19 ديسمبر 2022

كيف أربي طفلي بعيداً عن منطق العقاب؟

محررة في مجلة كل الأسرة

كيف أربي طفلي بعيداً عن منطق العقاب؟

"أنا أعاقبك لأني أخاف عليك وأحب".. عادة ما يربط الأهل بين العقاب والحب في تربيتهم لأطفالهم، بيد أن لهذا الربط تأثيراً سلبياً في قيمة الحب لدى الصغار، من هنا تتبدّى أهمية بث الوعي لدى الأهل بخطأ هذا السلوك وعدم صوابه. فما هي البدائل المطروحة عن العقاب؟ وكيف يمكن أن نخبر أطفالنا أننا نحبهم ونوصل الفعل الحقيقي للحب؟

تشرح مي السيد، عضو لجنة NextGen MENA، أخصائية علاج بالتنويم الإيحائي مع مهارات علاج نفسي، ما تعتبره "ظاهرة مثيرة للاهتمام" وتقول "الطفل ورقة بيضاء يدون عليها الأهل ما يرغبون به، وبعض الآباء والأمهات يعنفون أبناءهم ويصرخون عليهم أو يعمدون إلى أسلوب الحرمان، في وقت قد لا يدرك الطفل دوافع هذه المعاملة وطبيعة الخطأ الذي ارتكبه". يبرر البعض دوافع العقاب ويربطها بالحب، وتصف مي السيد هذه الطريقة بأنها "غير صحيحة وغير تربوية. ففكرة أني أعاقب طفلي لأني خائف أو خائفة عليه ولأني أحبه تقود إلى عواقب وخيمة وبالأخص في مرحلة المراهقة والرشد، له آثاره السلبية على المدى البعيد وبالأخص في الفتاة التي تتسم بالعاطفة وتتفاعل مع عاطفة الأم عند العقاب".

تورد مي السيد عدة نقاط للانطلاق بعيداً عن منطق العقاب المرتبط بالحب:

  • أفهم الطفل أن ما فعله أمر خطأ وأبين له مكامن الخطأ.
  • إدراك أن الطفل يمر بتجاربه لأول مرة.
  • عدم ربط التعامل مع الطفل بأي سلوك ، التعامل المشروط مرفوض بل علينا المبادرة بالقول: أنا أحبك ولكن ما فعلته خطأ.
  • اعتماد ما يعرف بـ «التايم أوت» بمعنى إنهاء الحديث مع طفلي خلال الانفعال وأقول له "اذهب واهدأ ونتكلم عند وجود طريقة مناسبة للحوار".
  • تعليمه تقويم الذات (تقديره لذاته) والالتزام بالنظام والتحكم بمشاعره.
  • في حال استعادة الحوار، من الضروري شرح الأسلوب الذي يجب التكلم فيه والحديث عن أسباب الغضب.
  • عدم إغفال أو انتظار المواقف أن تخرج عن إطارها ، كأن نعلمهم التقاط الألعاب المبعثرة أرضاً مثلاً لتحميلهم المسؤولية مع إشراف من الأهل «عن بعد».
  • التحكم بمشاعرنا كآباء وأمهات: مثل الأم التي تكون في شدة الغضب وفجأة ترد على هاتف من مديرها أو صديقتها بغاية الهدوء!
  • الكرسي السيئ أو naughty chair: قد يكون عقاباً مجدياً ولكن تبعاً للموقف وكيفية شرح الخطأ للطفل وأبعاد هذا الخطأ بهدوء.
  • التعامل مع الطفل ككائن حي وليس كشيء نمتلكه «نتعامل معه على كونه صغيراً لجهة الإدراك والوعي والنضوج عقلاً وجسداً».
  • خضوع الأهل لدورات توعوية لأننا نبني جيلاً وليس طفلاً وإدراك أن الصدمات النفسية والعقد تورث من جيل إلى آخر.
  • تثقيف الأهل لا يقتصر على الزواج والإنجاب «بعض الآباء والأمهات في بعض الدول يخضعون لدورة سيكولوجية (نفسية) عن كيفية تربية الطفل تبعاً لمراحله العمرية قبل القيام بالإنجاب».
  • التحكم بمشاعرنا كأب وكأم يعانيان من ضغوط العمل أو البيئة حولنا وعدم إسقاط هذه المشاعر على الطفل.