20 فبراير 2022

في بيتنا مراهق!.. كيف نتعامل معه؟

محررة باب "صحة الأسرة" في مجلة كل الأسرة

في بيتنا مراهق!.. كيف نتعامل معه؟

عندما يفكر الأبوان في أن مرحلة المراهقة هي فترة نمو مكثف، ليس فقط جسدياً ولكن عاطفياً وفكرياً، سوف يتفهمان أنها فترة ارتباك واضطراب تحدث للابن، أو الابنة، وتنعكس على عائلته. على الرغم من أنها قد تكون فترة نزاع بين الوالدين والمراهق إلا أنها أيضاً مرحلة يحتاج لهما فيها بشدة وعليهما التعامل معه بالصورة الصحيحة حتى يشب كشخص سوي نافع للمجتمع.

هنا بعض النصائح التي تجعل الأب والأم يتعاملان مع ابنهما أو ابنتهما في هذه السن بطريقة مرضية للطرفين:

متى تبدأ المراهقة؟

كل طفل يختلف عن الآخر، فهناك من يبلغها مبكراً، والبعض يتأخرون في الوصول إليها، وآخرون يجتازونها سريعاً. بعبارة أخرى، هناك نطاق واسع لها لكن من المهم التمييز بين سن البلوغ والمراهقة. يعتقد معظمنا أن سن البلوغ هو تطور جسدي فقط لكن كل طفل في المرحلة العمرية بين 8 و14 عاماً أو نحو ذلك، يمكن أيضاً أن يمر بمجموعة من التغييرات الداخلية.

يعلن العديد من الأطفال عن بداية المراهقة مع تغيير جذري في السلوك، ويبدأ في الانفصال عن الأم والأب ويصبح أكثر استقلالية. في الوقت نفسه يدرك الطفل في هذا العمر بشكل متزايد كيف يراه الآخرون، وخاصة أقرانه، ويحاول جاهداً التكيف مع ذلك، وغالباً ما يصبح أقرانه أكثر أهمية من والديه فيما يتعلق باتخاذ القرارات.

غالباً ما يبدأ الأطفال «بتجربة» أشكال وهويات مختلفة ويصبحون مدركين تماماً لمدى اختلافهم عن أقرانهم مما قد يؤدي إلى صراعات مع الوالدين.

المناقشة المبكرة والمستمرة

أجب عن الأسئلة المبكرة التي يطرحها الأطفال حول التكوين الجسدي، مثل الاختلافات بين الأولاد والبنات، ولكن لا تفرط في تحميلهم بالمعلومات - فقط أجب على أسئلتهم. يساعدك في هذا الشأن أيضاً نصيحة«ثقف نفسك».

التعامل مع التمرد بحكمة

إذا أراد طفلك المراهق صبغ شعره أو ارتداء ملابس غير تقليدية فكر ملياً قبل الاعتراض، فالطفل في هذه المرحلة يرغب في إحداث صدمة لوالديه أو إثارة انتباههما أو غضبهما، ومن الأفضل السماح له في كثير من الأحيان بأن يقوم بشيء يرغب فيه بشرط أن يكون فعلاً مؤقتاً وغير ضار، احتفظ باعتراضاتك على الأشياء المهمة، كالسلوكيات الخطأ أو التغييرات الدائمة في المظهر.اسأل لماذا يريد ابنك المراهق ارتداء هذه النوعية من الملابس أو أن يبدو بطريقة معينة، وحاول أن تفهم ما يشعر به.

ضع نفسك مكان طفلك

تدرب على التعاطف مع طفلك من خلال مساعدته على فهم أنه من الطبيعي أن تكون قلقاً أو خجولاً بعض الشيء، وأنه لا بأس من أن تشعر بالنضج لبعض الوقت ثم تعود طفلاً في تصرفاتك في اليوم التالي.

أهمية التوقعات

قد ينزعج اليافع بشأن التوقعات التي يضعها أبواه، ومع ذلك هو بحاجة لهذا الأمر ولأن يكون والداه مهتمين به بدرجة كافية لذلك يتوقعان منه أشياء معينة مثل الدرجات الجيدة والسلوك المقبول والالتزام بقواعد المنزل. إذا كان لدى الآباء توقعات مناسبة فمن المرجح أن يحاول الطفل تلبيتها، وفي حالة كانت غير معقولة ربما يشعر الطفل بالعكس وبأنك تعاديه.

ثقّف نفسك

اقرأ كتباً عن المراهقين، وتذكر عندما مررت أنت شخصياً بهذه المرحلة، وتذكر أيضاً معاناتك مع حب الشباب أو إحراجك من التطور مبكراً - أو متأخراً، وهذا يساعدك على توقع بعض التغيرات المزاجية لطفلك لتكون مستعداً لمزيد من الصراع عندما ينضج كفرد.

الآباء الذين يعرفون ما هو قادم يمكنهم التعامل معه بشكل أفضل، وكلما عرفت أكثر كان بإمكانك الاستعداد بشكل أفضل.

غالباً ما تكون سنوات المراهقة وقتاً للتجربة وأحياناً تتضمن هذه التجربة سلوكيات محفوفة بالمخاطر، أقلها محاولة تجربة التدخين، لذلك فإن مناقشة الموضوعات الصعبة بصراحة مع الأطفال قبل تعرضهم لها يزيد من احتمالية تصرفهم بمسؤولية عندما يحين الوقت.

ناقش قيمك العائلية مع ابنك المراهق وتحدث عما تعتقد أنه صواب وما هو خطأ ولماذا، وتعرف إلى أصدقائه من خلال التعرف إلى آبائهم. يعتبر قدر معين من التغيير أمراً طبيعياً خلال هذه المرحلة، لكن التحول الجذري أو طويل الأمد في الشخصية أو في السلوك قد يشير إلى مشكلة حقيقية ربما تكون من النوع الذي يحتاج إلى مساعدة احترافية.