06 أغسطس 2023

المناهج الدراسية وأولياء الأمور.. "حيرة" مستمرة

محررة في مجلة كل الأسرة

المناهج الدراسية وأولياء الأمور..

مع تنوع المناهج الدراسية المتبعة في دولة الإمارات، يعد اختيار المنهج الدراسي أحد التحديات التي تواجه أولياء الأمور مع بداية كل عام دراسي لعدم قدرتهم على تحديد أفضل الخيارات أو فهم الفرق بين المناهج الدراسية المختلفة ومتطلباتها وفهم الاحتياجات التعليمية والمهارات المطلوبة من الطالب وتأثيرها في مستقبله التعليمي ودورها في اختيار التخصص الجامعي في المستقبل، وقدرتهم كأهل على مواكبة واجبات الأبناء ودعمهم في تحقيق أهدافهم التعليمية.

المناهج الدراسية وأولياء الأمور..

بين الوزاري والأمريكي والبريطاني والأسترالي وغيرها من المناهج الأخرى، يقع أولياء الأمور في حيرة الاختيار الأنسب لأبنائهم.. يوضح عبد الله المرزوقي، مستشار تربوي في هيئة الشارقة للتعليم الخاص، أهم مزايا الأنظمة التعليمية «يتشابه الهيكل التنظيمي العام للمدارس التي تقدم نفس المنهاج في الإمارات عموماً والشارقة بشكل خاص إلى حدٍ ما، لكنها قد تختلف في بعض الجوانب، كالأنشطة المشتركة للمناهج الدراسية، والمرافق، والرسوم، وطرق التدريس وغير ذلك. وبناءً على ذلك يمكن للمدرسة أن تختار تقديم منهاج واحد أو أكثر من هذه المنهاج في آن معاً، أو في مسار مدرسي محدد، حيث إنه يوجد في المدارس الخاصة بإمارة الشارقة 10 مناهج مختلفة يتميز كل منهج بمزايا مختلفة إلا أنها وبشكل عام تتميز بالتنوع والتطور المستمر، فهي تتضمن مجموعة واسعة من المواد التعليمية والأنشطة اللاصفية التي تساعد الطلاب على النمو الشخصي والأكاديمي، كما ترتكز المواد التعليمية فيها على تنمية المهارات الحيوية للطالب مثل التفكير النقدي والإبداعي والتعاون وتشجع على البحث والاستكشاف والتعلم المستمر».

المناهج الدراسية وأولياء الأمور..

عادةً ما يعاني أولياء الأمور صعوبة الاختيار بين المناهج، لذلك يشير المرزوقي «لكل منهج دراسي مزاياه الخاصة لذلك على الأهل البحث والاستشارة مع المعلمين والمستشارين التعليميين والمرشدين الأكاديميين، والتحدث مع أولياء أمور الطلبة الآخرين، ووضع خطة للمعايير التي تلبي طموحهم ورغباتهم ورغبات أبنائهم التعليمية، مثل تحديد احتياجات الطالب ومهاراته وميوله التعليمية، ومراجعة جودة المنهاج الدراسي والمواد التعليمية، والتأكد من توافق المنهاج مع الأهداف التعليمية والتوجهات الأكاديمية التي يرغبون أو يرغب الأهل بتوجه أبنائهم لها مستقبلاً».

أما عن الفرص التي يوفرها كل منهج في اختيار التخصص الجامعي، يشرح المرزوقي «يتميز كل منهج بمزايا تختلف عن المناهج الأخرى، حيث تضع الدول صاحبة كل منهج، منهجاً تعليمياً خاصاً بها، لذا على أولياء الأمور مراعاة الخطط المستقبلية للأبناء، بمعنى: ماذا يريد أن يصبح الأبناء في المستقبل؟ وذلك برسم خطة ووضع إيجابيات وسلبيات كل منهج والمقارنة بينها لاختيار الأنسب. فلكل منهج من هذه المناهج مواد إلزامية في جميع المراحل التعليمية إضافةً إلى مواد اختيارية أخرى تعتمد على المنهج المتبع، منها المهارات الحياتية والتكنولوجيا والتنمية الشخصية والدراسات العليا وغيرها من المواد الاختيارية التي تناسب اهتمامات الطالب. كما أن هنالك بعض المناهج التي تتيح للطالب استكمال دراسته ما بعد الصف الثامن بطريقة مهنية وليست تدريسية كما هو المتبع، والهدف من ذلك هو تمكين مهارات المعرفة والقدرة العلمية والعملية لدى الطالب مما يسهل عليه اكتساب الخبرات لتحقيق أهدافه في المستقبل. هذا إلى جانب ضرورة الالتفات لوجود مواد إلزامية مقررة في جميع المناهج مثل التربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية واللغة العربية والتربية الأخلاقية التي يجب أن تندرج تحت الخطة المرسومة لاستكمال الدراسة الجامعية عند اختيار المنهج».

المناهج الدراسية وأولياء الأمور..

يشير المرزوقي لإغفال بعض أولياء الأمور عن بعض النقاط المهمة عند انتقال الطالب من منهج تعليمي لآخر وتأثير هذه الخطوة فيه في المستقبل «على ولي الأمر مراعاة الموعد النهائي لتغيير أو نقل الطالب من مدرسة إلى مدرسة أخرى مختلفة المنهج، وهو منتصف أكتوبر من كل عام دراسي، كما يجب الاطلاع على السنة أو الصف الذي سيكون عليه الطالب عند التفكير بالانتقال، وذلك بالاطلاع على الجداول الواردة في القسم التالي والمتعلقة بكل منهاج كالمواد الأساسية والاختيارية لكل منهاج، والاطلاع على لغة التدريس وغيرها من العوامل الأخرى المتعلقة بالصحة النفسية والاجتماعية للطالب بحيث يمكنه التكيف مع بيئة تعليمية جديدة، حيث إن التوصيات تشير لعدم نقل الطالب من منهاج إلى آخر بعد أن يبدأ الصف التاسع (أو ما يعادله) وذلك لتجنب تعطيل مسيرته الأكاديمية، أو التأثير في أدائه في السنوات الدراسية التي تسبق المرحلة الجامعية».

يلفت المستشار التربوي «من الجدير بالذكر أن هيئة الشارقة للتعليم الخاص أطلقت برنامج «إتقان» يتمثل بتقييم المدارس الخاصة بالإمارة، وهو عبارة عن دراسة تقييمية ميدانية لجودة أداء المدارس الخاصة وفقاً لإطار معايير الرقابة والتقييم الموحد على مستوى الدولة، هدفه قياس مدى فاعلية أداء المدارس الخاصة وإتقانهم لمعايير الجودة المدرسية لتمكين الطلبة من تحقيق التطور الأكاديمي والشخصي، والبدني، والاجتماعي، والنفسي، مستهدفاً القيادات التعليمية والطلاب والمدارس وأولياء الأمور كونهم شركاء أساسيون في العملية التعليمية».