11 ديسمبر 2022

هل طفلك يعاني «الصمت الاختياري»؟

محررة ومترجمة متعاونة

هل طفلك يعاني «الصمت الاختياري»؟

إذا لاحظت أن طفلك يجد صعوبة في الكلام في مواقف اجتماعية أو مع أشخاص معينين، فلربما أنه يعاني حالة تسمى «الصمت الاختياري».

وعلى النقيض من اضطرابات التخاطب الأخرى التي تؤثر في القدرة على الكلام فإن «الصمت الاختياري» هو حالة نفسية أساساً وعادة ما تكون بسبب توتر شديد.

يتميز الطفل المصاب بالصمت الاختياري بكونه يتحدث بطلاقة في المنزل ولكنه يكافح للتعبير عن نفسه في بيئة أخرى، مثل المدرسة.

ولحسن الحظ، هناك عدة خطوات بإمكانك اتخاذها لدعم طفلك ومساندته.

ما هو الصمت الاختياري؟

حالة توتر شديد يكون فيها الشخص غير قادر على التواصل في مواقف محددة، ولكنه قادر على الكلام في مواقف أخرى. غالباً ما يظهر هذا الاضطراب أثناء الطفولة وعادة ما تتم ملاحظته عندما يكون الطفل غير قادر على الكلام في المدرسة.

الصمت الاختياري أكثر من مجرد اضطراب أو توتر شديد أو خجل، فالأطفال الذين يعانون هذه الحالة غير قادرين بدنياً على الكلام عند وضعهم في بيئة اجتماعية معينة، مثلاً في الصف الدراسي أو في ساحة اللعب، ويمكن أن يفضي هذا الاضطراب إلى مشاكل أكاديمية.

كيف يبدو الصمت الاختياري؟

تقول الدكتورة هولي شيف، اختصاصية علم النفس السريري في كونيكتيكيت بأمريكا، إن الأطفال المصابين بالصمت الاختياري ربما يصبحون فجأة ساكنين مع تعبيرات وجه باردة، ومن المحتمل أنهم يتجنبون التواصل البصري أو يبدون عصبيين أو مضطربين، وتضيف هولي «عادة ما يشعرون بالراحة في التكلم بحرية مع عائلتهم في المنزل ولكنهم يصمتون في الأماكن العامة أو حول الغرباء».

وربما يعتمد مثل هؤلاء الأطفال على أشكال أخرى من التخاطب مثل الإشارات أو الحركات أو الهمس من أجل التعبير عن أنفسهم.

وتختلف هذه الحالة من طفل إلى آخر، فالبعض يتحدث مع الأطفال الآخرين ولكنه يتجنب المعلم أو الشخص البالغ، والبعض الآخر تراه مرتاحاً للحديث مع أفراد عائلته ولكن ليس مع أقاربه.

أسباب الصمت الاختياري عند الأطفال

يؤكد الخبراء أنه ليس هناك سبب محدد للصمت الاختياري، ولكن توجد خصائص معينة شائعة بين الأطفال المصابين بهذه الحالة، مثل التوتر الاجتماعي والخجل والمزاج المثبط.

كما يشيرون إلى أن كلاً من العوامل البيئية والجينية تلعب دوراً في هذه الحالة، فإذا كان الأبوان يعانيان توتراً (خاصة اجتماعي) فمن المحتمل أن يؤثر ذلك في طفلهما، كما أن الطفل الذي لديه علاقات اجتماعية محدودة جداً أو يخضع لحماية مفرطة من الأبوين يمكن أن يصاب بالصمت الاختياري.

هل طفلك يعاني «الصمت الاختياري»؟

تشخيص الحالة

يمكن لعدد من المتخصصين تشخيص الصمت الاختياري، مثل طبيب الأطفال المختص بالنمو أو الطبيب النفسي أو اختصاصي النطق واللغة، فإذا ما شككت بأن طفلك يعاني الصمت الاختياري عليك أن تطلب رأي أحدهم من أجل عمل التقييم الضروري.

ولكن يجب أن يكون الطفل قد عانى صعوبات لمدة لا تقل عن شهر وأن تكون حالته تقف عائقاً أمام تطوره الأكاديمي، نشاطه أو الوظائف الاجتماعية، وألا تكون الأعراض بسبب حالات أخرى مثل التوحد، تأخر التواصل أو أسباب نفسية.

علاج الصمت الاختياري

كل خطة علاج طفل تختلف عن الآخر، وربما تتضمن علاجاً إدراكياً سلوكياً، علاج النطق واللغة أو علاجاً عائلياً.

إذ يركز العلاج السلوكي على مساعدة الطفل على تعلم الكلام في مواقف جديدة، مع أشخاص جدد وأثناء أنشطة جديدة.

والعلاجات جميعها تركز على تقليل التوتر وتعليمه مهارات التأقلم وخفض التحسس تدريجياً.

ويعتبر العلاج الإدراكي السلوكي هو الأكثر فاعلية للتعامل مع الصمت الاختياري، يشمل أساساً مواجهة خوف الكلام تدريجياً في مواقف صعبة حتى يصبح الطفل قادراً على تحمل هذه المواقف بشكل أفضل.

كذلك ينبغي الإشارة إلى أن للعائلة دوراً كبيراً في نجاح العلاج مهما كان، ويكون ذلك من خلال تعليمهم وتدريبهم على كيفية تشجيع طفلهم في المواقف الاجتماعية الصعبة.

كما أن الأدوية وعلاج النطق من أشكال العلاج الأخرى التي من الممكن اللجوء إليها وعلى أساس كل حالة على حدة.

فعلاج النطق يهدف إلى تغيير سلوك الطفل أثناء أوقات معينة يكون من الصعب عليه التواصل فيها. وتشمل فقرات هذا النوع من العلاج ما يلي:

  • التحفيز الخافت: يبدأ الطفل في التحدث مع شخص يرتاح له ويتم إدخال شركاء في الحديث بمرور الوقت.
  • الصياغة: يعمل المعالجة على صياغة سلوك التخاطب الحالي للطفل (مثل الإشارات والحركات والهمس) ليجعله قادراً على الكلام بشكل مريح في جميع المواقف، وذلك من خلال الاستعانة بالمكافآت والمعززات الإيجابية.
  • النمذجة الذاتية: يشاهد الطفل نفسه وهو يتكلم بشكل مريح (من خلال تسجيل فيديو) مع مختلف الأشخاص وفي مختلف المواقف من أجل تعزيز ثقته وتشجيعه على الكلام في مواقف جديدة.