30 مايو 2022

كيف تسعد طفلك بعد الأوقات العصيبة؟

محررة باب "صحة الأسرة" في مجلة كل الأسرة

كيف تسعد طفلك بعد الأوقات العصيبة؟

بعد انحسار جائحة «كوفيد-19» وبداية عودة الحياة الطبيعية، يجب ألا يفوتنا أن هذه الأزمة ربما تكون قد وضعت بصماتها على نفوس أطفالنا.. وحتى لا تشكل لهم صدمة نفسية قد تؤثر في حياتهم مستقبلاً علينا محاولة إعادة الهدوء والطمأنينة إليهم وإدخال البهجة إلى نفوسهم التي غادرتها على مدى عامين تقريباً.

من المهم ألا تؤثر التحديات التي واجهناها جميعًا مؤخرًا في مسيرة هذا الجيل، ويمكن للوالدين أن يأخذا بيد طفلهما نحو مرحلة جديدة من تأسيس طفولة صحية.

اسمعوا أطفالكم

كيف تسعد طفلك بعد الأوقات العصيبة؟

ليس من السهل التحول فجأة من عقلية البحث عن الأمان والنجاة إلى عقلية البهجة والمرح ولكن لا يزال هذا ممكناً، فقد تفسح هذه التحديات الطريق لجيل من الأطفال المرنين الذين هم أقوى وأكثر سعادة وصحة بسبب الطريقة التي تعلموا بها التعامل مع الصعوبات.

ويرى خبراء الصحة النفسية بأن الحالة التي يُطلق عليها «اضطراب ما بعد الصدمة» ليست النتيجة الأخطر لأي موقف صعب ولكن الأخطر هو تناميها واستمراريتها، و من المحتمل بدرجة كبيرة أننا سنرى جيلًا من الأطفال الأقوياء رغم أنهم مروا بهذا الوقت العصيب المخيف الذي كانوا فيه معزولين اجتماعياً ولكن لتحقيق ذلك من الضروري أن يشعر الأطفال بأن أصواتهم مسموعة لأنهم بحاجة إلى معرفة أن مشاعرهم هذه طبيعية ومن الفطرة البشرية، وأن يعيدوا لهم ترسيخ الشعور بالأمان والسلام.

الطفل يحتاج إلى الاطمئنان بأن كل شيء سيعود لطبيعته

كيف تسعد طفلك بعد الأوقات العصيبة؟

من المهم أيضًا سماع المشاعر السلبية والتحقق من أنها صحيحة ثم معالجتها لأن الاندفاع إلى الأمام للاستمتاع والابتهاج وسط المشكلات التي لم يتم حلها لن يجعلها تختفي بل يمكن أن يؤدي في الواقع إلى مشاعر مكبوتة.

وفي خضم هذا يجب ألا نشعر بالأسف تجاه طفل مصاب بالقلق أو الخوف حتى لا يشعر الطفل بالأسف على نفسه، فالشفقة لم تساعد أي طفل على الإطلاق، والأفضل تهوين الأمر عليه وإخباره بأن هذه حالة انتابت الكثيرين غيره ولكنها لم تؤثر فيهم وأن كل شيء سيعود لطبيعته.

الطفل يحتاج إلى التواصل

كيف تسعد طفلك بعد الأوقات العصيبة؟

بالرغم من التباعد الجسدي، والذي تطلب التباعد الاجتماعي، في الفترة الماضية كان من التدابير الاحترازية المهمة إلا أن العزلة من أكثر العوامل التي تساهم في أزمة الصحة العقلية الحالية بين الأطفال، ويتفق العديد من الخبراء على ذلك. فعندما ينفصل الطفل عن أصدقائه وأقربائه يشعر بالوحدة والعجز في مواجهة التحديات لذلك يجب تسهيل التواصل بين الطفل وأقرانه خاصة في الأعمار الأصغر.

ولا تنسى أن أفضل علاقة للطفل يجب تقويتها هي علاقته معك، وواحدة من أفضل الطرق لذلك هي اللعب معه، ويكفيك 5-10 دقائق في اليوم وكلما زادت فهو أفضل.

وأثناء التحدث مع أطفالك حول ما يجعلهم يشعرون بالبهجة من المفيد وضع مفهومين في الاعتبار:

  • التدفق
  • الاستمتاع

والتدفق هو عندما ننغمس في نشاط ما لدرجة أننا ننسى نوعًا ما الوقت والوعي الذاتي، وأظهرت الأبحاث أن وجوده في حياتنا يساهم بشكل كبير في السعادة، ومن الجيد أن الأطفال يمكن أن يدخلوا إلى حالة التدفق بشكل طبيعي أكثر من البالغين.

لفهم ما يجعل أطفالك سعداء فإن أفضل ما يمكن عليك فعله هو التحدث معهم حول هذا الموضوع، وقد تبدو إجاباتهم بسيطة ولكن الحديث في حد ذاته متعة وأمان للطفل. عندما لا يحدث ذلك سيملأ الأطفال الفراغ بربط السعادة بالقيم الأخرى التي يميل الآباء إلى التأكيد عليها مثل النجاح الدراسي والإنجاز،

ويمكن أن يؤدي التركيز المفرط على النجاح إلى سعي لا نهاية له. قد يكون ذلك مفيدًا لريادة الأعمال لكنه لا يؤدي دائمًا إلى السلام والرضا الداخليين. قبل أن يتمكن الآباء من مساعدة أطفالهم في العثور على السعادة والبهجة من المهم تحديدها أولاً.

الشيء الوحيد الذي يتفق عليه الخبراء هو أن الأمر يمكن أن يكون مختلفًا لكل طفل على حدة. ربما يكون تحقيق هذا من خلال اللعب في الخارج، أو للبعض من خلال اللعب مع صديق، وقد تكون لبعض المراهقين العزلة هي الأفضل.