لا نبالغ في القول إن السلام الداخلي هو مرتكز الأمان والطمأنينة في حياة الفرد والأساس لاستقراره وتوازنه على كافة الصعد سواء مهنياً، أسرياً، زوجياً، اجتماعياً، تربوياً وغيرها.
عايشت الدكتورة ياسمين الخالدي، استشاري نفسي، تربوي وأسري واستشاري الصحة والإرشاد والتوجيه والصحة النفسية ومدرب معتمد في التنمية البشرية والأسرية، الكثير من الخلافات والاستشارات التي تمحورت حول عنصر السلام الداخلي، تقول «وجدت أن معظم المشكلات الأسرية، الزوجية أو حتى المهنية وغيرها سببها عدم الاستقرار الداخلي والنفسي نتيجة ضغوط في العمل أو داخل الأسرة، مشكلات مع الأبناء خلال مرحلة المراهقة، أو بسبب شريك الحياة».
فالسلام الداخلي (أي راحة البال) يشير إلى «حالة السلام في تكوينه العقلي والروحي مع ما يكفي من المعرفة والفهم للحفاظ على قوة النفس في مواجهة الخلاف والتوتر»، وتوضح د. الخالدي «أن معرفة الإنسان لذاته تغنيه عن العالم الخارجي وتمدّه بالقوة الكافية لمواجهة جميع التحديات لكونها حالة اطمئنان وراحة وسكينة من الداخل».
أولاً: فهم حقيقة السلام الداخلي
وقد حددت الدكتورة ياسمين الخالدي عدة عبارات تساعد الفرد على فهم حقيقة السلام الداخلي:
لفهم السلام الداخلي يجب علينا:
ثانيًا: أهمية الإيجابية للشعور بالسلام الداخلي
توضح د. الخالدي «الشخص الإيجابي يتعرّف إلى مفهوم الانسجام و يدرك أهمية فهم الذات ويطبق الاستراتيجيات الفعالة لتحقيق الشعور بالسلام الداخلي لجهة محاربة اليأس والكسل والملل والسلبية ووضع خطط للنجاح كما يتمكن من مواجهة تحديات العالم الحديث».
وتضيف «يتمكن الفرد من اكتشاف قوة الحياة باكتشاف نقاط قوته وقوة حياته ويصعد سلم النجاح بكل ثقة ويصل لأعلى مكانة ويبدأ بالتعرف إلى سلبياته ويتحرر منها ويصلحها ويعيد برمجة أفكاره وقراراته لتبعده عمّا هو سلبي».
وتتلمس د. الخالدي آثار الإيجابية وانعكاساتها على الفرد «تصبح أفكاره ومشاعره متحدة وإيجابية ومرنة وسليمة كلياً وقد تخلص من الأفكار السلبية ومن الصراع الفكري والقرارات المشتتة ويصل لمرحلة التنوير والسكون الروحي حيث البعد عن الهشاشة النفسية والتوتر والقلق ويرى الحياة ببصيرته وتجده شخصاً متزناً ومرناً في التعامل مع الأحداث والمواقف ومصدر أمان وإلهام للآخرين».
ويمكن تحقيق السلام الداخلي بطرق ووسائل توضحها د. الخالدي: