30 أبريل 2023

ما هي مراحل تغير المراهق؟ وكيف يتعامل معه الأهل؟

محررة في مجلة كل الأسرة

ما هي مراحل تغير المراهق؟ وكيف يتعامل معه الأهل؟

تشهد مرحلة المراهقة الكثير من التحوّلات التي تعد سبباً لكثير من الخلافات بين المراهق ووالديه، ونتيجة التحولات التي تطرأ على المرحلة يصبح البحث عن حلول أمراً ضرورياً لإيجاد علاقة صحيحة متبادلة تساعد على تجاوز هذه الخلافات والعبور بسلام، من خلال معرفة الأساليب التربوية السليمة.

في ورشة «أساسيات طرق التعامل مع المراهقين» توضح المدربة والخبيرة التربوية سارة سليمان الشامسي، أهم أنواع المراهقة، وأهم التغيرات التي يمر بها المراهق، وتأثير فرق الأجيال كسبب رئيسي لخلافاتهم مع آبائهم. وتكشف مراحلها في حياة الإنسان حيث ينتقل الشخص من الطفولة إلى البلوغ:

  • مراهقة متقدمة تبدأ من سن 11 إلى 14 عاماً
  • مراهقة متوسطة تبدأ من سن 15 إلى 17 عاماً
  • مراهقة متأخرة من سن 18 إلى 21 عاماً

ما هي مراحل تغير المراهق؟ وكيف يتعامل معه الأهل؟

التغييرات التي يمر بها المراهق

وبسبب صعوبة مرحلة المراهقة، تشير الشامسي إلى ضرورة معرفة أسباب سلوك المراهق، ووعيه بأهمية هذه المرحلة وكيفية التعامل معها، ومعرفة التغييرات التي يمر بها والتي يمكن تلخيصها في:

  • التغيرات الجسدية: يمر المراهق في هذه المرحلة بتغيرات تعمل على حالته المزاجية والجسدية، منها ما يتعلق ببلوغ الصوت والملامح الجسدية التي تظهر سواء للذكر أو الأنثى.
  • التغيرات الاجتماعية: يجهل أغلبية الآباء خطورة مرحلة المشاعر المتضاربة التي تنتاب المراهق؛ التي يسعى فيها إلى بناء شخصيته الخاصة وتشكيل دائرة علاقات أوسع وتكوين صداقات كثيرة.
  • التغيرات الدينية: يصبح المراهق في هذه المرحلة كثير التفكير في الجوانب الدينية، لذلك نجد بعضهم كثير الالتزام بالواجبات والفرائض الدينية، بينما تكون الحرية للبعض الآخر مبالغاً فيها، وذلك تبعاً للتربية والتفكير الذي يستحوذ على عقله ومخيلته.
  • التغيرات الانفعالية والعقلية: يميل المراهق إلى أن يكون شخصاً كثير الانفعال واسع الخيال والأفكار.

ما هي مراحل تغير المراهق؟ وكيف يتعامل معه الأهل؟

التعرف إلى أسباب تصرفات المراهق

تدعو الشامسي إلى الغوص في عقل المراهق للتعرّف إلى أسباب تصرفاته، وتقول: «يتمتع المراهق بكثير من الصفات الإيجابية لكن تبقى أساليب التعامل الخطأ التي يتبعها الأهل والمحيط هي السبب الرئيسي وراء سلوكياته غير الطبيعية، وعند التعمق داخل عقل المراهق نجد أن انجرافه وراء العاطفة قبل المنطق هو السبب الرئيسي وراء سلوكياته المبهمة، لذلك تكون الانفعالية والاندفاعية هي السلوك الطاغي على جميع قراراته». وتشرح: «يبدأ المراهق في هذه المرحلة الاهتمام بمفاهيم معنوية مهمة بالنسبة له كالعدالة والحرية، ورغبة الانفصال عن الأسرة، بينما نجد أن مفهوم الآباء للحرية يختلف، حيث نجد صورة الرقابة الأبوية لا تزال باقية في حياة بعض الأسر، كما أن النزعة المثالية للمراهق ورغبته في الإحاطة بكل ما هو مكتمل يزيد من إحساسه العالي بالمسؤولية تجاه والديه، لتجنب ارتكاب الأخطاء».

ما هي مراحل تغير المراهق؟ وكيف يتعامل معه الأهل؟

أخطاء الآباء بحق الإبناء المراهقين

تشير الشامسي إلى أن الفجوة الزمنية بين الآباء والأبناء واختلاف أنماط التربية، جميعها أسباب كافية لارتكاب الآباء عدة أخطاء على الرغم من كل الرعاية والاهتمام الذي يقدم للمراهق يمكن إيجازها في:

  • الاتهام وتوجيه النقد: إسقاط الاتهامات على المراهق وإكثار النقد واستخدام عبارات جارحة، من أكثر أسباب الخلافات التي تسلبه الإحساس بالعدالة وتترك أثراً سلبياً بينه وبين الأهل.
  • توجيه الإرشادات بشكل مباشر: يزيد هذا التعامل من إصرار المراهق على إرسال رسائل عكسية ومباشرة، تزيد من حجم الخلافات واستمرارها.
  • عدم وجود قاعدة واضحة للتعامل: سكوت الأبناء وسلبهم حريتهم لا يعني أنهم غير واعين، كما أن عدم وجود قاعدة واضحة للتعامل واختلاف الآراء ووجهات النظر بين الوالدين، تتيح للمراهق استغلال المواقف ما ينجم عنه كثير من الخلافات وهي من أكبر التحديات التي تواجه الأسرة.
  • ترصّد الأخطاء: التعامل مع المراهق على أنه شخص بالغ ومراقبة كل ما يصدر عنه من أقوال أو أفعال وسلبه حريته الخاصة.
  • الامتناع عن إظهار العاطفة: إيجاد الآباء صعوبة في إظهار مشاعرهم وعواطفهم لأبنائهم المراهقين، بسبب اختلاف احتياجات كل جيل شكّل فجوة وحاجزاً كبيراً بين الآباء والأبناء.

ما هي مراحل تغير المراهق؟ وكيف يتعامل معه الأهل؟

مسؤولية الأهل تجاه الأبناء المراهقين

توجز المدرّبة والمستشارة التربوية مسؤولية الأهل تجاه المراهقين في عدة نقاط:

  • إخلاص النية لله سبحانه وتعالى في تربية أبنائنا بالخوف واحتساب الأجر عند الله.
  • القدوة الحسنة، علينا أن نكون دائماً قدوة لأبنائنا، على سبيل المثال لكي يطلب الأب من أبنائه عدم التدخين عليه هو أولاً أن يمتنع عنه.
  • التواصل الجيد من خلال الاستماع الجيد وتقديم الرعاية والحب لهم.
  • إجادة فنون التعامل مع أبنائنا ومعرفة الأشياء التي يفكرون فيها للتوصل إلى حلول ومعرفة مشاعرهم وأسباب تصرفاتهم وانفعالاتهم.
  • توفير الرعاية من خلال تلبية جميع متطلباتهم واحتياجاتهم سواء المادية أو المعنوية.