لا يزال الخبراء يلحون في التأكيد على أن الأطفال يكتشفون عالمهم من خلال اللعب، لذلك فإن اللعب عامل أساسي في نموهم. فالاستراحة من أجواء الحضانة أو المدرسة من أجل استكشاف إبداعاتهم وبناء مهاراتهم يمكن أن يكون له بالغ الأثر في ذهنية الطفل وصحته البدنية.
تعتبر المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة اللعب أداة مهمة في تحقيق النمو المطلوب للطفل، وعليه فهي ترى أن هذا اللعب هو حق أساسي لكل طفل. فاللعب بكل أشكاله وأنواعه وأساليبه، تخيلية أو واقعية، يمكن أن يساعد الأطفال على بناء مهارات اجتماعية وطرق تواصل وحل للمشاكل، كما أنه قادر على شحذ مهاراتهم الحركية الدقيقة والكبيرة.
والعامل الآخر المهم الذي لا بد أن يعرفه ويدركه الأهل أن الغرض من اللعب أمر ثابت وراسخ مهما كان عمر الطفل أو مرحلة نموه، فمع نمو الطفل تكون نشاطاته ملبية لاحتياجاته الفردية.
أهمية اللعب للأطفال من الولادة وحتى سنتين
معظم الاكتشافات التي ينكب عليها الطفل في هذه المرحلة العمرية تكون حسية، فالأطفال بعمر صغير جداً يميلون إلى وضع الألعاب في أفواههم كطريقة لتحديد وظيفتها ومادتها.
أما الأنشطة الأخرى على غرار رص المكعبات، دحرجة الكرة أو تنسيق الأشياء المتشابهة، فيمكن أن تساعد الطفل على بناء مهاراته الحركية الدقيقة والكبيرة، كما أن التفاعل مع بقية الأطفال الصغار والبالغين هو عامل رئيسي في خلق أساس للمهارات الاجتماعية ومهارات التواصل.
في هذه المرحلة العمرية من النمو، لا يكون اللعب منظماً على الدوام. إذ يستخدم الصغار اللعب لاستكشاف وفهم عالمهم وكذلك لتعلم كيفية الإبلاغ عن رغابتهم واحتياجاتهم ومشاعرهم.
أهمية اللعب للأطفال من عمر سنتين إلى 5 سنوات
بعمر ما قبل المدرسة، يتعلم الأطفال أهمية المشاركة واتباع التعليمات.
وهذا ما يتم عادة من خلال ألعاب الألواح البسيطة التي تتطلب اتباع الاتجاهات أو القيام بالدوران وتغيير الاتجاه. كما أن الألعاب التخيلية، مثل ارتداء ملابس الشخصيات أو اللعب في بيت أو متجر بضائع، فهي تساعد الأطفال على تعلم ماهية وظائف المجتمع، واكتساب مهارات اجتماعية يحتاجها الطفل للتواصل والتفاعل مع الآخرين وتعلم النتائج المترتبة عن الأفعال.
وعن طريق ممارسة مثل هذه الألعاب يقلد الأطفال ما يراقبونه ويرونه في المنزل، وعليه فإن هذه المرحلة العمرية هي التوقيت الممتاز لإدخال بعض المهارات في اللعب مثل التنظيف.
أهمية اللعب للأطفال من عمر 5 سنوات إلى 12 سنة
مع دخول الطفل إلى المدرسة، ينتقل تركيزه في اللعب إلى بناء مهارات اجتماعية ومهارات اتصال شخصي قوية. ففي هذه المرحلة العمرية يبدأ الطفل في تأسيس روابطه وصداقاته الخاصة به، وفهم أهمية التراضي والتصالح والمشاركة والتراجع. وبما أنه يمضي جل وقته جالساً على الكرسي أو مشاركاً في أنشطة قواعدية، فإن منحه فرصة التفاعل مع أصدقائه وإفراغ طاقته سيكون أمراً مهماً للغاية له.
أهمية اللعب للمراهقين
يظل اللعب عامل أساسي للنمو حتى عندما يدخل طفلك في مرحلة المراهقة، ولكن تعريف اللعب هنا سيكون مرتبطاً أكثر بما يناسب احتياجاتهم الاجتماعية والعاطفية.
وسواء كان اللعب يتعلق بالرياضة، النادي، أو مجرد المشاركة في نشاط مع أصدقائه له علاقة باهتماماته، فإن اللعب في هذا العمر يركز على إيجاد شيء يستمتع به الطفل وكذلك يكون له متنفس يحرر من خلاله التوتر في داخله.
يمكن أن يكون اللعب في هذه المرحلة العمرية صعباً مع جدول المراهق المزدحم بالواجبات والمرهق بالالتزامات، خاصة مع نموه وتقدم عمره، وتراه أحياناً غير قادر على إيجاد وقت للعب، إلا أن بإمكانك تشجيعه وتحفيزه لإيجاد ولو 30 دقيقة إلى ساعة على الأقل بعد المدرسة يومياً كي يلهو ويستمتع قليلاً.
المراحل الست للعب
صنف الخبراء لعب الأطفال إلى ست مراحل، ومن المهم أن يتعرف إليها كل أب وأم كي يعرفا المرحلة التي تناسب طفلهما وموعدها وفيما إذا كانت هناك مشكلة ينبغي اكتشافها مبكراً: