التعامل مع الإنترنت، واستغلال أوقات فراغهم بكل ما هو مسل ومفيد، خصوصاً أن تلك المعسكرات الافتراضية صارت متنفسهم خلال فترة العطلات الدراسية.

فكيف يستمتع الأطفال في معسكراتهم الافتراضية؟ وما الذي يميز هذه المعسكرات عن المعسكرات التقليدية الواقعية؟ 

نظمت أطفال الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، مؤخراً، معسكر الربيع الافتراضي بحلة جديدة، «عن بعد» عبر تقنيات الاتصال المرئي «زوم»، مستهدفة جميع الأطفال من المراكز والجمهور، وقد تضمن المعسكر مجموعة من البرامج والورش التفاعلية التي تلبي طموحات الأطفال، ضمن المسارات المعتمدة للمؤسسة، منها الفنون، الرياضة، العلوم والتكنولوجيا، الآداب واللغات، قدمها كوكبة من الموهوبين والمتميزين من منتسبي أطفال الشارقة، ناشئة الشارقة وسجايا فتيات الشارقة، في مختلف المجالات. وتتخلل المعسكر مجموعة من الرحلات الافتراضية لأبرز المعالم في الدولة، فضمن برنامج «رحلتنا وين» قام الأطفال خلال الأسبوع الأول بزيارة حديقة بحيص الجيولوجية حيث تعرفوا إلى تاريخ الشارقة الجيولوجي، والأهمية الجيولوجية لجبل بحيص والمناطق الأثرية المحيط به.

آراء الأطفال

الورش الافتراضية وسيلة لتطوير أفكارنا الابتكارية ومهارات التواصل والقدرة على تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس

بسبب جائحة كورونا .. أطفال يشاركون في معسكرات وورش افتراضية

استمتعت ماريا خالد في الحلقات خلال المعسكر، وتعرفت إلى أسلوبها الافتراضي الجديد في ظل الظروف الحالية، «شعرت أن هناك الكثير من الوقت المفيد أمضيه مع أفراد أسرتي، فقد كنا نفتقد دعم الأهل، وكان إيجاد هذا الوقت يصعب علينا، فقد ساعدتنا العائلة في الحضور والالتزام، وساندتنا بتوفير الأدوات والوسائل».

وتابعت ماريا «بالمقارنة بين نوعي المعسكرات، أرى أن كل المعسكرات بشكل عام مهمة، سواء كانت افتراضية أم واقعية، فهي وسيلة لتطوير أفكارنا الابتكارية ومهارات التواصل والقدرة على تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس، وكذلك تمدنا بالشجاعة والقدرة على التواصل وإقامة صداقات خارج المدرسة. ولقد شاركت في ورش فنية، رياضية، في البرمجة، القصة، الإلقاء والحوار، وتعلمت الاعتماد على النفس في استخدام الكمبيوتر والبرامج التي تساعد الطلبة على التواصل».

تعلمت الاعتماد على الذات أكثر، وزادت ثقتي بنفسي

موزة الهوتي - مركز الطفل بخورفكان
موزة الهوتي - مركز الطفل بخورفكان 

أما موزة الهوتي، فقد تمكنت من تقديم ورشة الطبخ بعنوان «مع الشيف موزة»، «في الحقيقة أرى أن المعسكرات عن بعد ليست أفضل من الواقعية، فقد افتقدت إلى روح العمل كفريق، والتعرف إلى أصدقاء جدد، والتفاعل مع المعلمات والعمل الجماعي، ولكنني أعوض ذلك من خلال التواصل مع أصدقائنا، عن طريق حساب «الانستغرام» لمراكز أطفال الشارقة، وعبر برنامج تميز. أما بالنسبة للاستفادة من المعسكر، فقد تعلمت الاعتماد على الذات أكثر، وزادت ثقتي بنفسي، لاسيما أنني تعلمت كيفية إعداد الوجبات الصحية بطريقة سهلة وسريعة، بالإضافة إلى كيفية استخدام معدات وأدوات المطبخ البسيطة، وفي المجالات الأخرى، فالمعسكر مميز، والأسئلة والمشاركات كثيرة، والمجال مفتوح أمامنا لمناقشة كل ما يدور في أذهاننا، بفضل مساندة الأهل وتزويدهم لنا بالأفكار وتشجيعنا».

