6 نوفمبر 2022

أهمية التواصل بين أولياء الأمور والمدرسة

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

أهمية التواصل بين أولياء الأمور والمدرسة

ما بين حاجة أولياء الأمور للتواصل للوقوف على أهم المشكلات التي يواجهها أبناؤهم الطلبة ومعرفة مستوى تحصيلهم الدراسي، ورغبة المدرسة في ضبط النظام، يتجدد الخلاف السنوي المعتاد.

فلا اتصالات ولا لقاءات مباشرة تجمع أولياء الأمور بالمعلمين أو إدارات المدارس على الرغم من كل الدعوات التي تنادي بأهمية إشراك أولياء الأمور في العملية التعليمية كونها قضية ورسالة مجتمعية ومعادلة متفاعلة العناصر بكل أبعادها لن تتم دون أن يتشارك في تأدية أدوارها على خير وجه جميع الأطراف بدءاً من الأسرة والمدرسة وجميع أفراد المجتمع بمؤسساته المختلفة للوصول إلى النتائج المرجوة. وللوقوف على أسباب رفض بعض إدارات المدارس تواصل المعلمين مع أولياء الأمور.

كان لنا لقاء مع عدد من أولياء الأمور والجهات المعنية في بعض المدارس الخاصة وهيئة الشارقة للتعليم الخاص لمعرفة أبعاد هذا الخلاف:

أهمية التواصل بين أولياء الأمور والمدرسة

صدمة وخيبة أمل كبيرة

هذا ما شعرت به الدكتورة ولاء محمود محمد وهي تتحدث عن تجاهل إدارة مدرسة ابنها ورفضهم للتواصل معها بشكل مباشر، تقول «بعد تعرض ابني في مرحلة الروضة للضرب من قبل زملائه في الصف تواصلت مع المدرسة عن طريق التطبيق الخاص حيث كانت هي الطريقة الوحيدة للتواصل، ولعدم وجود رد مقنع طلبت أن يكون التواصل مع معلمة الصف سواء بالاتصال تليفونياً أو باجتماع خاص لمعرفة تفاصيل المشكلة إلا أني ووجهت بالرفض».

إصرار د. ولاء وحرصها كأم دفعها للبحث عن طرق أخرى «بعد رفض طلبي لمقابلة المعلمة ما كان مني إلا الذهاب مباشرةً للمدرسة، وبعد ثلاثة أيام من المحاولات التي باءت جميعها بالفشل والإحساس بخيبة الأمل التي أفقدتني السيطرة على زمام الأمور، كانت النتيجة تطور حجم الخلاف مع إدارة المدرسة بسبب رفضها المستمر التوصل لحل يرضيني ويناسبها في الوقت نفسه».

تطبيق خاص للتواصل

بينما عبرت زينب محمد عبد الحميد، أم لطفلين في الصف الثاني ومرحلة الروضة، عن ارتياحها لتعدد قنوات التواصل التي تتيحها المدرسة بدءاً من الرسائل عبر التطبيق الخاص حتى التواصل مع الإدارة أو الأخصائي الاجتماعي بشكل مباشر، تشرح ذلك بقولها «لا أنكر وجود صعوبة من التواصل المباشر مع الكادر التدريسي مباشرةً، إلا أن هناك تعاوناً كبيراً تبديه إدارة المدرسة بإتاحة الفرصة لأولياء الأمور من التواصل مع أكثر من جهة عبر وسائل مختلفة. فالعملية التربوية عملية تكاملية ووجود تواصل بين طرفيها (المدرسة وأولياء الأمور) يسهم في نجاحها والوصول إلى الغايات المرجوة، ووجود تطبيق للتواصل يساعد على متابعة أولياء الأمور تقدم أبنائهم وتصحيح بعض الأخطاء المغفول عنها من قبل المعلم ومعرفة تفاصيل سير العملية التعليمية مما يبعث الراحة في نفوسهم. وبالنسبة لي فقد تلمست ذلك من خلال اكتشافي تسجيل حالات غياب لابني بسبب خطأ إداري غير مقصود»

توضح زينب «لا أنكر أهمية وجود تواصل بين المعلم وولي الأمر وهو ما أفتقده أحياناً لكني أدرك حجم المسؤولية الملقاة على كاهل الكوادر التعليمية وعدم وجود وقت كافٍ للتواصل مع كل شخص يرغب بذلك».

أهمية التواصل بين أولياء الأمور والمدرسة

هل تحتاج العملية التعليمية إلي تحديث؟

من جانبه، يكشف الدكتور يوسف عمر، الرئيس التنفيذي والمدير الأكاديمي لمؤسسة انباكت الدولية «التقييم من أجل التعلم» وصاحب منصة «إتقان»، عن ضرورة تغيير الكثير من المفاهيم والأساليب التعليمية التي لم تعد تتناسب وروح العصر، ويوضح «نعمل في إتقان على إحداث تغيير إيجابي في العملية التعليمية وإيجاد الحلول للكثير من المشكلات التي تواجه أولياء الأمور والطلبة أو حتى المدرسة، كاستبدال فكرة التواصل عن طريق دفتر الملاحظات والتواصل مع السكرتارية في مكتب الإدارة. فبكبسة زر واحدة وباستخدام التكنولوجيا الحديثة أصبح بإمكان ولي الأمر التواصل مع المدرسة أو المعلم من خلال برامج وتطبيقات إلكترونية، حيث يمكن له التوصل لأي معلومة، كما تتيح هذه المنصات لولي الأمر معرفة مدى تقدم وتطور ابنه أو ابنته ومتابعة ومراقبة أدائه في كل مرحلة من المراحل.

وفي دولة الإمارات حرصنا على الالتزام بتوصيل كل المعلومات الخاصة بالتقييم والقراءة الجهرية وحتى الرسم البياني الخاص بكل طالب في نفس اللحظة ليتم إعطاء التغذية الراجعة لولي الأمر والمدرسة فتكون قناة جيدة للتواصل الأكاديمي وإيجاد حلول للمشاكل التي تواجه الطالب وولي الأمر».

دور هيئة الشارقة للتعليم الخاص في دعم التواصل بين أولياء الأمور والمدرسة

تؤكد هيئة الشارقة للتعليم الخاص أهمية التواصل الفعال بين المدرسة والبيت وتنظيم العلاقة بين الطرفين بما يسهم في دعم العملية التعليمية، لا يمكن للهيئة أن تفرض طريقة محددة بذاتها وإنما يرجع القرار للمدرسة في تحديد آلية التواصل التي يتوقع أن تكون فعالة في تحقيق النتائج التربوية المتوقعة والمثمرة. لذلك تنتهج المدارس الخاصة أساليب وطرقاً مختلفة في سبيل ذلك بناءً على السياسة المتبعة في كل واحدة منها وهناك قنوات تواصل متنوعة تتيح من خلالها لأولياء الأمور التواصل مع المختصين لديها بمختلف المواضيع التي تخص الطلاب في النواحي التربوية والأكاديمية.

كما تحرص هيئة الشارقة للتعليم الخاص على الالتزام بتوفير قنوات للتواصل مع أولياء الأمور لطرح المواضيع التي تتعلق بشؤون الطلاب، كما يتم استقبال أي ملاحظات تتعلق بحالات معينة تتطلب تدخلها والمشاركة في معالجتها مع أولياء الأمور والمدارس المعنية.

 

مقالات ذات صلة