سأظل أمارس هواية الرسم والفنون في مراكز الأطفال والناشئة، سواء كان ذلك في الورش الافتراضية أم بالعودة إلى المراكز بعد انتهاء الأزمة 

بسبب جائحة كورونا .. أطفال يشاركون في معسكرات وورش افتراضية

أما فاطمة السويدي  فتقول إن أحب الورش إلى قلبها هي ورشة الفنون والرسم، فهي مناسبة لها في كل زمان ومكان، «لا طعم للحياة من دون فرشاة رسم، فبالنسبة لي الرسم والفن إبداع لا حدود له للصغار وللكبار، وسأظل أمارس هواية الرسم والفنون في مراكز الأطفال والناشئة، سواء كان ذلك في الورش الافتراضية أم بالعودة إلى المراكز بعد انتهاء الأزمة بإذن الله تعالى. والأشياء التي أضافتها الورش الافتراضية إلى شخصيتي، هي مواجهة الجمهور بثقة أكبر في تقديم ورش مفيدة لأطفال آخرين، وكان هذا بفضل إدارة مراكز الأطفال وثقتهم الكبيرة بنا وبأن الأطفال يستطيعون تقديم ورش مفيدة للآخرين، فالشارقة بيئة حاضنة للإبداع والابتكار».

اكتسبت مهارات شخصية، وتوليت مسؤولية تعليم نفسي، بفضل تشجيع المقدمين

بسبب جائحة كورونا .. أطفال يشاركون في معسكرات وورش افتراضية

وجدت تالا حكمت المعسكرات الافتراضية مسلية وممتعة لدرجة أنها أغنتها عن المعسكرات الواقعية، «قد أكون مفتقدة اللعب والفكاهة في الحياة الواقعية، والتواصل بشكل مباشر مع مقدمي الورش، وهذا قد يتم تعويضه في المستقبل، وذلك في سبيل تنمية مهاراتي في التعلم الذاتي، واكتساب مهارات شخصية، خصوصاً أنني توليت مسؤولية تعليم نفسي، بفضل تشجيع المقدمين عن طريق المسابقات والأوسمة ولقب النجم. ولقد عززت المشاركة في المعسكر الافتراضي دور الأهل، الذين لهم الفضل الكبير، في جوانب تعلم كثيرة عن بعد في ظل جائحة كورونا، ولقد كان دور الأسرة مكملاً لمراكز الأطفال في برامج المعسكرات، من أجل إعدادنا لقيادة المستقبل، وتقديم الدعم النفسي بتوفير الأجهزة والأدوات اللازمة والبيئة الصحية للتعلم، ومشاركتنا في بعض الفعاليات التي تحتاج إلى مساندة أولياء الأمور، فقد وضعوا ضوابط للتواصل مع الأصدقاء، كما أن جلسات العصف الذهني والحوارات المستمرة شملت حضور أفراد العائلة».

أدعو جميع أولياء الأمور إلى إلحاق أطفالهم بالمعسكرات والورش الافتراضية لتنمية قدراتهم وإبراز مواهبهم

ورشة عائلة السيد شمس
ورشة عائلة السيد شمس

قالت عائشة علي الكعبي، مديرة مراكز أطفال الشارقة بالإنابة:

«سعينا من خلال معسكر الربيع لهذا العام، إلى إبراز إمكانات منتسبي أطفال الشارقة وناشئة الشارقة وسجايا فتيات الشارقة في تقديم ورش متنوعة ومبتكرة لأقرانهم بهدف استثمار طاقاتهم وإبراز قدراتهم، وتعريف المجتمع بالدور الذي تلعبه مؤسسات ربع قرن في تمكين منتسبيها من تطبيق ما اكتسبوه من مهارات في مراكزهم من خلال البرامج والورش التي يشاركون فيها طيلة العام، فنحن سعداء بتفاعل واستعداد المنتسبين لتقديم الورش بدءاً من وضع الأفكار والتخطيط لها ثم تنفيذها. وهذا بدوره يعكس مدى ثقة الأطفال بأنفسهم واستعدادهم لخوض هذه التجربة المتميزة التي ستضاف إلى رصيد خبراتهم وتنمي مهاراتهم، لذا أدعو جميع أولياء الأمور إلى إلحاق أطفالهم بالمعسكر من أجل تنمية قدراتهم وإبراز مواهبهم بالإضافة إلى استغلال فترة العطل المدرسية بما يعود عليهم بالفائدة».